قال مسؤولون اميركين مطلعون على التحقيقات ان محققين اميركيين تتبعوا سليمان ابوغيث زوج ابنة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل نحو عشر سنوات قبل احتجازه في الاردن ونقله الى مدينة نيويورك بواسطة مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي.آي) في الايام القليلة الماضية.
وصرح مسؤول بأن ضابطا بمكتب التحقيقات الاتحادي ومخبرا من شرطة نيويورك امضيا اكثر من عشر سنوات في جمع تحريات عن ابوغيث ليس فقط لدوره كمتحدث باسم تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن وانما لأنشطة يعتقدان انه تورط فيها قبل 2001.
ودفع ابوغيث امس الاول الجمعة بأنه غير مذنب امام محكمة اتحادية في مانهاتن في اتهامه بالتآمر لقتل اميركيين وأصبح واحدا من اكبر شخصيات القاعدة الذي يحاكم في الولايات المتحدة على جرائم مرتبطة بهجمات 11 سبتمبر.
وقال ممثلون للادعاء في المحكمة انه القي القبض عليه يوم 28 فبراير ونقل سرا الى الولايات المتحدة في اول مارس.
وتقول مصادر انفاذ القانون انه اعتقل في الاردن بواسطة السلطات المحلية ومكتب التحقيقات الاتحادي بعد انباء عن طرده من تركيا.
لكن يعتقد ان ابوغيث امضى معظم فترة السنوات العشر الماضية في ايران التي لجأ اليها بعد هجمات 11 سبتمبر مع مجموعة اخرى من انصار ابن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قتلته قوات اميركية في باكستان عام 2011.
وقال مسؤولون اميركيون حاليون وسابقون ان تلك المجموعة التي يعرفها محققون اميركيون باسم «مجلس ادارة» القاعدة كانت على نحو او آخر تحت سيطرة الحكومة الايرانية التي كانت تنظر اليها بريبة.
وبالاضافة الى ابوغيث كان من بين اعضاء المجموعة سيف العدل احد كبار القادة العسكريين للقاعدة وسعد بن لادن احد ابناء اسامة بن لادن.
وقال مسؤول اميركي سابق انه في اواخر عام 2002 واوائل عام 2003 اجرى ضباط من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه) محادثات سرية في اوروبا مع مسؤولين ايرانيين بشأن امكانية طرد ابوغيث وزملائة بتنظيم القاعدة الذين يعملون من ايران الى السعودية او اي بلد عربي آخر.
وفي ذلك الوقت كان لدى الولايات المتحدة معلومات تشير الى ان شخصيات من تنظيم القاعدة في ايران ربما كانت على اتصال مع متشددين في السعودية يمثلون مخاطر محتملة على المصالح السعودية.
لكن المسؤول السابق قال ان المحادثات السرية تعثرت عندما اقترحت ايران انه مقابل قيامها بطرد اعضاء القاعدة يجب ان تشن الولايات المتحدة حملة على مجاهدي خلق وهي جماعة ايرانية تقيم في المنفى كانت حتى وقت قريب هدفا لعقوبات اميركية واوروبية لتورطها المزعوم في اعمال عنف.
ولم يتضح متى غادر ابوغيث ايران رغم انه يعتقد ان ذلك تم في الآونة الاخيرة، كما لم يتضح كيف تتبعته السلطات الأميركية، لكن مسؤولين قالوا انهم يعتقدون انه بذل في الآونة الاخيرة جهودا لتجنب الاعتقال اكثر من الاشتراك في انشطة خطيرة.
وقال المسؤول انه في ديسمبر الماضي قال مسؤول اميركي ان قاضيا اميركيا اصدر مذكرة لاعتقال ابوغيث لتآمره على قتل اميركيين، وأصدرت الشرطة الدولية (الانتربول) حين ذاك «اشعارا احمر» بشأن ابوغيث الذي يماثل مذكرة اعتقال دولية.
وذكرت صحيفة حريت التركية ان الولايات المتحدة طلبت من تركيا طرد ابوغيث بعد اعتقاله في انقرة في اوائل فبراير، وقالت الصحيفة التي لم يؤكد مسؤولون اميركيون روايتها انه احتجز لمدة 33 يوما بعد ان اعتقله الاتراك في فندق فاخر لكن افرج عنه بعد ان قضت محكمة تركية بأنه لم يرتكب جريمة في تركيا.
وقالت الصحيفة ان السلطات التركية بحثت ترحيله الى ايران لكن الايرانيين لم يقبلوه، ثم قررت تركيا ارساله الى الكويت عن طريق الاردن وفقا لما ذكرته صحيفة حريت.
وقالت مصادر انفاذ القانون انه عندما وصل الاردن اعتقله ضباط اردنيون ومن مكتب التحقيقات الاتحادي وأعدوا ترتيبات لنقله الى مدينة نيويورك.
وقال مسؤولون اميركيون ان قرار نقل ابوغيث الى نيويورك لمحاكمته امام محكمة اتحادية اتخذ على اعلى المستويات في ادارة الرئيس باراك اوباما.
وقال مسؤولون انه لم يتضح ان كان ابوغيث لديه قدر كبير من المعلومات بشأن الانشطة الحالية للقاعدة او المؤامرات.
وأشار المسؤولون الى ان لائحة الاتهام التي قدمها ممثلو الادعاء ضد ابوغيث زعمت فقط انه «خدم القاعدة» منذ مايو 2001 تقريبا «حتى عام 2002 او نحو ذلك».