لو كانت الارادة وطنا لقلت انه عاصمتها، يناديها بأعذب الأسماء كلما اشتد الزمان كرر النداء «ارادتي مصدر قوتي» ارتقى ليصل القمة فكانت حلاوة الوصول أكبر من أن يصفها الواصفون أو أن يصورها المصورون ونادى أن لا وطن يساوي وطني ولا أرض تعدل أرضي، هتف في سماء الحب فردد أعذب الأناشيد فرحة وافتخارا عزة وانتصارا.
شاءت ارادة الله أن يكون معاقا، فقد بدأت اعاقته منذ الطفولة عندما أصيب بشلل الأطفال وقد كانت طفولته على الكرسي المتحرك، بينما الأطفال يركضون في ميادين اللعب يطاردون الأحلام ويلاحقون الخيالات، اما هو فقد قرر أن يحمل رسالة انسانية يصل بها الى كل مكان ويطوف بها كل البلدان.
في فترة الشباب كانت المجالات والخيارات متاحة أمامه، يختار منها ما يشاء لكنه أبى الا الرياضة وقد استهوته رياضة المبارزة وأخذت بعقله وعاطفته ليبذل فيها جهدا مكثفا وتدريبا مستمرا، وعزما لا يفتر، وارادة لا تضعف.
هنا أصبحت الاعاقة دافعا للابداع والنجاح والتميز، ولو رأيته وهو يرفع يديه الى السماء شكا وحمدا على ما وصل اليه لعرفت حجم السعادة التي غمرته عندما حقق المركز الأول على العالم في لعبة المبارزة والنجاح بالنسبة له لم يكن في تحقيق المركز فقط وانما بالمحافظة عليه ايضا.
طارق القلاف شخصية مميزة استحقت أن تحظى باحترام وتقدير الكثير من المسؤولين، تميز بالأخلاق العالية والتواضع الجم، اضافة الى التواصل الاجتماعي المستمر والمشاركة الدائمة في كل الأنشطة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وهو نفسه يقول «رسالتي دعم ومؤازرة ذوي الاحتياجات الخاصة وأن أثبت للعالم بأكمله أن المعاق جزء من هذا المجتمع يستطيع أن يفعل الكثير».
في هذا الأسبوع نستضيف بطل العالم للمبارزة طارق القلاف ليحدثنا عن تفاصيل رحلته من الاعاقة الى حصاد البطولات وتحقيق الانجازات .
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )