بيان عاكوم
«هي بصمة في تاريخ الادب العربي، لديها خبرة كبيرة في كتابة الرواية على اسس سليمة ومنهجية، دعمت المرأة ووقفت معها، وتستحق الحصول على جائزة الدولة التقديرية» هذا هو رأي المحتفين بالروائية والكاتبة والباحثة في قضايا الثقافة والمرأة د.فاطمة العلي بمناسبة حصولها على الدكتوراه في الادب العربي، وذلك خلال حفل العشاء الذي اقامته الناشطة السياسية فاطمة النهام تكريما لها.
وكانت النهام قد القت كلمة مطولة بينت فيها مآثر د.فاطمة العلي في الكتابة الادبية، حيث قالت:
نحتفل ونفخر بالروائية والقاصة والكاتبة الصحافية والباحثة في قضايا الثقافة والمرأة الاخت العزيزة فاطمة يوسف العلي بمناسبة حصولها على الدكتوراه، والتي لها باع طويل امتد الى اربعة عقود من الزمن وهي صاحبة اول رواية نسائية «وجوه في الزحام» التي صدرت عام 1971.
رائدة القصة القصيرة
واضافت: وهي من رائدات القصة القصيرة في الكويت لها اصداراتها النقدية واسهامها في الصحافة المحلية والعربية، وترجمت اعمالها الى الفارسية والهندية والانجليزية والفرنسية وقد شاركت في الكثير من المحافل والانشطة والمؤتمرات في الدول العربية المختلفة، ورفعت شأن الكويت بتمثيلها للمرأة الكويتية المتميزة المبدعة، وقد كرمت في مجلس الامة مع كوكبة رائعة من الفاضلات المتميزات الحاصلات على جوائز عالمية، فحصلت على جائزة «المرأة المتميزة» من جامعة الدول العربية لتميزها في قضايا المرأة وكرمت في بلدها وخارج بلدها بالعديد من الجوائز واطلق عليها لقب «بنت الكويت وبنت النيل» في جامعة الدول العربية اثناء تكريمها.
وادرج اسمها ضمن موسوعة اعلام الفكر العربي لتميزها الابداعي كروائية وقاصة وأديبة مبدعة.
وهناك الطالبة الايرانية ليدا جهرمي التي قدمت رسالة ماجستير في كلية الآداب واللغات الاجنبية بجامعة اصفهان الايرانية موضوعها «الرواية والقصة عند الأديبة الكويتية فاطمة يوسف العلي».
وقد حضرت المناقشة الأديبة ونحن كنساء الكويت نفخر بهذه الرسالة ونثمنها حيث تناقش الأدب الروائي لنساء كويتيات وقد صدر للناقد المصري حسن حامد كتاب بعنوان «فاطمة يوسف العلي رائدة الرواية الكويتية النسوية والقصة التشكيلية»، متناولا الخصائص والسمات الفنية التي تضمنتها اعمالها الابداعية بداية من رواية «وجوه في الزحام» التي صدرت عام 1971 التي اعتبرت تاريخيا اول رواية نسوية تصدر في الكويت مرورا بمجموعاتها القصصية «دماء على وجه القمر» و«وجهها وطن» و«تاء مربوطة» و«سميرة واخواتها» وانتهاء بدراستها النقدية «عبدالله السالم والحراك الاجتماعي في الكويت» و«عصاي أبنوس».
أفكار تنويرية
وفي هذه الدراسة قال الناقد: ان افكار فاطمة يوسف العلي التنويرية التي اجتهدت من خلالها في خدمة مجتمعها على المستوى الثقافي، وعلى مستوى العمل النسائي العام قدمت رؤى اصلاحية لكثير من القضايا العربية وخاصة فيما يتعلق بالمرأة فكانت سفيرة حسنة لمجتمعها في الخارج.
أما محمد جبريل في كتابه «الصوت الهامس يعلو دراسة نقدية سوسيولوجية في أدب فاطمة يوسف العلي».
فيتناول نتاج العلي الابداعي ويتساءل الكاتب: لماذا فاطمة يوسف العلي؟
ويجيب بانها تحقق المواطنة العربية وبصورة فاعلة، تتصل بي فأسألها من أين؟
تجيب: من الكويت، احضر مؤتمرا في الرباط، اشارك في ندوة بحرينية، ألقي محاضرة في تونس، احاضر في جامعة سيدني، او مؤتمر في جامعة بلتيمور، او معرض كتاب في طهران، تتحدد المدن التي تساهم فيها فاطمة يوسف العلي بأنشطتها الثقافية.
يقول: انها ترفض ذلك الكليشيه ان المرأة مخلوق ضعيف يحتاج دوما الى وصاية واشراف الآخرين، المرأة عند فاطمة يوسف العلي هي العقل الجميل وليس الجسد الجميل، والعقل الجميل هو الاستمرار والفهم والتفهم والتعاطف والمشاركة وفي مجموعتها القصصية «التاء المربوطة» واضح الدلالة، انه يعني المرأة، قضاياها ومشكلاتها، تبرز العلي حساسية المبدعة للاضطهاد الذي تتعرض له المرأة من قبل التقليديين الذين يصادرون حق المرأة، حتى في الجلوس في مقعد تختاره في الطائرة بدعوى الفصل بين الجنسين كل ذلك بسبب التاء المربوطة التي تقيد المرأة وتمنع عنها ابسط حقوقها.
فقد حصلت فاطمة يوسف العلي على رسالة الماجستير عام 2002 في «الحراك الاجتماعي في القصة القصيرة بالكويت» وهي دراسة فنية سسيولوجية اما رسالة الدكتوراه حصلت عليها هذا العام حول المرأة والرواية نترك لها الحديث عنها، في الحقيقة الحديث عن اديبتنا د.فاطمة يوسف العلي عن اعمالها وعطاءاتها لا تستطيع ان نسطرها فالصفحات قليلة بل تحتاج الى مجلدات كل ما نتمنى لها في هذه الليلة ان تحقق جميع امنياتها وتستمر في عطائها لمجتمعها وللمرأة الكويتية ونحن في انتظار نتاج اعمالها الأدبية المستقبلية التي تثري مكتبتنا العربية بأعمالها الجليلة، وفقها الله بكل اعمالها في حياتها العملية والاسرية.
نصيرة المرأة
ومن ثم تحدثت الكاتبة الصحافية نرمين الحوطي التي وصفت العلي بأنها نصيرة المرأة وقفت قربها ودعمتها، كما دعت الحوطي الجامعات والمعاهد الفنية ان تستفيد من خبرتها في كيفية كتابة الرواية على اسس سليمة ومنهجية وتدريب الاجيال الجديدة.
الاعلامية نظيرة العوضي التي شاركت في الاحتفال اكدت على تميز العلي من خلال كتاباتها ورواياتها الهادفة، لافتة الى انها دعمت المرأة وكان لها دور فاعل في ذلك.
الجائزة التقديرية
كما تحدثت الناشطة السياسية عائشة الرشيد التي وصفتها بأنها بصمة في تاريخ الادب الكويتي، وقالت علاقتي بها قديمة عندما كانت تقدم برنامج «في زورق الليل».
واشارت الرشيد الى انها تستحق جائزة الدولة التقديرية معتبرة ان رواياتها هي السفير الثقافي في الكويت لمحطات كثيرة في العالم، واستدركت بالقول في كل محطة من محطات حياتها تستحق ان تكون رواية وهي شمعة مضيئة متمنية الا تنطفئ.
استقلالية المرأة
ومن جهتها، شكرت د.فاطمة العلي صاحبة الدعوة جميع من شارك في الاحتفال وقالت «اتطلع ان يظل سلاح المرأة الاهم في مواجهة الحياة واستمرار السفينة بعيدا عن الغرق هو استقلاليتها الاقتصادية لأن هذا الامر يؤمن لها المشاركة وكرامة العيش لافتة الى ان هذه الاستقلالية لا تأتي الا بالعلم والدراسة متحدثة عن تجربتها، حيث قالت لم اكتف بالموهبة وحرصت على تحصيل العلم والمعرفة والثقافة حتى وصلت لـ الدكتوراه والتي هي ليست نهاية المطاف.
وشددت العلي على القراءة معتبرة انها الزاد الاهم.
رسالة الدكتوراه
وتحدثت العلي عن رسالة الدكتوراه وقالت لقد كانت في الادب العربي في موضوع «النص المؤنث وحالات الساردة دراسة تحليلية لخطاب المرأة العربية في الرواية».
واضافت نلت درجة امتياز مع مرتبة الشرف في هذا الموضوع الذي يطرح كيفية الخطاب النسوي في الرواية العربية، مشيرة الى انه موضوع حساس وصريح ويدعم وجود المبدعة العربية.
وبينت العلي ان الدراسة كانت على مرحلتين الجزء الاول من القرن 19 حتى نهاية الستينيات، والجزء الثاني من بداية السبعينيات حتى الوقت الحالي.
وعن نتائج البحث قالت لقد اتبعت وجود المبدعة العربية التي اصبح لها خطابها المستقل في الرواية العربية وتنافس المبدع الرجل الذي استمر لعقود من الزمن يتحدث نيابة عنها ويكتب عن قضاياها.
وعن اسباب تأخر المبدعة العربية اشارت الى 4 اسباب اولها الاستبداد السياسي ثم استبداد الرجل واجتهادات البعض من قبل التيار السلفي وبعض التفسيرات فيما يخص العادات والتقاليد.
وختمت بالقول استطاع التيار المناصر للمرأة ولفكرها وانسانيتها ان يتغلب امام تيار المحافظين والرجعيين الذين يناهضون فكر المرأة وعقلها.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )