- تركيب الأجهزة يحتاج لموافقة الجهات الحكومية المختصة ويجب أن يتم العمل تحت إشرافها
- منزلي يحوي طواحين ذات أشكال مختلفة ما بين 200 و 7000 واط
- الألواح الشمسية الأنسب لجو الكويت ويجب أن تكون موجهة للشمس معظم الوقت خصوصاً في الشروق
كونا ـ نورة المطيري وأحمد الحملي
تزامنا مع دعوة الحكومة لترشيد استخدام الكهرباء وتزايد اعتماد المستهلكين عليها لاسيما في فصل الصيف سعى أحد الكويتيين المهتمين بالبيئة والطاقة الى إيجاد حل وسط للتخفيف من أعباء هذه الأزمة عبر اللجوء إلى ما تقدمه الطبيعة من مصادر بديلة للطاقة.
وقام المواطن محمد علي النقي بتركيب طواحين هوائية وألواح شمسية داخل أسوار منزله للمساهمة في الحد من استهلاك الطاقة إضافة إلى حرصه على حماية البيئة باعتبار أن الطاقة الشمسية صديقة للبيئة ولا يصدر عنها انبعاثات مضرة بالبيئة كثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري واتساع ثقب الأوزون، كما انها نظيفة ومتجددة ومتاحة في الكويت.
وقال النقي لـ «كونا» ان هذه المبادرة الشخصية لا تستهدف بصورة رئيسية التقليل من الفاتورة الكهربائية لكن الغرض كان توعية المجتمع وتشجيعه لاسيما الأجيال الشابة على الإفادة من هذه المبادرة التي قد تعود بالنفع على المجتمع خاصة والدولة عامة.
وسعت معظم الدول الأوروبية الى استخدام مصادر الطاقة الطبيعية المتجددة من رياح وشمس لتوليد الطاقة الكهربائية فقامت بنصب الطواحين الهوائية وتركيب الألواح الشمسية وغدا ذلك مألوفا في معظم مناطق أوروبا.
والنقي هو رئيس شركة الصناعات الكويتية القابضة وعضو في الجمعية العالمية للحياة البرية وفي اتحاد الطاقة المتجددة الأوروبي والاتحاد الأميركي للطاقة المتجددة وله اهتمامات بالبيئة والطاقة المتجددة منذ أكثر من 35 عاما.
ويعمل النقي انطلاقا من العبارة التي تقول «زرعوا فأكلنا وزرعنا فأكلوا» والتي حفرت على أحد أسوار منزله وانطلاقا من إيمانه بهذه العبارة اتخذ أولى خطواته في المحافظة على البيئة وترشيد الاستهلاك الكهرباء بتركيب أول لوح شمسي في منزله عام 1985 لتسخين مياه المنزل.
ويضيف ان من واجب الإنسان زرع الاهتمام في القلوب الصاعدة ولا يزرع هذا الاهتمام إلا عند وجود تجربة عملية مطبقة فعليا على أرض الواقع داعيا الى تشجيع النشء على أن يكونوا صناعيين يعملون بأيديهم ويستفيدون مما توفره الطبيعة من مصادر تكون عوضا عن المصادر التي تكون ضارة بالبيئة واقتصاد الدولة.
وعن تجربته الشخصية مع مصادر الطاقة البديلة قال النقي ان منزله يحوي طواحين ذات أشكال وأحجام مختلفة وهي تزود ما بين 100 إلى 7000 واط من الكهرباء وقد احتاج لمهندسين وفنيين لتركيب قواعدها الإسمنتية الصلبة اضافة إلى أنها تحتاج إلى صيانة مستمرة من العوامل الجوية كالغبار والأمطار.
وذكر أن الطواحين والألواح ليست مرتبطة بمحول المنطقة الرئيسي بل بمحول منزله، مضيفا ان تركيب هذه الأدوات كمصدر بديل كلي للطاقة يحتاج لموافقة الجهات الحكومية المختصة ويجب أن يتم العمل تحت إشرافها حتى لا يترك مجالا للتلاعب اللا أخلاقي بفاتورة الكهرباء وبالتالي استغلال مصادر الطاقة النظيفة استغلالا خاطئا.
وقال ان تركيب الطواحين والألواح يحتاج إلى معايير وشروط معينة ليتم الاستفادة من فعاليتها، مبينا ان ارتفاع الطواحين على سبيل المثال يجب أن يفوق ارتفاع المباني والمنازل التي حولها حتى تتيح للرياح تحريك مراوحها، كما يجب نصبها في مناطق تكون سرعة الرياح فيها عالية.
واعتبر النقي الألواح الشمسية الأنسب لجو الكويت الذي يتصف بدرجات حرارة عالية، مبينا ان الألواح يجب أن تكون مواجهة للشمس معظم الوقت، خصوصا وقت الشروق وتحتاج إلى مساحات كبيرة لاحتوائها.
وقال النقي انه اذا جرى تطبيق تجربته الفردية في مناطق الكويت فستعود بالنفع على اقتصاد البلاد، مضيفا ان من السهل استغلال تكنولوجيا الطواحين في توفير نسبة عالية من الكهرباء التي تنير الحدائق العامة والشوارع كما يمكن استخدام الألواح الشمسية في تزويد المخيمات بالكهرباء بدلا من المحولات المزعجة والضارة بالبيئة.
واعتبر ان هذه الخطوات البسيطة «التي يمكن إدخالها في حياتنا اليومية قد يكون لها أثر كبير في تشجيع المجتمع بالإحساس بالمسؤولية لحماية بيئته ومصلحة وطنه داعيا الجميع الى السعي وراء كل ما هو مفيد ونافع لأجيال الحاضر والمستقبل.
ان مبادرة النقي الفردية مردها اهتمامه بالمحافظة على البيئة وصون مواردها لكنها خطوة نحو تطبيقها في المنازل والحدائق والمخيمات باعتبار ان حاضرنا زرعه الآباء والأجداد لنا لكن مستقبل أبنائنا هو مسؤوليتنا نحو جيل قادم.