Note: English translation is not 100% accurate
الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدشن خلال زيارته لمنطقة جازان مشروعات تنموية وخدمية واقتصادية وسياحية
الأربعاء
2006/11/1
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1363
بماذا تتميز جازان، سمو الأمير؟
(مبتسما): تميزت منطقة جازان منذ زمن بعيد بنمط عمراني فريد اعتمده الأهالي ويتخذ من الطبيعة والمواد البسيطة المتوافرة بها مواد أساسية لبناء منازلهم بطريقة تنفرد بها عن جميع مناطق المملكة العربية السعودية فيما يعرف باسم العشة ذلك البناء الفني البديع، ويعتمد الأهالي بالمنطقة خلال السنوات الماضية في بناء هذه المساكن على أنواع عديدة من الأشجار المتوافرة ومنها شجر الاراك والاثل والشورى المانجروف والمض والمرخ والحلفاء والثمام، وجميعها معروف لدى الأهالي وعدد من أبناء المناطق الأخرى.
وتقام العشة التي كانت سائدة في السنوات الماضية التي شهدت تطورا متزايدا في الأنماط المعمارية الحديثة على مساحة يصل طول قطرها غالبا الى أكثر من ستة أمتار، ويراعى في بناء هذه الأكواخ الشعبية ان تكون على طراز هندسي مخروطي الشكل بما يتناسب ومناخ المنطقة الحار والرطب حتى يسمح بدخول أكبر قدر من الهواء، ويضمن لها الصمود امام العوامل الجوية والظروف المناخية القاسية لفترة طويلة، ويقوم المتخصص في بناء العشش بوضع خط دائري على الأرض بحسب المساحة المحددة للمبنى وحفر العديد من الحفر على طول الخط فيما يعرف باسم العقيق مع مراعاة ترك فراغين بطول متر تقريبا لكل منهما ليكونا بمثابة بابين (كابتين) للعشة ويحدد موقع هذين البابين في ربع المساحة الاجمالية في أحد أجزاء المبنى، ولذلك تسمى المساحة الواقعة بين البابين بالربع الذي يخصص لعمليات الطبخ، واعداد القهوة وحفظ أدواتها.
هل للنساء في جازان دور تاريخي في بناء التراث المعماري الجنوبي؟
بالتأكيد، حيث تستهل النوسة الدور المناط بهن في اكمال البناء فتقوم ربة المنزل وجاراتها بعملية حشو للفراغ الواقع بين الأخشاب ومربدة (تلييس) جميع أجزاء العشة من الداخل باستخدام معجون خاص من الطين ومواد أخرى من البيئة شديدة التماسك مع الأخشاب وتوفر لها الحماية اللازمة من الظروف الطبيعية التي قد تؤثر عليها، ثم يطلى الجزء الداخلي بالنورة وتقوم المتخصصة في تزيين البيوت ورسمها وتجميلها بأشكال ورسوم تبرز مدى الاحساس المرهف والتذوق الفني لدى نسوة منطقة جازان حتى في أوقات لم تعرف فيها القراءة والكتابة وكذا اختيار المناسبة للأرفف والطاقات التي تحفظ بها الأدوات والأواني المنزلية التي عادة ما تكون مرتفعة عن ايدي الأطفال.
ومن الأشكال الجمالية التي تضاف للمحيط الداخلي للعشة (القصبة) وهي عبارة عن حبلين يتم ربطها في أعلى نقطة للمبنى من الداخل ويصل ارتفاعها احيانا الى سبعة أمتار تقريبا تدلى للأسفل ويربط بكل منهما طرف عصا يزيد طولها عن مترين وتستخدم لوضع الملابس عليها، خصوصا في المناسبات مثل الزواج، ومن تلك الأشكال الجمالية (الشرعة) وهي عبارة عن قيام ربة البيت بتعليق العديد من الأواني والصحون المنزلية ذات الصور والاشكال الجمالية على الجدار الداخلي تعطي أصواتا ذات رنين خفيف عندما يحركها الهواء، اضافة الى ملء الأرفف والطاقات بأنواع مختلفة من الفناجين والدلال (الجبان) المصنوعة من الفخار في العادة.
وفي آخر مراحل البناء يقمن النسوة بما يعرف بتفضيض العشة والمساحة التي تقع امامها وتشبه هذه العملية عملية البلاط في البناء الحديث التي تتم بنفس العجين المحضر من الطين وبعض المواد البيئية ويعد الانتهاء من هذه العملية بمثابة الاعلان عن اكمال بناء المنزل ليستقبل اصحابه الجيران المهنئين بالمناسبة الذين يحضرون معهم القهوة والشاي، بما يشعر أصحاب المنزل بمشاركة الجيران وفرحتهم بإكماله، ومن الكماليات التي يهتم الأهالي بإضافتها الى المبنى إحاطته بالمشارج وهو جدار من الأخشاب والقش وقد يغطى احيانا بالطين وبعض المواد الأخرى.
اقرأ أيضاً