اجتمع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وبحضور أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه في العاصمة اليابانية طوكيو مع ياسو فوكودا رئيس وزراء اليابان.
وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية التاريخية المتميزة بين البلدين الصديقين منذ عام 1961 وما حققته زيارة صاحب السمو الأمير لليابان في عام 2004 من نتائج ايجابية في شتى المجالات.
كما تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال انشاء لجنة مشتركة على مستوى وزاري وايجاد فرص استثمارية تعود بالنفع وتحقق المصالح المشتركة.
وقال مصدر مسؤول بالوفد الرسمي المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء أن الجانب الكويتي أكد للجانب الياباني بأن الكويت مصدر وشريك آمن يمكن الاعتماد عليه والوثوق به في جميع المجالات بما فيها مجال الطاقة اضافة الى حث الجانب الياباني على تشجيع رجال الأعمال والشركات اليابانية للاستثمار في الكويت.
وأضاف المصدر أن الجانب الكويتي أكد على أهمية تعزيز الروابط الثقافية وتبادل الخبرات التعليمية من خلال تبادل الزيارات بين الأكاديميين وخبراء التعليم.
وأشار المصدر الى أن الجانبين الكويتي والياباني تطرقا أيضا في الاجتماع الى المستجدات والقضايا ذات الاهتمام المشترك أقليميا ودوليا وموقف كل منهما تجاهها.
هذا وجرت عقب المباحثات وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء ياسو فوكودا رئيس وزراء اليابان مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم بشأن انشاء لجنة مشتركة بين حكومتي الكويت واليابان وكذلك بشأن اقامة المشاورات الثنائية بين وزارة الخارجية في الكويت ووزارة الخارجية اليابانية وقعها عن الجانب الكويتي خالد سليمان الجار الله وكيل وزارة الخارجية فيما وقعها عن الجانب الياباني سفيرها لدى الكويت ماساتوشي موتو.
وكان قد اجري لسمو رئيس مجلس الوزراء استقبال رسمي حافل في مقر الحكومة عزف خلاله السلام الوطني للبلدين واستعرض سموه حرس الشرف.
واقام رئيس وزراء اليابان ياسو فوكودا مأدبة غداء رسمية على شرف سمو رئيس مجلس الوزراء والوفد الرسمي المرافق لسموه بمناسبة زيارته الرسمية.
من جانبه، اعرب رئيس الوزراء الياباني فوكودا عن توقعاته ان تأخذ الكويت زمام المبادرة في تحقيق الاستقرار في سوق النفط الخام وتعزيز شفافيته وسط ارتفاع الاسعار.
وقال مسؤولون يابانيون ان تصريحات فوكودا جاءت خلال لقائه مع سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
واعرب فوكودا عن قلقه ازاء المستوى الحالي لاسعار النفط موضحا انها ستؤثر على كل من المنتجين والمستهلكين للنفط.
من جانبه قال سمو رئيس مجلس الوزراء ان بلاده ستواصل مع اليابان في ان يكون النفط موردا موثوقا به مشددا على ان النفط هو حجر الاساس في العلاقات بين البلدين، والكويت ترغب في مواصلة امدادات اليابان بالنفط.
وابلغ الشيخ ناصر نظيره الياباني ان الاتجاهات الحديثة للاسعار تتأثر بعوامل مثل التوازن بين العرض والطلب ومخزونات النفط والاحتياطيات.
واتفق الجانبان على ضرورة ابرام معاهدات ضريبية ثنائية في اقرب وقت ممكن.
وكان البلدان قد اطلقا مفاوضات رسمية لمعاهدات ضريبية ثنائية عام 2006 تهدف الى مساعدة المؤسسات التجارية والمستثمرين على تجنب الازدواج الضريبي.
وتعتبر اليابان الشريك التجاري الرئيسي للكويت مع ارتفاع التجارة في الاتجاهين بنسبة 14% عام 2007 لتبلغ 12.67 مليار دولار اما صادرات الكويت الى اليابان فبلغت 10.185 ملايين دولار والواردات 1.82 مليار دولار في العام الماضي وذلك وفقا لبيانات الحكومة اليابانية.
كما اتفق الجانبان على تشكيل لجنة وزارية مشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
وبذلك تكون الكويت رابع دولة من دول مجلس التعاون الخليجي تنشىء مثل هذه اللجنة مع اليابان بعد السعودية وقطر والامارات.
إلى ذلك استقبل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح في مقر اقامته بالعاصمة اليابانية طوكيو شيقيرو ايشيبا وزير الدفاع الياباني.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين وسبل التعاون في المجالات العسكرية والأمنية.
كما استقبل سمو رئيس مجلس الوزراء رئيس وأعضاء جمعية الصداقة اليابانية الكويتية.
وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية وسبل التعاون بين البلدين الصديقين وأهمية تفعيل تبادل الزيارات بين الجانبين وبالأخص الشباب من أبناء البلدين الصديقين.
وكان سموه والوفد الرسمي المرافق له قد قام بزيارة لمشروع نظام المواصلات المدني ومشروع الطاقة حيث استمع سموه لشرح مفصل من مسؤولي المشروع وحول أهميته في معالجة حركة السير وتوفير الطاقة اللازمة للعاصمة طوكيو.
إلى ذلك وصف وزير الدفاع الياباني شيغيرو ايشيبا علاقات بلاده والكويت بانها احد افضل شركاء اليابان للمساهمة في تحقيق السلام العالمي والاستقرار والرخاء في العالم.
جاء ذلك في تصريح عقب اجتماع ايشيبا بسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي يزور طوكيو حاليا.
وعبر ايشيبا خلال الاجتماع عن خالص شكره لسمو الشيخ ناصر للتعاون الذي ابدته الكويت في عمليات النقل الجوي في العراق التي قامت بها اليابان.
وقال ايشيبا ان سمو الشيخ ناصر وعد باستمرار تقديم جميع سبل الدعم مشيدا في الوقت ذاته بمساهمة اليابان في عمليات اعادة الاعمار في العراق.
يذكر ان قوات الدفاع الذاتي اليابانية البالغ عددها حوالي 200 فرد وطائرات «سي 130» للنقل الجوي تتمركز في قاعدة علي السالم غرب الكويت.
وكانت القوات الجوية اليابانية قد بدأت عملياتها في مارس عام 2004 لنقل الامدادات غير العسكرية من الكويت الى مناطق في جنوب العراق لقوات الدفاع الذاتي اليابانية العاملة في السماوة للمساهمة في عمليات اعادة الاعمار.
وعقب انسحاب القوات البرية اليابانية من العراق في يوليو عام 2006 وسعت طائرات النقل الجوي العسكرية اليابانية من عملياتها عبر نقل الافراد التابعين للامم المتحدة والامدادات الى بغداد واربيل ومناطق اخرى شمال العراق.
واوضح ايشيبا لـ «كونا» ان الجانبين اعربا عن املهما في تعزيز التعاون الامني بينهما.
كما اقام سفيرنا لدى اليابان عبد الرحمن العتيبي مأدبة عشاء امس على شرف سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وحضر المأدبة الوفد المرافق لسموه ولفيف من الشخصيات الكويتية البارزة والعربية والديبلوماسية في طوكيو.
ومن المقرر ان يلتقي سمو الشيخ ناصر امبراطور اليابان أكيهيتو اليوم قبل ختام زيارته الرسمية الى اليابان متوجها الى سيئول.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )