مسعد حسني
كانت الكويت الليلة قبل الماضية على موعد مع مشهد يصعب وصفه أو اختزاله في كلمات وسطور، فقد دب نشاط غير عادي في الشوارع والأسواق والمجمعات التجارية، واختلطت ألوان ملابس الناس مع اصواتهم وسرعة حركتهم، الا ان الابتسامة المرسومة على جميع الوجوه كانت عاملاً مشتركاً بين جميع الناس وكأن دخول الشهر الكريم أسدل بكرمه الرضا عليهم وأدخل البهجة والسعادة في نفوسهم.
الشوارع كان أغلبها مزدحما وتوقفت الحركة في بعضها، فضلا عن حدوث بعض الحوادث المتفرقة، لكنها كانت بسيطة كنتاج طبيعي للزحام الشديد، وكان الدخول أو الخروج من بعض المناطق يحتاج الى مغامرة، أما الوصول إلى المكان المراد فكان يحمل عبئا آخر لأي قائد مركبة، نظرا لأن معظم مواقف السيارات كانت مكتملة العدد، وبجوار ماكينة سحب ورقة الدخول الى الموقف تقف كل سيارة دقائق معدودة تمر طويلة على من فيها وعلى جميع من خلفه.
اما في الجمعيات التعاونية فلم يختلف المشهد كثيرا عن الشوارع، حيث شهدت التعاونيات اقبالا كبيرا من المستهلكين بعد ان انتهى رسميا موسم الاجازات متزامنا مع دخول الشهر الكريم وعودة المدارس.
وقد تكرر كثيرا مشهد انتظار المترددين عند باب الجمعية في انتظار خروج احد المتسوقين للحصول على «العربانة»، فيما كان الانتظار أمام المحاسب يمتد إلى أكثر من نصف ساعة، وقد لوحظ ان العصائر والتمور كانت عاملا مشتركا في مشتريات كثير من المواطنين والوافدين.
وفي حين شهد سوق السمك اقبالا متوسطا، حظي سوق اللحوم بإقبال كبير سعيا لشراء ما يلزم لموائد رمضان التي تكون دائما عامرة بالأصناف المتنوعة، وكذلك كثرة الدعوات على الفطور في هذا الشهر الفضيل.
وكان لافتا وجود عدد كبير من المواطنين والوافدين امام ماكينات سحب النقود، حتى ان كثيرا منها كان الدور الذي يصل الى 10 أشخاص أو أكثر هو العلامة البارزة أمامها.
وقد بدا ملحوظا الاقبال على شراء خبز الرقاق الذي يصنع منه المواطنون الأطباق الكويتية المعروفة في هذا الشهر، كما شهدت الفواكه نسبة بيع كبيرة، ومع كل هذا الاقبال على السلع الغذائية سواء العادية التي يحتاج اليها الناس على مدار العام أو تلك التي يزداد عليها الاقبال في شهر رمضان لاحظنا على الجانب الآخر انخفاض الاقبال على القرطاسية وحقائب المدارس رغم ان الاقبال عليها كان شديدا خلال الفترة الماضية، وقد أرجع البائعون ذلك الى ان المشترين ركزوا في ليلة أول رمضان على شراء السلع الغذائية الاستهلاكية.
وإذا كان لنا تعليق في النهاية فإننا نتعجب من ان يكون هذا هو حال شهر الصيام الذي يفترض ان نحرص على أخذ الحكمة منه والتي تتمثل في الاحساس بالمحتاجين والحرص ايضا على الاستفادة الصحية وإعطاء أجسامنا الفرصة لأخذ قسط من الراحة، كما ينصح معظم الأطباء، الذين يؤكدون ان الإنسان يكون أكثر قدرة على الطاعة ويزداد تركيزه وخشوعه في الصلاة اذا كان طعامه خفيفا.
كما أننا ندعو الجميع الى جعل الشهر الفضيل فرصة لمحاربة الاسراف والتبذير والفوز بأكبر قدر من الفوائد الروحانية والصحية والمادية أيضا، ولنا في سنة المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) الأسوة الحسنة في هذه المناسبة الطيبة وكل عام والجميع بخير.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )