بشرى الزين
صور ساطعة للتسامح بين الاديان والايمان بحوار الحضارات وتلاقح الثقافات تجسدت دلالاتها في قاعة الايمان مساء اول من امس بالكنيسة الانجيلية الوطنية التي حفلت في غبقة رمضانية بممثلي الديانتين والطوائف المسلمة والمسيحية برعاية من سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وبدعوة من راعي الكنيسة القس عمانويل غريب.
الشيخ د.احمد ناصر المحمد مدير مكتب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ناب في حضوره عن سمو رئيس الوزراء، واكد قيم التسامح والتعايش التي جبل عليها المجتمع الكويتي منذ نشأة الكويت.
وأضاف الشيخ د.احمد الناصر ان هذه القيم النبيلة ليست غريبة عن الكويتيين الذين عرفوا منذ القدم باحترام كل الاديان والطوائف، منوها بالعادة الكريمة التي يبادر بها القس عمانويل سنويا في شهر رمضان الفضيل لجمع ممثلي الجاليات في الكويت لتجسيد مبادئ التسامح بين الاديان آملا في استمرارها على الدوام.
أما عاشق الكويت سفير مملكة البحرين الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة الذي وصفها بأرض الوسطية والحوار واحترام الآخر رأى ان هذا التجمع على المحبة والسلام تحت الرعاية الكريمة لسمو رئيس مجلس الوزراء الموقر انما ينم عن سعة الأفق التي يتميز بها سموه في ترسيخ ودعم مبادئ وأسس حوار الحضارات، خاصة اذا كان على ارض الكويت الحبيبة الخصبة ذات البعد الحضاري والقيادة الحكيمة.
وذكّر الشيخ خليفة في كلمة بعنوان «من الجوار إلى الحوار» بمنهجية صاحب الجلالة ملك البحرين الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الذي يؤمن بالدور البارز لحوار الحضارات في إصلاح المجتمع البشري وتحقيق العدل والأمن والسلام، مشيرا الى ان زيارته الى حاضرة الڤاتيكان التي جسدت إرساء لدعائم الحوار الحضاري مؤكدا سمات التعقل والحوار والتواصل في هذا الشهر الفضيل.
واضاف الشيخ خليفة «أكاد أجزم بان أسس المحبة التي جاء بها المسيح ( عليه السلام ) وأرست دعائمها رسالة المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) قد أثمرت انموذجا حضاريا في الإيمان واحترام الرسالات السماوية، فقد جاءت كل رسالة سماوية لتكمل الرسالات التي سبقتها، مشيرا الى قول نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ): «مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بيتا فجمله وزينه إلا موضع لبنة، فجعل الناس يطوفون به ويقولون ما أجمله، ما أحسنه، لولا موضع اللبنة، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين».
لافتا الى قول المسيح ( عليه السلام ) هذه الحقيقة بما جاء في إنجيل متى من قوله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل» إنجيل متّى الإصحاح 5/46.
واوضح ان أبرز الأسباب التي تؤكد ضرورة الحوار بين الإسلام والمسيحية بصفة خاصة هو قرب المسافة بين رسالة الإسلام ورسالة المسيح ( عليه السلام ) وعدم وجود أي رسالة سماوية تفصل بينهما، وفي هذا يقول رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ليس بيني وبينه نبي»، مشيرا الى ان هذا هو معنى الجوار.
مبينا ان الأنبياء جميعا يحترم بعضهم بعضا وقد أوصى كل واحد منهم أتباعه باحترام مقام إخوانه من الأنبياء والمرسلين وهذا لم يتفق عليه الإسلام والمسيحية فحسب بل الأديان السماوية كافة، موضحا ان الإسلام جاء ليصوغ هذا المبدأ بجلاء ووضوح في القرآن الكريم في قوله تعالى(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله – البقرة: 285).
تغطية خاصة في ملف ( pdf )