اكد وزير الاوقاف الاسلامية وزير العدل المستشار حسين الحريتي اهمية برنامج علماء المستقبل في تغذية المجتمع الكويتي والمجتمعات الاسلامية بقيم الاعتدال والوسطية، واوضح ان البرنامج يعد رافدا من روافد الوسطية الاسلامية وقال ان البرنامج مرتكز عقيدي وعبادي وفكري وخلقي وعاطفي وسلوكي، لابد من ان تستمر ولا تتوقف مسيرتها، واوضح ان مركز الوسطية يجب ان يبقى، وستستمرون في برنامج علماء المستقبل.
جاء ذلك لدى استقبال الوزير الحريتي نخبة من طلاب برنامج علماء المستقبل وأولياء أمورهم، وبحضور الوكيل المساعد لشؤون القرآن الكريم والدراسات الاسلامية والحج في وزارة الاوقاف المشرف العام على البرامج العلمية في المركز العالمي للوسطية مطلق القراوي، ومدير برنامج علماء المستقبل جعفر الحداد.
وفي بداية لقائه قال وزير الاوقاف دعوني اعرب لكم عن سعادتي البالغة بلقاء كوكبة من شباب علماء المستقبل الذي يعكس الصورة الخيرة والوسطية للعمل الدعوي الاسلامي، ولاسيما اننا في امس الحاجة الى جيل من العلماء متحصن بالعلم النافع ومتسلح بالمبادئ والقيم الاسلامية الوسطية، جيل يكون واعيا لدوره في صناعة الخير ودعوة المجتمع الى الاعتدال والاستقامة على صراط الله المستقيم بالحكمة والموعظة الحسنة.
ملامح عامة
وذكر بالملامح العامة لذلك الدور الذي يمكن ان ينهض به طلاب برنامج علماء المستقبل قائلا: ان اهم ما يمكن ان تلعبوه من دور في مجتمعاتكم هو اقناع الآخرين بسلامة المقاصد الاسلامية وبصلاحية الدين الاسلامي لكل زمان ومكان.
وفي السياق ذاته لفت الحريتي النظر الى ان التواصل من اقوى عوامل هذا الاقناع، وقال انه تحدث عن التواصل الدعوي والفكري والثقافي ودوره في تحقيق وحدة المجتمع وأمنه من الفتن والانحرافات الفكرية والسلوكية وفي الفهم، ولذلك فنحن نفتقر للمزيد من العلماء الواعين بطبيعة المرحلة متفهمين لاهمية دورهم في مواجهة التحديات والمخاطر التي تتهدد المجتمعات الاسلامية.
واضاف وهنا لابد من تطوير الخطاب الاسلامي والدعوي ليستجيب لمستجدات العصر وتحدياته مخاطرة بما ينسجم مع آليات مواجهة هذه المخاطر وتلك التحديات، ويأتي في مقدمة هذه التحديات الانترنت والفضائيات وغيرهما.
وقدم وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية الشكر لاخوانه في وزارة الاوقاف والمركز العالمي للوسطية على فكرة برنامج علماء المستقبل، وقال: سندعمكم بكل استطاعتنا، واتمنى زيادة عدد المنتسبين لهذا البرنامج وتوسيع قاعدة المشاركة فيه حتى نتمكن من توسيع دوائر استقامة العقيدة وصحة العبادة وسلامة السلوك، وتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي والفكري لبلدنا الكويت ولأمتنا بوجه عام، فلنكن خير سفراء للاسلام وللعمل الخيري في هذا العصر الذي يضج بالتحديات.
واتجه الحريتي لابنائه من طلاب برنامج علماء المستقبل قائلا: اوصيكم بالتزام تعاليم الاسلام تصورا وعقيدة وعبادة وفكرا وخلقا وممارسة واقتداء بالمنهج الوسط، فجزاكم الله خيرا على ما حققتموه من انجازات وما بلغتموه من اهداف، واشكر الاخوان القائمين على هذا البرنامج.
سلوك الفتية
وقال لقد يسر الله لي العمل كمدير لنيابة الاحداث واطلعت على بعض ما يمر به المجتمع من ظروف قد انعكست على سلوك الفتية والشباب بصورة سلبية، ولقد تجلت لي بكل وضوح حاجة المجتمع الى الفهم الصحيح للاسلام ولقيمه ولمنهجه الاخلاقي، وهذا الفهم لن يتوافر الا بوجود علماء في مستوى الامانة وعلى قدر المسؤولية، وتابع اقدر حجم المسؤولية العلمية والتربوية ومدى الدور التوعوي الذي ينهض به برنامج علماء المستقبل ومركز الوسطية، وزاد الحريتي ان هناك قوى وتيارات عديدة تختطف اولادنا من بين ايدينا، والواجب علينا تحصين اولادنا بعقيدة صحيحة وعبادة سليمة وبطرح فكري وخطاب دعوي وسطي مقنع ومقبول وملائم لحاجة المجتمع الى الهدية لطريق الله المستقيم، وقال ان برنامج علماء المستقبل هو خطوة مهمة على طريق الاصلاح العقدي والفكري والسلوكي ليس في الكويت فحسب، وانما في مجتمعاتنا الاسلامية.
واضاف الحريتي نتطلع الى مجتمع نظيف من كل الشوائب والسلبيات فنقطع الطريق على الظواهر السلبية وندعو الناس الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
واكد في حديثه على دعم برنامج علماء المستقبل، قائلا نحن نعلم انكم معشر الحاضرين كالقابضين على الجمر، فنسأل الله لنا ولكم العون في القضاء على السلبيات الاجتماعية ونشر الاسلام الصحيح والكشف عن الوجه المشرق بالسماحة لدعوة التوحيد الاسلامية.
وبعد ذلك تحدث القراوي فشكر الوزير على استقطاع هذا الوقت واتاحة الفرصة لابنائنا واولياء امورهم في لقائه، واشار الى ان فكرة برنامج علماء المستقبل انبثقت من احساسنا المتنامي بواجبنا تجاه وطننا الكويت بل تجاه امتنا الحبيبة، فالعلماء في كل أمة: «عماد نهضتها وفي كل نهضة سر قوتها وفي كل فكرة حامل رايتها».
برنامج علمي
واضاف ان البرنامج علمي عالمي رائد في تخريج علماء في الشريعة الاسلامية يتصفون بالوسطية في الفكر والسلوك، ويجمعون بين اصالة المنهج والوعي بمتطلبات العصر، وان رسالة البرنامج ترمي في عمومها الى بناء مؤسسة علمية متكاملة في المنطلقات والاهداف والانشطة، يتكفل برعاية نخبة من طلاب العلم الشرعي المتميزين، ويعدهم ليكونوا علماء ربانيين راسخين في العلم، مجدين في العمل، ينهضون بأمتهم ويعززون مفاهيم الوسطية في مجتمعاتهم.
باكورة المشروع
واتجه القراوي بحديثه الى الوزير الحريتي بقوله: هؤلاء الطلاب الذين معنا هم باكورة المشروع حماس وهمة واستعداد دؤوب للعطاء، لقد اثبتوا تميزهم ورفعوا راية الكويت خفاقة بالفخر في رحلتهم العلمية الى الشارقة والديار المقدسة، وضربوا اروع الامثلة في الجد والالتزام والمثابرة في طلب العلم، ونالوا شهادات توثيق من علماء من المغرب والشام والسعودية، لقد تركوا اهلهم واصحابهم فترة اربعين يوما ليعيشوا حالة من الانقطاع شبه التام لطلب العلم على منهج السلف الصالح، فقد كانوا يستيقظون قبل الفجر بساعة فيبدأون برنامجهم العلمي حتى بعد العشاء، لا يستريحون الا قليلا.
3 سنوات للنضج
واختتم مدير برنامج علماء المستقبل جعفر الحداد اللقاء بقوله ان برنامج علماء المستقبل من البرامج القليلة التي اخذت ثلاث سنوات كي تنضج وتنزل الى ارض الواقع، وهذا انما يكشف عن ان ترتيبات الامور سارت بشكل علمي مدروس ومتقن.
وتابع: الحقيقة انه بين الحين والحين كانت تأتينا رسائل سلبية عن الشباب الكويتي ومدى استعداده لتحمل مسؤولية ومشاق طلب العلم ومسؤولية ادائه، ولكن حينما فتحنا باب التقديم، كانت المفاجأة اذ وجدنا اقبالا واحتفاء من جانب الطلاب بصورة اثلجت صدورنا وبعثت في نفوسنا البشري بما يمكن ان نبلغه مما ظنناه خيرا بأبناء شعب الكويت.
واكد انه بانت امارات هذه المفاجأة مما لاحظناه على الطلاب خلال الرحلة العلمية الى كل من الشارقة والديار المقدسة، حيث لمسنا علو الهمة وصدق العزيمة والجد والدأب سواء في الاستيقاظ من النوم قبل الفجر بأكثر من ساعة او في الاقبال على طلب العلم والتفاعل مع العلماء والمشايخ والمحاضرين ومحفظي القرآن ومن تحمل مشاق السفر وهجر الاهل والخلان والاوطان.
واتجه الى الوزير الحريتي قائلا: البرنامج مشروع استراتيجي له قيمته المحلية والاقليمية بل انني اكاد اجزم بأنه يمثل احد الابعاد المهمة في منظومة الأمن القومي العربي والاسلامي، لما له من عناية خاصة بإنتاج العلماء العاملين على ترسيخ مفاهيم الأمن الاجتماعي وتصحيح الافكار ورد كل شيء في بيئتنا العربية والاسلامية الى نصابه الصحيح، ان املنا كبير في دعم معاليكم المعنوي والمادي ونسأل الله لنا ولكم العون والتوفيق والسداد الى ما فيه خير الامة.
الصفحة في ملف ( pdf )