رندى مرعي
هل ستحل الصحافة الالكترونية مكان الصحافة الورقية؟ سؤال يطرح نفسه في ظل الغزو الالكتروني الذي يسيطر على كل المجالات، لاسيما قطاع النشر في ظل تكاثر المنتديات الصحافية والنشرات الاخبارية الالكترونية.
وعليه، القت سمية الميمني محاضرة حول «واقع النشر الالكتروني» وذلك ضمن انشطة «صيفي ثقافي 3» التي تنظمها الامانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
واعتبرت الميمني ان الرأي العام مجبر على متابعة المنتديات الالكترونية التي بدأت تغزو عالم النشر في بداية الـ 1990 كونها تتمتع بمميزات عديدة يفقدها الجانب الورقي، اهمها عامل السرعة في الانتشار، الامر الذي يوصل المعلومة خلال ثوان ولا يحتاج الى فترات زمنية طويلة وتصل الى اكبر شريحة ممكنة من الناس في مختلف الدول.
وتابعت الميمني ان هذه السرعة قد تخوف قليلا الا ان لها ايجابيات عديدة سبق ذكرها.
وتقول الميمني ان عامل الرقابة الذي يُفرض على الصحافة الورقية غير موجود على الصحافة الالكترونية، لذلك تكون الرقابة ذاتية قبل المشرفين على الموقع.
وفي الحديث عن مميزات الصحافة الالكترونية، تابعت الميمني انها تتيح المشاركة للجميع دون التفرقة لا الطائفية ولا السياسية، وتتميز ايضا بالسرعة في التفاعل، اذ يكون التفاعل مباشرا مع الجمهور واخيرا ان التكاليف المالية للصحافة الالكترونية اقل بكثير من الصحافة الورقية، اذ ان المتطلبات الادارية عادة ما تكون اقل في الصحافة الالكترونية منها في الصحافة الورقية.
واضافت الميمني انه على الرغم من وجود الصحافة الالكترونية وتوافرها في يومنا هذا، الا ان الناس لا تستغني عن الصحافة الورقية، والمسألة هنا مسألة تعود ومسألة عاطفة، اذ ان التعلق بالجريدة والكتاب والمكتبة وغيرها يحكمه الجانب العاطفي، وذلك يظهر ايضا من خلال التطرق الى الجانب المادي الداعم للصحيفة، فهو اكبر في الصحيفة الورقية منه في الصحيفة الالكترونية، ما يبعد الاخيرة عن غزو الصحافة الورقية بوقت قريب، وهذا الدعم يأتي من الشركات والمؤسسات المعلنة التي لم تثق بعد في الصحافة الالكترونية لتضع اموالها فيها، لذلك نجد ان الصحافة الالكترونية تواجه صعوبات عديدة ابرزها: قلة الجانب المادي وغياب التخطيط وندرة الصحافيين العاملين في الصحيفة الكترونية وغياب الانظمة واللوائح التي تنظم هذه الصحافة.
واعتبرت الميمني انه مع الوقت قد تعتمد الاجيال القادمة على الصحافة الالكترونية وتتعايش معها اكثر من الصحافة الورقية، لاسيما ان هذه الاجيال هي اجيال التكنولوجيا والالكترونيات، وحال الصحافة الورقية كحال الكثير من التكنولوجيات التي اصبحت من اساسيات حياتنا اليومية، لذلك يمكن القول ان متطلبات الحياة قد تتغير والتقدم الذي نشهده قد يغني عن الصحافة الورقية، حيث انه بكبسة زر يستطيع المرء ان يصل للمعلومة التي يريد.