فرج ناصر
الشهيد الكويتي فوزي عبدالرسول المجادي استشهد ضمن مجموعة شهداء نابلس للقوات المسلحة الثورية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مستوطنة «مسكاف عام» في شمال فلسطين بتاريخ 4/6/1989 وكان عمره آنذاك 19 عاما بعد أن كان يتدرب على القتال في المنظمة الفلسطينية في الكويت في منطقة حولي، حيث كان اغلب اصدقائه من الفلسطينيين وظل الشهيد مفقودا من قبل اسرته منذ استشهد حتى قبل يومين اثناء تبادل حزب الله اللبناني الاسرى مع الجانب الاسرائيلي.
«الأنباء» التقت عبدالنبي عبدالرسول المجادي شقيق الشهيد فوزي المجادي، حيث روى تفاصيل انضمام شقيقه إلى الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين حتى استشهاده، حيث قال ان الشهيد كان يعمل عسكريا في وزارة الداخلية، ثم ذهب الى لبنان في اوائل الثمانينيات لفترة ثلاثة اشهر وتم استرجاعه الى الكويت من قبل وزارة الخارجية انذاك، حيث ان المنظمة التي كان ينتمي اليها ذهبت لتونس بعد تردي الاوضاع في لبنان ومن ثم عاد مرة اخرى الى الكويت ليعمل في نفس عمله ولكن هذه المرة مدنيا لفترة اربعة اشهر وبعد ذلك تم فقدانه من قبل اسرته فجأة، حيث كان والده يبحث عنه في مقر عمله إلا ان المسؤولين اخبروا والده انه يذهب للتدريب مع الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت في منطقة حولي ومنذ ذلك اليوم لم نره والعملية التي استشهد فيها تمت يوم 4 يونيو من عام 1989 وكانت تحمل اسم «شهداء نابلس» وخلال هذه الفترة وقبل العملية ارسل رسالة الى والده يبلغه فيها وهو في لبنان بأنه ينوي الدخول في عملية فدائية وبعد تنفيذه للعملية واستشهاده دفن في اسرائيل وفقدنا الامل في الحصول على رفاته وابلغنا من قبل الهلال الاحمر والصليب الاحمر بقرب استعادة رفاته، الا ان مثل هذا لم يحصل الا بعد ايام قليلة من تبادل حزب الله الاسرى مع اسرائيل حيث صار لدينا امل بانه موجود مع رفات الشهداء.
وحاولنا الاتصال بقناة «المنار» للاستفسار منهم عن أي معلومات تخصه الا اننا لم نستطع ذلك الا عن طريق احدى الصحف التي نشرت معلومات عنه حيث اتصلنا بهذه الصحيفة وابلغتنا عن ذلك واعطونا ارقام مسؤولين في لبنان لديهم دراية بجميع المعلومات التي تخص ابننا الشهيد حيث اخبرنا المسؤولون في لبنان ان الجبهة الديموقراطية التي كان ينتمي اليها الشهيد تنوي اخذ رفات الشهيد لدفنه في فلسطين، الا ان المسؤولين في لبنان قالوا لن نسلم رفاته الا للكويت أو لأحد من اسرته والمقرر تسلمه اليوم وذلك بالتنسيق مع سفارتنا في لبنان.
واضاف: عندما ذهب الى لبنان كان عمره 19 عاما دون ان يبلغ أي أحد، خصوصا اسرته، مؤكدا ان اغلب زملائه كانوا من الفلسطينيين، مشيرا الى انه التحق بالمنظمة الفلسطينية منذ 1987، موضحا انه لم يكمل دراسته حيث اكتفى بالذهاب لكلية الشرطة والعمل عسكريا.
ووصف استشهاد اخيه بانه عمل بطولي لا يقوم به الا بطل وفوزي هو من الابطال، مشيرا الى انه كان دائم التحدث بتحرير القدس، موضحا ان عودة رفات الشهيد لم تكن لتحدث لولا وعد البطل حسن نصر الله الذي اخذ على عاتقه عودة الشهداء ومنهم شقيقي فهنيئا لهذا الرجل هذا الانتصار الذي لم يحققه اي كائن كان الا هذا الرجل الذي اصبح بطلا قوميا حقا انه سماحة السيد حسن نصر الله الذي قهر الاسرائيليين وارعبهم.
وقال انه سيذهب الى لبنان اليوم لتسلم رفات الشهيد ولكنه متخوف من عدم معرفته بعملية التسليم حيث لم يتم ابلاغه من قبل السلطات في الكويت، خصوصا وانه سيذهب على نفقته الخاصة.
واضاف ان القوات العراقية اثناء الاحتلال قتلت شقيقا آخر له اسمه عبدالعزيز بطلق ناري حيث كان يعمل عسكريا برتبة عقيد ومتزوج ولديه 4 أولاد وبنت، مشيرا الى ان لديه الآن 3 أشقاء وثلاث بنات حيث ان والدته قد توفيت هي ووالده.
وقال انه ابلغ عددا من اعضاء مجلس الامة حول سفره الى لبنان لتسلم الرفات حيث ابلغوه انهم سيبلغون وزارة الخارجية بهذا الشأن.
وعتب شقيقه على المسؤولين في الكويت عدم الاتصال سواء في الخارجية أو مكتب الشهيد منذ علم وجود رفات شقيقه الشهيد ضمن رفات صفقة تبادل الأسرى التي حدثت مؤخرا بين حزب الله والاسرائيليين، مشيرا الى انه ذهب لبيت الزكاة للحصول على مكرمة الشيخ سالم العلي الا ان طلبه قوبل بالرفض بحجة ان الشروط لا تنطبق على الشهيد كونه خارج الكويت مع العلم ان لديهم ما يثبت شهادته.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )