دارين العلي ـ رندى مرعي
وتنفسوا الصعداء.. هذا هو حال ابطال مسلسل «سنوات الضياع» الثانويين الذين كانوا يشاركون في حفل زفاف «عمر وفريدة» عندما التم شمل كل العشاق وارتدت لميس تلك العاشقة التي تعذبت فستانها الابيض بعد زواجها بفترة نظرا للظروف التي كانت تحيط بها فترة عقد قرانها، اما «نور» فقد اغلقت كتابها على نهاية سعيدة ترضي جميع افراد الاسرة.
محور القصة
الحب دائما هو الاقوى، وقوة الحب هي التي تنتصر، تلك هي نهاية المسلسلات التي تقوم على قصة، لا، بل على قصص حب غالبا ما يتعذب ابطالها ويذهبون ضحية الظلم والشر وتمتد الحلقات لتتجاوز الـ 100 حلقة وتطول كما لزم الامر لتعود المياه الى مجاريها وتنتهي كل قصص الحب على خير ويذهب كل شرير مع شره حتى وان كانت هذه النهاية تقضي بموت الاشرار واختفائهم.
لميس ويحيى: نموذج للعاشقين وللحب الطاهر والصادق الذي يضحي ابطاله به في سبيل الآخرين، وكان الناس دائما يظنون انهما لن يتزوجا ولن يكونا لبعضهما لما مرا به من مصاعب ولتراكم وتكاثر الصعاب والازمات التي تجعل قصة الحب هذه مستحيلة.
لم تتوقع سمية ان تنتهي قصة يحيى ولميس هذه النهاية السعيدة على الرغم من انها لطالما حلمت بها واملت ان يعيش هذا الحب ويكبر والا يخذل المعجبين والمعجبات، فهذان العاشقان اصبحا جزءا من الحياة اليومية وموعد متابعة قصتهما اصبح موعدا ثابتا لا مجال للانشغال اثناءه، والنهاية استحقت هذا التفاعل برأي سمية التي شعرت بسعادة عارمة عند عودتهما الى بعضهما على الرغم من محاولة تيم افشال هذا الحب وقتله، لكن الحب هو الاقوى خاصة عندما يكون الحبيبان لميس ويحيى.
في حين ان غنوى كانت تتوقع ان تكون النهاية غير تقليدية وغير متوقعة، فالمسلسلات التي اعتدنا على مشاهدتها كانت دائما تنصر المظلومين وتساند الحب، وتغلب الخير على الشر، وعلى الرغم من سعادتنا بعودة الحبيبين لبعضهما الا اننا لم نكن نحب ان تكون النهاية هكذا، فلا حياة من دون اشرار ومن دون بغض، وليس هناك حياة سعيدة وهانئة كالتي صورها مسلسل «سنوات الضياع» في حلقاته الاخيرة.
لا يمكن لمن يشاهد ويتابع «سنوات الضياع» ألا يجد لنفسه قصة حب يعيش ظروفها ويعايشها في الوقت نفسه، فلميس ويحيى ليسا العاشقين الوحيدين في المسلسل، لكن هناك آية واكرم، عمر وفريدة وسوزان وكرم حتى سحر ختمت احزانها وتضحياتها بنظرات حب لشخص تواجد معها في سيارة الاجرة نفسها وهما في طريقهما الى المطار لمغادرة البلاد.
وكل قصص الحب التي سبق ذكرها واجهت المشاكل واعترضتها العوائق والمصاعب التي حاول الاشرار من خلالها القضاء على هذه القصص.
تجد ريم نفسها عاشقة في الدرجة الاولى، اي تشبه لميس بتضحياتها وعطاءاتها لاجل الحب، ومن تحب، ولا ترى ان النهاية كانت على قدر التوقعات، لكنها نهاية حب وعشق المنتصر الاول دائما في كل مكان وزمان ومهما كانت الظروف.
اما سامر فيقول انه يرى في عمر نموذج الرجل الشرقي الذي صعب عليه ان يشاهد حبيبته ترقص امام الناس، وان كان ذلك لاجل المال، وانه في تخليه عنها عبر عن مواقف الشباب الاقوياء غير انه لم يخرج عن المألوف، ولم يكسر العادات الرامية ولحق بحبيبته بعد صحوة احساس وعشق، قد يكبر في نظر الفتيات لقوة حبه الا انه ابتعد عن واقع شهامة الرجال في هذا العصر.
اما قمر عاشقة يحيى، هكذا تطلق على نفسها، فتقول: لا عشاق كلميس ويحيى، وان الاخير اصبح حلم كل فتاة، اذ فيه مواصفات رجولية يفتقر اليها الشباب اليوم، وتعتبر ان الرومانسية هي العامل الاقوى مهما كثرت المشاكل والصعاب، فعندما يكون الحب بقوة حب لميس ويحيى فمن الطبيعي ان تكون النهاية كما كانت، وان يعيشا عمرهما كله من دون مشاكل واحزان وان لا شيء يفرقهما.
ويصعب عليها تصديق ان لميس ويحيى هما بطلا مسلسل تلفزيوني، وان هذا الحب انتهى مع بداية شارة نهاية المسلسل في حلقته الاخيرة كونها كانت قصة مقنعة وتفاعل معها المشاهدون بشكل كبير واصبحا «ايقونة الحب القوي».
اما سارة فلم تقتنع بهذه النهاية السعيدة، وتقول انه يمكن ان يتم انقاذ حالة حب او قصة عشق في الحياة، لكن هل يعقل ان ينتصر حب لميس ويحيى وحب كل من يحيط بهما، سواء من العائلة او الحي الذي يقطنانه؟ فأين هو هذا المجتمع الذي تختفي فيه الاحقاد بسرعة ويعيش ابناؤه بسلام وحب ولا يكون هناك شاب من دون حبيبة او العكس؟
وتقول سارة انها فرحت بعودة يحيى ولميس وان الانتظار الذي عاشته طيلة الفترة الماضية على ضفاف قصة يحيى ولميس لم يذهب هباء، لكن تكلل بالنجاح والحب والعشق، لكن..
اما نور ومهند فهنا تأتي المعجزات التي تنقذ الحب الكبير، الامر الذي حصل مع بطلي مسلسل «نور» عندما وقعا في حادث سيارة خطير وشاءت الاقدار الا تنفجر السيارة الا بعدما تم انقاذهما ليدركا ان القدر شاء ان يجمعهما وان يعيش حبهما حتى وان حاولا الطلاق وقررا الابتعاد عن بعضهما والانفصال.
وهكذا كان، فعندما طوت «نور» آخر صفحات كتابها كانت قد خطت نهاية سعيدة لكل العائلة بصغيرها وكبيرها، وألمحت الى ان الحب اقوى من ان تدمره الايادي الشريرة مهما كانت هذه الايادي ومهما اشتدت قوتها.
وعلى الرغم من ان جميع من تابع مسلسل «نور» كان يتوقع نهاية اكثر صخبا وحماسة، الا ان ما حصل من تجمع الاصحاب والاحباب عكس نوعا من الرضا لدى متتبعي المسلسل، وهذا ما اوضحته شيماء التي كانت تتوقع ان تكون النهاية اكثر درامية ذات مشاعر قوية، وردات فعل قاسية، لكن ربما ما شهدته حلقات المسلسل منذ البداية من احداث درامية كانت لكل منها نهاية مختلفة واتت نهاية المسلسل بالكامل، وكأنها تحصيل حاصل، ولم تأت بأي جديد على صعيد العلاقة بين طرفي القصة الرئيسيين.
«الحب هو المنتصر دائما»، بهذه العبارة علقت سلوى على نهاية مسلسل «نور»، لأن جميع الشخصيات فيه قد تمكنوا من العيش مع من يكنون لهم المحبة، متمنية ان يحصل ذلك على ارض الواقع ومع الناس العاديين بعيدا عن التمثيل، وان يلتقي كل حبيب بحبيبته وزوج بزوجته على الحب والاحترام والوئام، خصوصا في هذه المرحلة التي كثرت فيها حالات الطلاق.
وتؤيد ذلك مروى التي وجدت في حب مهند العميق لزوجته صورة طبق الاصل لما توده في زوجها المستقبلي، ولم تكن تتكلم هنا عن الوسامة او الجمال، لكن كانت تتحدث على حد قولها عن طريقة التعامل والاخلاص والرومانسية التي كان يعامل بها زوجته والاحترام الذي كان يكنه لها وكل ذلك كفيل بجعل المرأة هي الاكثر سعادة في العالم.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )