بشرى الزين
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان فرنسا تحظى بدعم كامل من الدول العربية في دورها الهام والفعال لتحقيق الاستقرار في لبنان واحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط.
واضاف الشيخ د.محمد الصباح في تصريح للصحافيين لدى حضوره حفل استقبال اقامه السفير الفرنسي جان رونيه جيان بمناسبة العيد الوطني لبلاده مساء اول من امس «اننا نشهد لحظات مهمة جدا للسياسة الفرنسية في الشرق الاوسط بقيادة الرئيس نيكولا ساركوزي مستذكرا بكثير من الود زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى باريس في العام 2006 ولقائه السابق بالرئيس جاك شيراك، مشيرا الى ان الكويت تترقب زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي في العام المقبل معربا عن سعادته بالمشاركة في حفل العيد الوطني الفرنسي ومنوها بالعلاقات الطيبة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.
ومن جهته عبر السفير الفرنسي جان رونيه جيان عن اعتزازه وتقديره لحضور نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح هذا الاحتفال، موضحا ان ذلك دليل على قوة العلاقات بين البلدين وتأكيد على تطابق وجهات نظريهما حيال الوضع في المنطقة.
واشار جيان الى قمة باريس التي عقدت قبل ثلاثة ايام حول الاتحاد من اجل المتوسط في وقت تسلمت فيه بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي آملا في تطوير شراكة حقيقية بين العرب والاوروبيين.
وذكر السفير الفرنسي بلقاء الرئيس السوري د.بشار الاسد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومشاركته في القمة وما سبق ذلك من تطورات على صعيد حل الازمة في لبنان وما رافقها من تشكيل الحكومة اللبنانية واتفاق حول تبادل التمثيل الديبلوماسي وفتح سفارات بين سورية ولبنان، مبينا ان فرنسا تتقاسم والكويت الاهداف التي يؤمل تحقيقها في المنطقة.
وذكر جيان بالاتفاقية الامنية التي ابرمت بين البلدين بعد حرب الخليج، مؤكدا ان ما يحتاج اليه البلدان اليوم هو تواصل اكبر على مستوى المسؤولين، خاصة بعد انتخاب رئيس جديد ووجود حكومة جديدة تتطلع الى تعاون اكثر وهذا ما يعمل من اجله ومن اجل الزيارة المرتقبة للرئيس نيكولا ساركوزي الى الكويت.
وحول توجه السياسة الفرنسية عقب انتخاب الرئيس ساركوزي وقوتها في المنطقة قال جيان اعتقد اننا في وضع خاص لعدة اسباب من بينها ان فرنسا تسلمت رئاسة الاتحاد الاوروبي منذ بداية يوليو الجاري ما يعني اننا مهتمون بحجم وثقل الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر الشريك التجاري الاكبر للمنطقة والمانح المهم في منطقة الشرق الاوسط، ما يكسب فرنسا والرئيس نيكولا ساركوزي وضعا خاصا لدى الاميركيين والاسرائيليين وثقة كذلك لدى العرب والفلسطينيين، مشيرا الى اعلان القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين.
وحول دعوة الرئيس السوري الى حضور قمة الاتحاد من اجل المتوسط، واحتفالات فرنسا بالعيد الوطني قال جيان ان زيارة الاسد الى باريس جاءت بعد اتفاق «الدوحة» واعلان المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل وكانت هناك اجتماعات سرية بين سورية وفرنسا لعدة اشهر، مضيفا ان سورية بذلت جهودا متقدمة لإحراز تقدم في عملية السلام وفي المقابل تحاول فرنسا ايضا مساعدة سورية، مشيرا الى ان هذه التطورات حدثت بعد تشكيل الحكومة اللبنانية فأعلن الرئيس ساركوزي عن زيارته الى دمشق سبتمبر المقبل.
وفي رده عما اذا كان ذلك سيعجل من حوار عربي - اسرائيلي بوساطة فرنسية اوضح جيان ان فرنسا لها وضع فريد وتتمتع بثقة الجانبين مستذكرا قول الرئيس السوري د.بشار الاسد في قمة باريس ان الوضع يتطلب عرابيين، الاول عن طريق الولايات المتحدة والثاني من خلال الدور الفرنسي.
وحول الدور الجديد لفرنسا في منطقة البحر الابيض المتوسط قال جيان من السابق لأوانه الحديث عن مغامرة جريئة، مبينا ان فرنسا التي ترأس الاتحاد الاوروبي تتطلع الى حوار مستمر وشراكة حقيقية بين دول ضفتي المتوسط، مشيرا الى ان قمة باريس استطاعت ان تجمع زعماء الدول الاوروبية بنظرائهم في جنوب المتوسط على طاولة واحدة املا في استمرار هذا التواصل، مؤكدا على اهداف هذا الاتحاد في معالجة قضايا التنمية والطاقة والبيئة، لافتا الى الرئاسة الدورية التي تميز هذا الاتحاد بعد كل عامين على غرار رئاسة الاتحاد الاوروبي على مستوى زعماء الدول.
ساركوزي.. ستايل مختلف
في رده عما يثار حول تغير الديبلوماسية الفرنسية في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي قال السفير الفرنسي جان رونيه جيان تعرفت على الرئيس ساركوزي في فترة مهمتي الديبلوماسية في نيويورك قبل عامين، اقول انه شخصية غير عادية في رؤيته للقضايا، لذلك اعتقد انه يرى الامور بطريقة مباشرة وبأسلوب مختلف يعني انه شخص غير ديبلوماسي وله ستايل مختلف ولذلك نرى انه من الصعب ان يتقبل اراءه الكثيرون.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )