ليلى الشافعي
اكد الداعية احمد القطان ان بر الوالدين الطريق الى الجنة وان الله تعالى جعل عقوق الابناء بعد الشرك بالله وطاعة الآباء بعد توحيد الله (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا) ثم رفع من طاعة الآباء الى درجة اعلى من الجهاد في سبيل الله.
وقال واستفاض خلال الندوة التي اقامتها جمعية الكشافة الكويتية بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم تحت عنوان «بر الوالدين»: رأينا الشاب الذي ذهب الى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يستأذنه في الجهاد في سبيل الله، فسأله الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): كيف تركت والديك؟ فقال: تركتهما يبكيان، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): اذهب فأضحكهما كما أبكيتهما، فليس هناك سبب من الاسباب يجعلك تعق والديك الا الشرك بالله.
وتأسف الداعية القطان على من يتطاول على والده سواء بالسب او غيره قائلا: فيا بؤس الذين يعقون آباءهم في الدنيا والآخرة.
وزاد: أذكر اللحظات التي كانت تودعني الوالدة – رحمة الله عليها – عندما اذهب مع زملائي في الكشافة الى المناطق التي حولنا حيث كانت تقوم بتجهيزات الرحلة وتشجعني ومن الليل تسهر تهيئ كل ما نحتاجه انا وزملائي.
واشار الى احترام ملابس الكشافة، وكيف كان والده ينتظر ان يرى اثر الكشافة عليه، كان اعظم اثر هو «كن مستعدا» وكنت مستعدا لأي شيء يريده والدي.
وذكر عدة احداث مرت به وهو في الكــشافة وانعكست على حياته حيث كان يقوم بمساعدة والدته في كل امور البيت دون كلل او ملل، وكان يقول: هذا شرف لي لقد علمتنا الكشافة ان نخدمكما كنا نرضع خدمة ورعاية وتقديسا لأمهاتنا.
وتساءل: ونحن نسمع الشباب الذين يعقون آباءهم وامهاتهم هل سبب ذلك ان هؤلاء الاولاد من تربية الخادمات، فطلع علينا جيل متمرد ليس في قلبه رحمة نسمع عمن يضرب والديه أو يسب امه (إنا لله وإنا إليه راجعون).
واكد القطان ان هذا الشهر الكريم هو شهر بر الوالدين، فأحرص على ان ادرب اطفالي على الاستغفار لهما، فينشأ الطفل وهو يتذكر آباءه، أُكثر من عقد نية بر الوالدين ثم نتذكر في هذا الشهر الكريم اخوة لنا محاصرين في غزة ونتذكر الاقــصى السليب، نتذكر في هذا الشــهر ان امتنا العربية والاسلامية يخطط لها ان تتمزق وتتشرذم وتفقد هويتها فنبدأ نتداعى كتداعي الجسد الواحد الذي يقول عنهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
واذا لم نحقــق هــذا المــشروع فينا احفادا وابناء واولادا وآباء واجدادا لن يدعنا العدو لأن العدو له تداع آخر مضاد، واستشهد بأحاديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وشرح الحديث بالتفصيل، واكد انه لابد ان يكون في قلوبنا شوق للآخرة.
وقال: ونحن نسمع في الاعلام طبول الحرب تقرع، هل هناك ادعية تحمينا؟
نعم، فقد كان ( صلى الله عليه وسلم ) ليلة المعراج جاء شيطان يريد ان يحرقه فعلمه جبريل ( عليه السلام ) دعاء حوّل الشيطان الى رماد وكبه على وجهه، فاذا سمعت في الاذاعات بالحروب التي يوقدون نيرانها ولا يطفئها الا الله (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) فيجب ان ندعو وذكر دعاء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كاملا.
الصفحة في ملف ( pdf )