في مطلع اللقاء وعندما سألته عن طفولته أجاب قائلا: «طفولتي لا تختلف كثيرا عن غيري»، وخلال اللقاء أدركت أن الاختلاف كان في شبيبته التي شهدت تجربة غريبة من نوعها في العمل الحكومي انتهت في أول الأمر بالاستقالة التي كان سببها اختلاف السلوك الإداري مع أحد الوزراء رغم الاتفاق الاجتماعي فيما بينهما، لكنها الآراء تتفق في زمن وتختلف في آخر، ونحن نعلم أن الثبات وعدم الخضوع سمة من سمات الناجحين الذين يعرفون أن الحياة إنما هي إرادة وثبات، لهذا غادر الرجل وزارة الصحة التي لها محبة كبيرة في قلبه وهو يعتز بالأيام التي قضاها فيها، غادرها مع أن الفرصة كانت مواتية له لكي يتقلد أعلى المناصب إذا استمر فيها لكن الرياح جرت بما لا يشتهي.
بعد هذه التجربة عاش الرجل مع أفكاره وآرائه فانشغل بالمطالعات التي لا تعرف حدودا، وراح يغوص في أعماق الكتب بشتى أنواعها معتزا بموقفه مصرا على ما قام به ولو عاد الزمن به لما تردد في قراره وبينما هو في أحضان الغياب جاءه عرض من إحدى الشركات للعمل بها، وعلى ضوئه كانت له تجربة مع القطاع الخاص الذي يعتبره مكانا لخلق الإبداع واقتناص الفرص، لكن الاتصال الهاتفي الذي جاءه من مكتب وزير الدولة السابق عبدالعزيز حسين كان سببا في أن يترك القطاع الخاص بكل ما فيه من فرص وامتيازات قد لا يجدها في مكان آخر، حيث إن احترامه لرجل يعتبره جزءا من تاريخ الكويت جعله يوافق على ترك القطاع الخاص ويدخل في أعماق العمل الحكومي مرة أخرى.
التجربة الثانية لم تستمر طويلا كما أنه لم يفصح عن الأسباب التي جعلته ينهي تلك التجربة في سنواتها الأولى وبعدها جاءت التجربة التجارية التي لايزال يعيش تفاصيلها حتى هذه اللحظة وربما يكون العمل التجاري هو الأصلح والأنسب لشخصية رجل اعتاد أن يكون صريحا مهما كانت الأسباب ومهما كانت الظروف.
أحاديث غلبت عليها الصراحة وأحاطت بها العفوية من كل الاتجاهات من النقطة الأولى في حياة رئيس لجنة المناقصات المركزية السابق وصاحب إحدى الشركات التجارية نايف المعوشرجي إلى النقطة الأخيرة التي تضمنت كلمة الشكر، أثناء اللقاء الذي جمعني وإياه.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )