في داخل كل واحد منا قوة تدفعه إلى الإبداع، تجعله يحلق في السماء يتميز عن الآخرين، تكون له كلمة ويكون له اسم، لكن المشكلة كل المشكلة تكمن في أن هذه القوة سرعان ما تتحول إلى ضعف وكسل وخمول إذا لم تجد من يستغلها الاستغلال الجيد.
ضيفنا لهذا الأسبوع عرفته قبل ثلاث أو أربع سنوات، كان اللقاء الأول معه في جامعة الكويت، ومازلت أذكر تفاصيل ذلك اللقاء جيدا، وكأن الأيام لم تمر، لأنني رأيت فيه قوة إقناع لا تجدها إلا عند القليل ممن أعطاهم الله من فضله، وقوة إقناعه التي أعجبتني هي نفسها التي جعلتني أعيش لحظات جميلة وأنا أسمع كلماته وأفكاره التي كان يليقها بثقة وثبات.
بدايته كانت في رحاب جامعة الكويت عندما انفجرت طاقته الإبداعية ليعلو صوته بالآفاق «سأصبح دكتورا» لينقلب الفشل نجاحا، ويصير الحلم حقيقة، فملامح هذه القصة أصبحت شديدة الوضوح في بريطانيا بعد سنوات طويلة بعد إصرار لا مثيل له ومتابعة لا يستطيعها الخاملون ولا يقدر عليها إلا أصحاب العزم والمثابرة، أما أميركا فكانت محطة من المحطات التي استراح بها ليكمل المشوار، إلا أن هذه المحطة أكسبته الكثير مما جعل أحداثها تعلق في الذاكرة وتتمركز فيها، بعض هذه الأحداث كان عابرا، وبعضها الآخر استمر طويلا خلال قصته العجيبة مع الدكتوراه التي كانت حلما وأصبحت حقيقة.
أما قصته مع التجارة وعالم المال فتبدو غريبة بعض الشيء، إلا أن التخطيط الجيد والنظرة الثاقبة لعبت الدور الأكبر في تحديد ملامح هذه القصة النضرة.
ضيفي هو. د.حمد المطر الرجل الذي اشتهر بعلاقاته الاجتماعية المتشعبة وأفكاره الإبداعية المتزنة يطوف بنا في سنوات عمره متنقلا بنا من جامعة الكويت إلى الولايات المتحدة الأميركية مرورا بالأراضي البريطانية ثم العودة من جديد إلى الكويت، لكن الفرق سيبدو واضحا بين الذهاب والإياب.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )