ضاري المطيري
أكد الداعية السعودي سعد بن تركي الخثلان أنه لا ينبغي للمسلم أن يقع في الشك أو في الحيرة في صحة صيامه أو حقيقة رؤية الهلال ودخول الشهر من عدمه، مبينا أن هذه المسألة محسومة في الشريعة الإسلامية، وذلك أن كلمة الهلال أتت من الإستهلال يعني من الإعلان كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية، فإذا أعلن الهلال كان هلالا شرعا وإن كان هناك خطأ في رؤيته، وإذا لم يعلن الهلال ولم يعلن ثبوت الشهر لم يكن هلالا شرعا وإن كان قد طلع الهلال في الحقيقة، فالعبرة إذن بما يكون عليه الإعلان وما يجتمع عليه الناس في البلد الواحد عملا بقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) «الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس».
وأوضح الخثلان أن الاختلاف في دخول رمضان أو شوال كان موجودا في الصدر الأول من الإسلام ولم تكن هناك مشكلة، وقد مضى أكثر من 14 قرنا لم يتفق فيه المسلمون على الصيام أو الفطر في يوم واحد مما جعل فقهاء المجمع الفقهي الإسلامي يرون ترك الأمر على ما هو عليه في عدم القول بتوحيد الأهلة، لكنه تمنى في الوقت نفسه ألا يكون الاختلاف كبيرا بين الدول الإسلامية والذي قد يصل أحيانا إلى أكثر من يوم حيـــث وصـــل في سنة من السنوات إلى ثلاثـــة أو أربعة أيـــام، داعـــيا بذلك علماء العالم الإسلامي إلى بذل المزيــــد من الجهد لتقريـــب الآراء والتنســــيق بين الأقطـــار الإســلاميــــة.
وحذر الأستاذ المشارك في قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض الداعية سعد الخثلان في لقاء أجرته معه «الأنباء» من تتبع المسلم للرخص والفتاوى الأيسر والأسهل عنده، موضحا أن عامة الناس الذين ليس لديهم حصيلة علمية تؤهلهم لتمييز الراجح من اقوال العلماء يجب عليهم اتباع الأوثق من العلماء في دينهم وعلمهم وأمانتهم كما يفعل الإنسان عند اختلاف الأطباء في وصف طريقة العلاج، فإنه لا يتبع الأرخص والأسهل كلفة إنما الأكثر علما وأمانة، كما طالب أصحاب القنوات الفضائية بتقوى الله فيما ينشرون ويبثون في قنواتهم مؤكدا أن الدال على الخير أو الشر كفاعله، مثنيا بذلك على التجربة الرائدة والناجحة لباقة قنوات «المجد» الفضائية التي تمكنت في وقت وجيز من استقطاب الجماهير إليها من جميع أقطار العالم الإسلامي، كما تبعتها أيضا قنوات «فلك» الإسلامية والتي برهنت على إمكانية نجاح القناة الفضائية إعلاميا دون الوقوع في المحظورات الشرعية كخروج النساء أو إدخال أصوات المـــعازف والغــناء.
وأبدى الخثلان استغرابه واستنكاره مما نال جمعية إحياء التراث الإسلامي من وصفها بالإرهاب، وأكد أن منهجها السلفي القائم على احترام ولاة الأمر والسمع والطاعة لهم وعدم جواز الخروج عليهم يبرهن على نبذها للإرهاب، مشيرا إلى أن هذا الاتهام الجزاف أتى كضريبة لنجاح الجمعية في إيصالها للخير الى كثير من بقاع العالم الإسلامي حتى أصبحت منارة للخير والهداية ليس في الكويت فقط.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )