الشيخ خالد الخراز
لعن الدين..!
المقصود بهذا العنوان كل عبارة تنال الدين باللعنة، وذلك يدخل في باب الكفر، وهي من نواقض الإسلام قال الإمام اسحاق بن راهوية ـ رحمه الله ـ «أجمع المسلمون على أن من سب الله، أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئا مما أنزل الله عزّ وجلّ أو قتل نبيا من أنبياء الله عزّ وجلّ انه كافر بذلك، وإن كان مقرا بكل ما انزل الله» الصارم المسلول (5). قلت: وتطاول بعضهم على الذات الإلهية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، قال القاضي عياض: «لا خلاف أن سابَّ الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم (الشفا 270)، وقال ابن تيمية: «فصل فيمن سب الله تعالى، فإن كان مسلما وجب قتله بالإجماع، لأنه بذلك كافر مرتد، وأسوأ من الكافر، فإن الكافر يعظم الرب، ويعتقد ان ما هو عليه من الدين باطل ليس باستهزاء بالله ولا مسبة له» الصارم المسلول (546)، وقال ابن قدامة: «من سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحا او جادا».المغني (10/113) وقال ابن حزم: «وأما سب الله تعالى، فما على ظهر الأرض مسلم يخالف أنه كفر مجرد.. وهو محكوم عليه بنفس قوله، لا بمغيب ضميره الذي لا يعلمه إلا الله تعالى» المحلى (11/411)، وقال العلامة عبدالعزيز بن باز: «سب الدين والرب جلّ وعلا كل ذلك من اعظم انواع الكفر بإجماع اهل العلم» (مجموع فتاوى التوحيد 1/442).
وقال الشيخ محمد العثيمين: «الحكم فيمن سب الدين الإسلامي انه يكفر فإن سب الدين والاستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله عن قوم استهزأوا بدين الإسلام حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون إنما كنا نخوض ونلعب فبين الله عزّ وجلّ ان خوضهم هذا ولعبهم استهزاءٌ بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة الآية 65، 66.
فالاستهزاء بدين الله، أو سب دين الله، أو سب الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج من الملة».
أف..!
يقولها بعض العاقين للأبوين، أو أحدهما، وهي كلمة مقولة لكل شيء مرفوض، وتقال دلالة على التضجر والتسخط، وقد نهى الله سبحانه عنها قال عزّ وجلّ: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) سورة الإسراء آية 23.
الله يأخذك.. سمام يشيلك..!
هذه دعوات يقولها بعض الآباء والأمهات لأبنائهم غافلين عن الآثار التي قد تترتب بعد هذا الدعاء ونحوه من الدعوات، فقد نهانا الرسول الكريم ان ندعو على أنفسنا أو على أولادنا، لئلا يوافق ذلك وقت إجابة، فيحل البلاء، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم» رواه مسلم (4/2304).
فليحذر الأمهات والآباء من الدعاء على أبنائهم، لعلّ ذلك الدعاء يوافق ساعة استجابة، فيتحقق فيندم الداعي ولات حين مندم. وكم من قصة في هذا الباب فذات يوم كان طفل يتسلق جدار سطح البيت، ويسير عليه بقدميه، وهو يظهر شجاعته وتمكنه من السير على حافة الجدران، وهذا جهل منه، والأم تقول له: ياالله (تطيح) وتتكسر، اي تقع من أعلى، فسقط فمات، فندمت على دعائها، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ومن اشباه تلك الدعوات: (الله يقطعك ـ الله يغربك ـ ويعا تويعك ـ عساك الموت ـ عساك الماحي ـ وعلة تعلك ـ مشعاب ياخذك ـ نامت عليك طوفة ـ سليمى تصكك ـ زقوم ابطِنّكْ ـ مالت عليك ـ عمى بعينك). والأفضل للداعي أن يعود نفسه على دعاء الخير مثل: «الله يهديك ـ الله يصلحك ـ جزاك الله خيرا» ونحوها.