بشرى الزين
جدد السفير الجورجي جوتشا جاباريدزة مناشدة بلاده المجتمع الدولي وكل القوى المحبة للسلام والدول الصديقة ومنها الكويت التدخل لوقف الاعتداءات الروسية على بلاده.
وعرض جاباريدزة في مؤتمر صحافي أقيم صباح امس في مقر السفارة تاريخ النزاع الدائر اليوم بين جورجيا وروسيا حول اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليين، مشيرا الى ان روسيا تخطت كل الاعراف الدولية وتجاوزت حدود أوسيتيا الجنوبية رغم اعلان بلاده وقف اطلاق النار الأحد الماضي وسحب قواتها من أوسيتيا الجنوبية، إلا ان روسيا تواصل تحديها وهجومها الوحشي، مشيرا الى ان الجيش الجورجي تراجع إلى العاصمة تبيليسي للدفاع عنها وحماية انهيار وسقوط جورجيا ومنع المزيد من الخسائر في الارواح.
ودعا السفير الجورجي باسم بلاده إلى إدانة العدوان الروسي من أجل استعادة السلام إلى المنطقة آملا ان تسفر المشاورات الدولية والزيارات لعدد من الرؤساء والمسؤولين السياسيين ومن بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن نتائج ايجابية تجاه بلاده ووقف حالة التصعيد بين جورجيا وروسيا.
وأعرب جاباريدزة عن خشيته من احتلال بلاده واعادة سيناريو عامي 1801 و1421.
وذكر ان روسيا تسعى بكل الوسائل لمنع جورجيا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي، مشيرا الى أن مسؤوليها، وعلى لسان نائب الرئيس الروسي، اعلنوا ذلك رسميا، مستذكرا ما تقوم به القوات الروسية من قتل المدنيين في جورجيا باعتبارها قوة عظمى تملك ترسانة عسكرية تخيف بها دول جنوب القوقاز، مؤكدا رغبة بلاده وسعيها التدريجي لدخول حلف «الناتو» الذي يشكل ضمانة لأمن جورجيا.
واستغرب زيادة التعزيزات العسكرية التي تم ارسالها الى منطقة النزاع والمكونة من الطائرات الحربية والسفن العسكرية وادخال الوحدات العسكرية وانزال الوحدات الخاصة و150 دبابة ووحدات المشاة الاستطلاعية، مشيرا الى ان القوات الروسية قصفت كل القواعد العسكرية والمدن والقرى وميناء بوتي، مشيدا بموقف اوكرانيا والدول الصديقة تجاه بلاده والتي رفضت عودة السفن الحربية الروسية الى موانئها، لافتا الى ان روسيا تضغط على عدد من دول المنطقة لقطع امدادات الغاز والنفط التي تملكها.
وكان السفير الجورجي في البداية اوجز تاريخيا اسباب النزاع فترة الامبراطورية القيصرية والاتحاد السوفييتي وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991 تم استقلال عدد من الجمهوريات التي كانت ضمن الاتحاد ورافق ذلك مشاكل اقتصادية وسياسية، وقبل ذلك وفي بداية القرن 19 تم غزو جورجيا في العام 1801 و1917 من الجيش الاحمر، واستقلت جورجيا في العام 1921 من السيطرة البولشيفية.
وفي العام 1991 استقلت جورجيا عما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي سابقا وكانت هناك مشاكل تتعلق باقليمي اوسيتيا وابخازيا اللذين اعلنا الانفصال بعدما كان يتمتعان بحكم ذاتي، مشيرا الى الدعم الروسي لهذين الاقليمين اللذين كانا يشكلان قنابل موقوتة لإثارة النزاع والتصعيد في المنطقة، مذكرا انه في العام 1991 بدأت الحرب في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وتدخلت روسيا وتم اتفاق تحت مظلة مجموعة «الكومنولث» لاقامة قوات حفظ سلام، وبدأت مشاورات سلمية بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية ووعد الرئيس سكاشفلي بحكم ذاتي موسع للاوسيتيين، إلا ان الروس انتهزوا الفرصة لمنح الجنسية للاوسيتيين حتى يتاح لهم التدخل والقول بحماية المواطنين الروس، وهذا ما يحدث اليوم باسم قوات حفظ السلام التي تحولت الى جيش احتلال.
الصفحة في ملف ( pdf )