أسامة أبوالسعود
احتشدت جموع المصلين الذين بلغ عددهم 30 ألفا لأداء صلاة القيام في الليلة السادسة من ليالي العشر الأواخر التي تقام في مسجد الدولة الكبير وسط أجواء إيمانية وروحانية رائعة، وتنظيم بالغ الدقة، ولجان منظمة وفرق متطوعين وجهات داعمة، الجميع يعمل كخلية نحل لتوفير الراحة لجمهور المصلين والتيسير عليهم وتذليل جميع العقبات التي تواجههم حتى يتفرغوا لعبادتهم.
وقد أمّ المصلين في الركعات الأربع الأولى القارئ فهد الكندري الذي قرأ في الركعتين الأولى والثانية من بداية سورة الأحقاف الى الآية 28 من نفس السورة، وفي الركعتين الثالثة والرابعة قرأ من الآية 29 من سورة الأحقاف الى الآية 29 من سورة محمد.
وفي الركعات الأربع التالية أمّ المصلين القارئ خالد السعيدي الذي قرأ في الركعتين الخامسة والسادسة من الآية 30 من سورة محمد الى الآية 23 من سورة الفتح، وفي الركعتين السابعة والثامنة قرأ من الآية 24 من سورة الفتح الى نهاية سورة الحجرات.
وبعد الركعات الأربع الأولى ألقى الداعية نبيل العوضي خاطرة إيمانية حول قيام الليل وهو دأب الصالحين الذين يتركون الفراش الوثير ويقومون بين يدي الله رب العالمين في وقت يخلو كل حبيب بحبيبه فليس يوجد في الدنيا ألذ من قيام الليل (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون).
وقال: لقد كان أسوتهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الذي قال الله له: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك).
وتابع: لقد مر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فسمع تلاوة أبي بكر بصوت منخفض ومر بعمر واستمع الى قراءته بصوت عال، انهم يحيون ليلهم بالقرآن في سائر أيام السنة لا في رمضان فحسب، واستمع الى تلاوة أبي موسى الأشعري واستمتع بها فقال له: لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.
ثابت البناني وهو أحد الصالحين قال: جاهدت نفسي في الصلاة عشرين سنة ثم تلذذت بالصلاة عشرين سنة أخرى إن القيام والركوع والسجود لذة لا تعدلها لذة.
لجان المتطوعين
وفي لقاء مع مسؤول لجان المتطوعين والقائم بالتنسيق بين اللجان المتطوعة واللجنة العليا للعشر الأواخر في المسجد الكبير محمد السميط اكد ان عملهم في العشر الأواخر يتم وفق تخطيط مدروس يبدأ قبل عام من الآن، وأشار الى انهم يشاركون في هذا العمل وهذا الاحتفال الإيماني للسنة الثالثة على التوالي، وأوضح انه يقوم بتوزيع المهام على الجهات المشاركة، ويقوم بتقديم تقارير شفوية عن الأداء الميداني للجان المتطوعين.
وعن المشكلات التي تواجههم قال السميط: منذ تشكيل اللجنة الميدانية برئاسة العقيد محمد الفاضل تم تذليل 95% من المشكلات والعقبات الميدانية سوى بعض المشكلات البسيطة الطارئة، مثل التزاحم والحوادث المرورية البسيطة.
وعن الاستعداد لليلة السابع والعشرين قال السميط: قمنا بتجهيز 3 عيادات ثابتة منذ بداية العشر الأواخر، بجانب عيادتين ميدانيتين اضافيتين تخدمان الساحات الترابية الخارجية المهيئة للصلاة، بمشاركة المستشفيات الخاصة بطاقم طبي متكامل بالاضافة الى مشاركة مسعفي الطوارئ الطبية.
وتابع: الهلال الأحمر قدم 20 متطوعا ومتطوعة والآن وصل عدد المتطوعين الى نحو 250 متطوعا ينتشرون داخل وخارج المسجد، ويتم نقل الحالات الطارئة إلى أقرب مستشفى من المسجد.
وختم السميط بتوجيه كلمة شكر لجمهور المصلين عن حسن تعاونهم الذي سهل كثيرا من المهام الموكلة الينا، ونطالبهم بمزيد من التعاون في أوقات الطوارئ التي تستلزم توسعة الصدور، كما وجه الشكر الى وزارة الأوقاف لدورها الكبير في توفير جميع المستلزمات اللازمة لتهيئة الجو للعبادة وراحة المصلين والشكر موصول الى ادارة المسجد الكبير على جهودها الجبارة التي تبذلها في تنظيم أنشطة العشر الأواخر.
أجر الصدقة
وضمن أنشطة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في المسجد الكبير التقينا نائب مدير لجنة التعريف بالإسلام جمال الشطي الذي تحدث عن أجر الصدقة، موضحا ان الصدقة برهان على صحة ايمان العبد وصدقه مع الله تعالى(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله واسع عليم) فهذا كرم من الله تعالى لأنه يضاعف أجر الصدقة الى سبعمائة حسنة.
وبين الشطي ان الصدقة لها شأن عظيم وان هذه الأيام الإيمانية في العشر الأواخر تعد افضل الأوقات الإيمانية والروحانية لأن الإنسان يقف بين يدي الله، وترى الناس يقبلون على الطاعة، مشيرا الى ان الزيادة الملحوظة في عدد المصلين يوما بعد يوم دليل واضح على اقبال الناس على الطاعة والعبادة.
وأشار الى ان الناس في الدول الأخرى يتابعون بشغف الصلاة في المسجد الكبير، ويتابعون الاهتمام الزائد فيما يتعلق بالجانب التنظيمي والجانب الإعلامي من صحافة وتلفزيون واذاعة.
وشرح كيف ان الصدقة تدخل السرور على الإنسان الفقير وعلى المتصدق نفسه، مشيرا الى ان أجر الصدقة تراه في الدنيا والآخرة وانها تضاعف رصيد المتصدق وتخرج صاحبها من النار.
وأشاد الشطي بتبرع سمو الشيخ سالم العلي، موضحا ان هذا التبرع كان سببا في تفريج هم 13 ألف فرد من أبناء هذا البلد الطيب، وقال ان الله تعالى حفظ الكويت وأهلها بسبب العمل الخيري الذي تقوم به الكويت في جميع أنحاء العالم لاسيما الدول الفقيرة، مشيرا الى انه لا توجد دولة في العالم أجمع الا وبها مشاريع خيرية فقد شيدت الكويت العديد من المستشفيات والمدارس والمعاهد والمصانع والمزارع وحفر الآبار واقامة المساجد ودور القرآن ومراكز اسلامية، مشيرا الى ان هناك آلافا دخلوا في الإسلام بسبب الصدقة.