زكي عثمان – عبدالهادي العجمي
رغم المفاوضات والاجتماعات يوم امس راوحت ازمة نقابة العاملين شركة البترول الوطنية مكانها واصبح الاضراب المزمع تنفيذه بعد غد الاحد كأنه واقع لا محالة.
مصادر مطلعة في شركة البترول قالت لـ «الأنباء» ان اجتماعا عقده وزير الكهرباء والماء ووزير النفط م.محمد العليم امس في مجلس الوزراء مع رؤساء مجالس إدارات القطاع النفطي تركز على بحث كيفية سير العمل في حال اصرار النقابة على الإضراب.
واوضحت المصادر انه ستتم الاستعانة بموظفي شركات المقاولة لتعويض الموظفين والعاملين الذين يزمعون الإضراب، مضيفة ان الاجتماع لم يتطرق إلى مطالب العمال.
في الجانب الآخر وبعد مفاوضات مطولة اكدت مصادر نقابية لـ «الأنباء» ان الاضراب سيتم في موعده الأحد في ظل النتيجة السلبية التي خرج بها لقاء نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول سعد الشويب برئيس اتحاد عمال البترول، واشارت المصادر الى ان الشويب طلب دراسة مطالب النقابة لكنه لم يعط وعدا بنتيجة ايجابية لهذه الدراسة، وقال ان النتيجة مجهولة ولا اعلم ان كانت سلبية أم ايجابية.
وكان رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة البترول الوطنية الكويتية فاروق الزنكي قد اكد ان دعوة نقابة عمال الشركة الى الاضراب غير مبررة وتتعارض مع الاتفاقيات الموقعة معها.
وقال الزنكي في رسالة وجهها الى جميع العاملين بالشركة ردا على بيان نقابة العمال الصادر اول من امس «لقد تلقينا ببالغ الاسف بيان الدعوة للاضراب الصادر عن مجلس ادارة نقابة العاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية بتاريخ 14 الجاري ولا شك في أنكم قد فوجئتم كما فوجئنا بتلك الدعوة غير المبررة لتعارضها مع الاتفاقيات الموقعة مع النقابة التي تحدد الالتزام بآليات التفاوض والتوفيق واخيرا التحكيم وفق قوانين ولوائح الدولة المرعية».
واضاف «لا شك في أنكم قد لاحظتم احتواء البيان على العديد من المغالطات وتحريف الوقائع فليس صحيحا ان ادارة الشركة تنتهج تقتيرا واضحا على العاملين»، مشيرا الى ان هذه الادارة هي التي قامت بالتعاون مع النقابة على مدى السنوات الثلاث الماضية بمراجعة واعادة تقييم العشرات من الوظائف والتي نتج عنها ترقية اكثر من ألفي موظف كويتي من مختلف الدوائر منهم نحو 612 في دوائر العمليات فقط».
واشار الزنكي الى انه فيما يتعلق بموضوع توحيد الدرجات بشركات القطاع النفطي للوظائف التي تتشابه في طبيعة العمل ومتطلبات الوظيفة فان ادارة الشركة لم ترفض هذا الامر على الاطلاق بل سعت للعمل مع مؤسسة البترول الكويتية والشركات الزميلة لدراسة الحالات التي تتشابه في نوعية العمل ومتطلبات الوظيفة من اجل وضع آلية لتوحيد تلك الوظائف على أسس من العدالة والانصاف لجميع العاملين في شركات القطاع وعدم اقتصارها على دائرة او قسم محدد في شركة البترول الوطنية فقط».
وتابع قائلا «لقد نهجت الادارة الحالية لنقابة العاملين بشركة البترول الوطنية الكويتية مسلكا ضارا لا يخدم مصالح جموع العاملين سواء في الشركة او في القطاع النفطي كما انها لجأت للتصعيد من دون مبرر وفي ظل ظروف صعبة لا تخفى عليكم اضافة لالحاقها الضرر بسمعة القطاع النفطي محليا وعالميا وعدم رغبة ممثلي النقابة في انتظار وضع آلية لتوحيد الدرجات للوظائف المتشابهة في القطاع النفطي وهي فترة لا تتجاوز ثمانية اسابيع».
وذكر رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة «البترول الوطنية» فاروق الزنكي في الرسالة التي وجهها الى العاملين في الشركة «اننا أكدنا لرئيس نقابة العاملين بالشركة في عدة لقاءات سابقة كان آخرها بحضور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية في الاجتماع الذي عقد يوم الاربعاء الموافق 15 الجاري ان توحيد الدرجات المتشابهة في طبيعتها ومتطلباتها هو امر محسوم والمتبقي فقط وضع الآلية التي تتعامل مع الاختلافات بهدف حلها بروح المسؤولية وبما لا يؤدي لخلق اختلافات وحالات تباين جديدة في اي من شركات القطاع النفطي».
واكد ان رفض ادارة نقابة العاملين بشركة البترول الوطنية الكويتية الانتظار لفترة وجيزة حتى يتم الانتهاء من وضع آلية للتوحيد ودعوتها للاضراب يمثل قفزا على المراحل التي رسمتها الاتفاقية مع النقابة ولا يصب في مصالح العاملين بالشركة والقطاع النفطي ويلقي بظلال الشك على اهداف الدعوة لاضراب يؤدى فقط لخلق ازمة جديدة والكويت والاقتصاد الكويتي في غنى عنها.
ودعا «جميع العاملين في الشركة للتكاتف وتقدير المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا جميعا والثقة بأن تحسين ظروف العمل والعاملين هي في قائمة اولوياتنا سواء ما يتعلق منها بأمور التوحيد او التوسع في مشاريع واعمال القطاع وخلق المزيد من فرص العمل المجدية بما يخدم المصالح الحقيقية للشعب الكويتي ويحقق الازدهار لكويتنا الغالية وما يدلل على مصداقية ذلك وحرصنا الدائم وحواراتنا البناءة السابقة مع الاخوة في النقابات الاخرى والتي ادت الى تحقيق زيادة الرواتب في القطاع النفطي وغيرها من الانجازات الاخرى ومازلنا نتمسك بهذه الروح والمنهجية».
واضاف «انني على ثقة بأنكم ستستمعون كما عهدناكم دائما لصوت العقل وتقدير المصلحة العامة وستبتعدون عن الاصوات الداعية للتأزيم والتي لم ولن تحقق سوى اثارة البلبلة والفوضى التي نحن جميعا في غنى عنها واود ان اؤكد لكم ان ابوابنا دائما مفتوحة للحوار البناء ولن تغلق ابدا».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )