- المذكور: من تخلّق بخلق حسن فسيظهر ذلك في تغريداته وأما سيئ الخلق فسيجد من يرد عليه ويكشف سوء ما ينشره
- الفليج: لو كان «تويتر» في زمن الصحابة لتحولت الفتوحات العسكرية إلى فتوحات تويترية بأقل الحروب ولقرأنا لغة عربية سليمة دون أخطاء
- الكوس: عندما نقرأ سير الصحابة والتابعين نجد كلماتهم قليلة ومعانيها كثيرة فالتغريدة الصغيرة تنتشر في ثوان معدودة ومنها المفسد والمصلح
- السويلم: لا بد للمغرد أن يكون واعياً ولديه الإدراك الكامل لما يكتبه لما له من تأثير على المتابعين له
- العجمي: مجال جيد لتربية الشباب على مناهج دعوية توافق الكتاب والسنة وتبتعد عن البدع والمحدثات
- العويد: للأسف يستخدمه البعض في الشتائم والسباب والتشهير والإهانة باستخدام اسم مستعار وهناك من يستخدمه في نشر الخير والدعوة
تحقيق: ليلى الشافعي
في وقت قصير وبصورة مذهلة انتشرت شبكات التواصل المختلفة وتعددت خدماتها وتنوعت لتشمل كل احتياجات ومتطلبات الشباب واصبح كل شيء متاحا امام الشباب بضغطة على زر الكمبيوتر والتسجيل في احد المواقع الاجتماعية ليكون على صلة بأكبر عدد من الاشخاص في وقت واحد ومن مختلف دول العالم، ولكن هناك اضرارا ومساوئ للتواصل عبر «تويتر» وهناك ايضا مزايا من تبادل الخبرات والثقافات ونشر الدعوة.
والسؤال الذي طرحه د.جاسم المطوع الخبير الاسري والقاضي السابق هو: لو كان لكل صحابي حساب على التويتر فماذا عساه ان يكتب؟ وجهنا السؤال لعدد من الدعاة وكانت اجاباتهم كالتالي:
وسيلة مهمة
بسؤال رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق احكام الشريعة الاسلامية د.خالد المذكور عن تجربته في دخول عالم المغردين وعن سوء استخدامه من بعض الناس قال: دخلت عالم «تويتر» حيث انه عالم واسع يتواصل فيه الناس باعطاء التجارب والنصائح والارشادات والخبرات المفيدة للناس ومن اجل ذلك اردت ان اعلم الناس ان هذه التقنية ووسيلة التواصل الحديثة يجب ان تمارس في الخير وان تؤدي الى التواصل والتراحم على نهج الله سبحانه وتعالى.
وحول ما تسببه بعض التغريدات من الازعاج على «تويتر» اكد د.المذكور ان هذه الوسائل تتبع ما ينشر فيها «فمن تخلق بخلق حسن فسيظهر ذلك من تغريداته، واما سيئ الخلق فسيجد من يرد عليه ويكشف سوء ما ينشره، ولفت د.المذكور الى انه لم يكن مهتما بمتابعة «تويتر» لكنه وجد انه اصبح وسيلة مهمة للتواصل الاجتماعي والفكري بين الناس الاما الذي دفعني الى التغريد مع المغردين».
واما لو كان «تويتر» موجود ايام الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين فأعتقد انه سيكون له شأن آخر وفيه نشر لمواعظهم وكلامهم وسيرتهم الحسنة وهم قدوة لشبابنا، يتعلمون منهم يسر الاسلام في قبول الرأي والرأي الآخر دون تجريح او تضليل.
ويتساءل د.عصام الفليج ماذا لو كان التويتر موجودا في زمن الصحابة؟ فكرة طرحها د.جاسم المطوع اراد منها الاشارة الى محدودية الكلام الذي يتداوله الصحابة في حواراتهم بعيدا عن مطولات الحديث، وفي كلامهم رسائل واضحة ومركزة لغة ومعنى، وذات هدف وليست اضاعة للوقت، ولو نظرنا الى حجم رسائل تويتر الحالية، لوجدنا مساحة ليس لها مثيل، فقد بينت شركة تويتر ان العرب هم الاكثر استخداما للرسائل التويترية في العالم، وان دول الخليج العربي هي الاكثر تعاملا للتويتر، واعتقد ان الكويت هي الاكثر من بين دول الخليج العربي لما يتمتعون به من سقف عال للحرية، وفراغ واسع!
وباعتقادي لو كان التويتر موجودا في زمن الصحابة لاستثمروه في الدعوة الى الله عز وجل، بكلمات مختصرة ومركزة، ولتحولت الفتوحات العسكرية الى فتوحات تويترية بأقل الحروب، ولقرأنا لغة عربية سليمة دون اخطاء نحوية او لغوية او طباعية.
ولوجدت اساليب متعددة بين تويتر الرقائق وتويتر الشدة والقوة، وتويتر الحروب والفتوحات، وتويتر رسائل القادة والزعماء، ولوصلت الاخبار الى الخلفاء وعموم الصحابة والتابعين خلال لحظات بعد ان كانت تأخذ اسابيع واشهرا.
وفي المقابل لانتشرت الفتن بأسرع مما كانت، فأحداث الفتنة التي جرت من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والتي استمرت منذ عهد ابوبكر الصديق رضي الله عنه حتى عهد الحسن والحسين رضي الله عنهما ومعاوية رضي الله عنه، وهي 40 عاما تقريبا، لاختصرت الزمن الى الربع او اقل.
انه خيال خصب وواسع، ولكن لو عكسنا جميع الايجابيات التويترية التي نعتقدها في عهد الصحابة، ونقلناها الى عصرنا هذا، الا يقلل ذلك من الفتن، ويحسن الذوق، ويرفع مستوى الطرح، ويقلل من الحروب، وينشر الاسلام بشكل اكبر واسرع، ولتمت محاصرة الاخطاء والمخالفات ووأدها في مهدها.
حالة تفكيرية تحتاج الى تأمل.. مجرد تأمل.
وسيلة دعوية
ويرى الداعية د.احمد الكوس ان «تويتر» موقع التواصل الاجتماعي اصبح من اكبر مواقع ايصال المعلومة ويعتبر اداة للدعوة الاسلامية تنتشر بقوة، حيث ان اغلب الشباب لديهم معرفات خاصة ومشتركون في «تويتر» لكي يتواصلوا مع احبائهم وإخوانهم في الدردشة والتعبير لعما يجيش في قلوبهم، وقال: ولكن من المؤسف ان البعض اخطأ في التعبير عن هذه الأداة فأخذ البعض يكذب ويفتري ويغتاب ويثير الفتنة، فرأينا من آثار هذه الفتن سب الناس والتهجم على الاسلام والمسلمين، وما نراه من بث الكراهية والفتنة بين افراد المجتمع المسلم الواحد والتشكيك في ثوابت الاسلام والتعدي على الذات الإلهية ـ والعياذ بالله ـ وما رأيناه من التعدي على الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وأمهات المؤمنين، وكذلك سب القبائل والتعدي على أولياء الأمور وذلك كله من الفتن التي يجب تجنبها والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا فقال: «إن العبد يتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يهوي بها إلى جهنم سبعين خريفا» وفي رواية «أبعد ما بين المشرق والمغرب».
وأكد د.الكوس ان التغريدة الصغيرة الآن تنتشر في ثوان معدودة في العالم فتفسد ولا تصلح، وتخرب وتدمر ولا تعمر.
حسنه حسن
وزاد: وللأسف أن كثيرا من الناس لم يفهموا الدين على حقيقته وهذا يعود إلى الجهل باستخدام هذه الأجهزة، ومن فقه المسلم ان يستخدم هذه الأجهزة باعتبارها وسيلة دعوية، مشيرا الى أن هذا الجهاز حسنه حسن وسيئه سيئ كما يقولون عن الشعر، وقد كان الشعر في السابق أداة يستخدمها المسلمون والدعاة ومن ادواتهم في الدعوة الى الله عزّ وجلّ وهو ايضا من ادوات الخطابة كما ان من ادوات الدعوة سابقا كان الكاسيت في وقت الثمانينيات ثم قبل فترة الإنترنت والآن اصبح «تويتر» هو وسيلة الاتصال السريعة.
كلمات بسيطة
ولفت د.الكوس ان «تويتر» لو كان موجودا لدى الصحابة لقام مقام الدعوة بتقوى الله وبالزهد وبالتمسك بكتاب الله وسنة النبي الكريم والحرص على الأعمال الصالحة والطاعة والعبادة والإخلاص في العمل لله والعمل من أجل الأمة الإسلامية، مؤكدا أنها كلمات بسيطة تخرج من القلب إلى القلب بمقتضى الأخوة الصادقة المخلصة من المسلم لأخيه المسلم. وزاد: وعندما نقرأ سير الصحابة والتابعين نجد كلماتهم قليلة ومعانيها كثيرة، تحث المسلم على الإخلاص في الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، وفي العمل والقول الصادق وفي الإخلاص في الطاعة والعبادة والدعاء بظهر الغيب لأخيه المسلم وستر العيوب وغيرها من القيم التي قرأناها في كتب السيرة وتربينا عليها.
نشر الإسلام
وتساءل المربي والداعية يوسف السويلم: لماذا لا يسخر المسلمون «تويتر» في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال بث الأدعية والأحاديث الصحيحة وتوضيح صورة الإسلام؟ وقال لكن للأسف هناك من يستخدم تويتر بطريقة سلبية رغم انني ارى ان «تويتر» سلاح ذو حدين وأن شبكات التواصل الاجتماعي رغم انها تتميز بحرية الاستخدام والمشاركة غير المحدودة ولكن يعتبرها كثير من الناس ساحة لتصفية حساباتهم وليست مجالا للتعبير عن الآراء والمشاركة في المواضيع الهامة، وتأسـف السويلم لرؤيته الكلمات الهزيلة التي تثير الاشـمئزاز، ومن نساء يضعن صورهن للتعارف وأكد على مسؤولية الإنسان عما يكتبه على «تويتر» ولابد للمغرد ان يكون واعيا ولديه الادراك الكامل لما يكتبه لما له من تأثير على المتابعين له.
وتمنى السويلم ان نتبع الكتاب والسنة في نشر الاسلام عن طريق تغريدات بسيطة تحمل المعاني الكبيرة.
الخلفاء الراشدون
وردا على سؤالنا لو كان «تويتر» موجودا أيام الصحابة فماذا كانوا سيغردون قال السويلم: سيقول الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه نصائحه ومنها «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، وقوله «ثلاث من كن فيه، كن عليه: العبث، والنكث، والمكر»، وقوله «ليست مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة».
وزاد: وكنا سنرى تغريدة الإمام العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حكمه والتي منها «أعقل الناس أعذرهم للناس»، «من يئس من شيء استغنى عنه»، «من كتم سره كان الخيار في يده»، «لا تؤخر عمل يومك الى غدك»، وغيرها من الحكم، وكنا سنرى من حكم الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ونصائحه «يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك»، «ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن» وغيرها من الحكم النافعة والكلام الجامع.
وأيضا لو كان «تويتر» في زمن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه لكنا سمعنا أقواله الحكيمة والتي منها «الناس من خوف الذل في ذل»، وقوله «إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه»، وقوله «قيمة كل امرئ ما يحسن».
وزاد: وأيضا قوله رضي الله عنه: «استغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج الى من شئت تكن أسيره، وأحسن الى من شئت تكن أميره».
وأضاف السويلم: اننا نجد كثيرا من الحكم والمواعظ التي حفظناها عن الخلفاء الراشدين والتابعين ونتمنى أن تكون هي أداة التواصل عبر تويتر، فحينما نسمع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لرجل وهو يعظه «لا تتكلم فيما لا يعنيك واعرف عدوك واحذر صديقك الا الامين من يخشى الله، ولا تمش مع الفاجر فيعلمك من فجوره ولا تطلعه على سرك ولا تشاور أمرك الا الذين يخشون الله»، نجد كلاما رائعا يحتاج اليه كل مسلم ولو ساد هذا بين المسلمين لكنا أصلح الناس ولتغيرت حياتنا الى الأحسن والأفضل.
تربية الشباب
ويضيف المربي الداعية مدعث العجمي فيقول: أتخيل لو كان هناك تويتر أيام الصحابة الكرام وأيام الخلفاء الراشدين والتابعين لاستخدم في نشر لتعاليم الاسلام ومبادئه، ونشر لفضائل الأخلاق وسير الصحابة، والحث على اكتساب بعض صفاتهم، ولانتشرت أقوال ونصائح الخلفاء الراشدين كقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، تزينوا للعرض الأكبر»، «يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية».
نصائح
واسترسل العجمي في حديثه فقال أرى ان تويتر وفيسبوك مجال جيد لتربية الشباب على مناهج دعوية توافق المنهج السليم للكتاب والسنة كما كان الصحابة والتابعون يسيرون على منهج الكتاب والسنة الذي تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاهم بالتمسك به فقال صلى الله عليه وسلم «اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي».
كما أعلم الشباب وأوصيهم وأقول لهم ابتعدوا عن البدع فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، أقول للشباب أنتم القدوة الصالحة لشباب الأمة فلا تخشوا التأثر بالتيارات المضللة التي اجتاحت فئات من شبابنا، تعلموا العلوم النافعة وانشروها عبر تويتر واحذروا من التفرق والتنابز بالألقاب.
وزاد العجمي: وأقول لمستخدمي تويتر عليكم أيها الشباب توقير العلماء والمدرسين فإن لم تحترموهم فقد حُرمتم من علمهم.
وأكد ان تويتر اذا استخدم الاستخدام الحسن في نشر الدعوة وفضائل الدين يكون ايجابيا ومفيدا للأمة وأما إذا استخدم في السلبيات والسب والهجوم فلا داعي لوجوده.
سلاح ذو حدين
ويتفق في الرأي مع المختصين الخبير في مجال الاسرة د.محمد رشيد العويد في أن استخدام تويتر في نشر الخير والدعوة والاطلاع على الأخبار والمشاركات الحوارية النافعة فهو يكون قد أدى مطلبه حيث ان المسلم مطالب باستغلال كل الوسائل النافعة لنشر الخير وتنمية الذات، أما إذا استخدم لغرض الفساد والإفساد ولنشر الإشاعات المغرضة والأكاذيب فاعتقد انه حرام حينئذ، ولفت الى أن استخدام تويتر والفيسبوك سلاح ذو حدين اما ينفع الناس واما يؤذي غيره.
واضاف ونسمع عن قضايا ضد أشخاص تواصلوا مع بعضهم عبر «تويتر» فزاد بينهم السباب والشتائم حتى وصلت بهم الحال إلى اتفاق لمقابلة بعضهم وتحول اللقاء إلى عراك وتعد بالأيدي وغيرها من القضايا.
واشار د.العويد ان انشاء «تويتر» للتواصل الاجتماعي وتبادل العلم والمعرفة ونشر العادات والتقاليد بين اطياف المجتمع وهذا الغرض من انشائه ولكن اصبح الآن مصدرا لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة وتبادل الشتائم والسباب بين بعض المشاركين. كما سمعنا عما يدور عبر تويتر من قذف وتشهير وإهانة وتحقير للغير باستخدام اسم مستعار لذلك يجب عقوبة على كل من يستغل تويتر في أغراض مسيئة وهناك من يستغله في تبادل المعلومة الناقصة والعلوم الشرعية والتربوية والاجتماعية وهذا هو المطلوب.
وزاد وأتخيل لو كان تويتر موجودا في زمن لصحابة لسمعنا أجمل الأقوال من الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه منها «أحرص على الموت توهب لك الحياة»، «إذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة»، «إذا فاتك خير فادركه وإن أدركك فاسبقه»، «أصلح نفسك يصلح لك الناس»، «أربع من كن فيه كان من خيار عباد الله: من فرح بالتائب واستغفر للذنب ودعا المدبر وأعان المحسن» وقوله «أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور وأصدق الصدق الأمانة واكذب الكذب الخيانة»، «الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله».
ولكان علي رضي الله عنه نشر حكمه ليستفيد منها المسلمون وهي كثير وكثير منها «ارفعوا أفواج البلاء بالدعاء» وقوله رضي الله عنه: من أذنب ذنبا فستره الله عليه في الدنيا فالله أكرم من أن يكشف ستره في الآخرة ومن أذنب ذنبا فعوقب به في الدنيا والله تعالى أعدل من أن يثني عقوبته على عبده في الآخرة. وقوله «النعمة موصولة بالشكر والشكر يتعلق بالمزيد وهما مقرونان في قرن فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو أن الصبر والشكر بعيران ما لبث أيهما ركبت» وقوله «خالطوا الناس بالأخلاق وزايلوهم بالأعمال».
وقول علي رضي الله عنه: لا راحة لحسود ولا إخاء مطول ولا عجب لسوء الخلق» ومنها الكثير والكثير من الأقوال الخالدة.