دارين العلي
رندى مرعي
قرقيعان، قرقيعان، بيت قصير ورميضان، عادة عليكم صيام، كل سنة وكل عام».
مطلع أنشودة بقيت وحدها القاسم المشترك بين قرقيعان الماضي وقرقيعان اليوم الذي تحول من موروث اجتماعي وعادة شعبية يجمع على احيائها الكويتيون عموما لتخليد تقليد توارثوه عن الآباء والاجداد، الى مناسبة للبذخ والاسراف والوجاهة والمظاهر.
وبعد ان كانت هذه العادة الموروثة - التي تضفي اجواء روحانية وبهجة في انفس الصغار والكبار معا – لا تكلف اباءنا واجدادنا الى النزر القليل بمظاهرها الاحتفالية البسيطة باتت اليوم تكلف آلاف الدنانير بعد ان لحق «التطور» بالاجواء الاحتفالية بهذه المناسبة منتقلة من الشارع الى افخر الفنادق والمطاعم شأنها شأن الغبقات التي لا تخفى مظاهرها على احد.
ولم يعد الاحتفال بالقرقيعان يقتصر على تجمع الاطفال بعد الافطار على شكل جماعات يجولون في الاحياء ويطوقون ابواب المنازل طالبين «القرقيعان» وفي ايديهم الطبول والأواني النحاسية والتنك للقرع عليها، وفي رقبة كل منهم كيس قماشي منشدين الاهزوجة الخاصة بالمناسبة ليمنحهم صاحب الدار المستعد مسبقا كل ما يطلبونه من الحلوى والمكسرات، بل تعدت الى اقامة حفلات خاصة بالمناسبة واختيار اشكال غريبة ومبتكرة من السلال والادوات التي تكلف رب العائلة مالا وفيرا خصوصا في ظل الغلاء الذي تشهده في هذه الايام.
ومهما اختلفت طريقة الاحتفال بهذه المناسبة عبر الزمن الا ان صمودها يؤكد تأصلها في نفوس الكويتيين الذين يحرصون على احيائها سنويا باعتبارها عادة كويتية متوارثة عبر الاجيال تخلد ذكرى الاجداد.
والاطفال هم المعنيون اولا واخيرا بهذه المناسبة وكيفما كانت طريقة الاحتفال بها فإنهم ينتظرون بفارغ الصبر حلول منتصف الشهر ليحملوا العدة و«يقرقعوا» على حد قول الطفل سالم (12 سنة) الذي قال نحن ننتظر دائما ان يأتي القرقيعان حتى نخرج مع رفاقنا في الحي لنجمع الحلوى والمكسرات من المنازل مشيرا الى انهم هذه السنة سيقيمون احتفالا في منزلهم بهذه المناسبة ويدعون اليها جميع الاولاد القاطنين في الحي.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )