دارين العلي
اكدت د.فايزة الخرافي على موقف الحكم والحكومة في تقدير جهود المرأة ودورها، وفي اقرار حقوقها ومشاركتها، لافتة الى دور المرأة الكويتية في مختلف الميادين والمجالات كالتربية وغيرها التي حققت فيها المرأة نجاحات كبيرة وانجازات متميزة مرت خلالها بتجارب صعبة وطرقات وعرة لتجتاز تحولات الحداثة العسيرة.
كلام د.الخرافي جاء خلال تمثيلها المكرمات في حفل افتتاح مؤتمر «المرأة الواقع والمستقبل» صباح امس الذي تنظمه مؤسسة اداء برلماني متميز تحت رعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الذي ناب عنه في حضور الافتتاح محافظ الاحمدي الشيخ د.ابراهيم الدعيج، وبحضور وكيلة التعليم العالي د.رشا الصباح، رئيسة لجنة الأم المثالية الشيخة فريحة الأحمد والوزيرة السابقة د.معصومة المبارك وحرم الرئيس الخرافي سبيكة الجاسر وعدد من الشخصيات النسائية الناشطة في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالاضافة الى ممثلي عدد من السفارات واعضاء السلك الديبلوماسي، واعتبرت د.الخرافي ان رعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك للمؤتمر دليل على تقدير الحكم للمرأة وجهودها، مرحبة بالحضور المشارك في المؤتمر من الكويت والدول العربية حيث اضفى على المؤتمر بعدا عربيا واسلاميا يغني الفكر وينوع التجربة، شاكرة رئيسة المؤتمر عائشة الرشيد وكل من عاونها على اقامته.
ولفتت الى ان التفوق والعطاء للمحتفى بهن موزع على شتى المجالات والميادين، متحدثة باقتضاب عن دور المرأة الكويتية في مختلف المجالات، مشيرة الى ان اولى هذه القضايا هي التعليم، فما كان للمرأة عموما، وللمرأة العربية خصوصا، ان تقطع هذا الشوط الشاق الطويل نحو تأكيد وممارسة حقوقها وتعزيز وتفعيل دورها وحضورها لولا التعليم بمعناه الاكاديمي وبمضمونه الثقافي، واذا كانت اهمية التعليم فكريا واقتصاديا تهم المرأة والرجل على حد سواء، فإني أزعم هنا ان تعليم المرأة هو الاكثر تأثيرا وطنيا، ومردودا اخلاقيا، وارتقاء اجتماعيا، ذلك لأن المرأة – وبحكم امومتها وخصوصيتها هي الاقدر على ترسيخ القيم، ونقل المفاهيم وتقويم السلوك.
واضافت ان المرأة العربية عامة والخليجية خاصة حتى لو وصلت الى صفوف السلطة وصنع القرار، او تبوأت مهام القضاء والتشريع، وسواء تمسكت بالعمل لتحقيق ذاتها او لدعم اسرتها، ستبقى – في المقام الأول والارفع – صاحبة رسالة.
ورسالتها هي التربية بمفهومها المعرفي والاخلاقي وفي إطارها الاسري والوطني.
وقالت د.الخرافي ان المرأة العربية- وعلى عكس ما يقول به المتسرعون – لم تحقق منجزاتها الكبيرة وتقطع هذه المسيرة الطويلة على بساط احمر.
بل هي مرت بتجارب صعبة وسارت طرقات وعرة لتجتاز تحولات الحداثة العسيرة.
وقد تداعى الى ذهني بمناسبة هذا اللقاء، التلازم الوثيق بين قضايا المرأة وقضايا المجتمع ككل.
بمعنى ان كل تقدم اجتماعي او سياسي او اقتصادي لابد ان يصحبه تقدم في دور المرأة وحضورها ومشاركتها، والعكس صحيح بالقدر ذاته.
واذا تأملنا احوال المرأة العربية المسلمة خصوصا، نجد ان دورها يضيق، وحضورها يخسر، وابداعها يختنق، عندما يتغلب القهر على العدل والعصبية على العقل، والتطرف على الاعتدال ايا كان اتجاه هذا التطرف.
وهذا التلازم الوثيق بين قضايا تقدم المرأة واتساع دورها وحضورها، وقضايا تقدم المجتمع وانفتاحه وازدهاره، لابد ان يشكل دلالة ومنطلقا ومقياسا للتقويم والاصلاح.
بدورها، تحدثت رئيسة المؤتمر الناشطة السياسية عائشة الرشيد عن اعمال المؤتمر ومحاوره الثلاثة، الاول: المرأة والقضاء تحديات الفكر والممارسة. الثاني: المرأة في السلطة ومواقع صنع القرار. الثالث: العنف ضد المرأة ظاهرة مزمنة.
وقالت ان العنف ضد المرأة هو عنف شامل ضد المجتمع، ولا يقف هذا العنف عند حدود معينة، بل يتعداه الى انتهاكات صارخة تصب في النهاية في تعميق وضعية التمييز بين المرأة والرجل، ان المطلوب وقفة حاسمة ضد العنف الممارس ضد النساء كما توضع تشريعات حاسمة لمواجهته مستمدة من شريعتنا الاسلامية التي انصفت المرأة، فالاسلام انصفها والانسان ظلمها.
واطلقت الرشيد بصوت عال ثلاث لاءات، الاولى: لا للتمييز، الثاني: لا للعنف، الثالثة: لا لمحاربة المرأة.
متسائلة: هل سيأتي اليوم الذي تنصف فيه المرأة وتحصل على حقوقها كاملة كما وضعتها الشريعة الاسلامية؟ وهل ستحصل المرأة على نصف مقاعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، والسلك الديبلوماسي، انطلاقا من مبدأ العدل والانصاف والمساواة؟
وتحدث رئيس اللجنة الدينية في مجلس الشعب المصري د.احمد هاشم باسم ضيوف المؤتمر شاكرا الكويت اميرا وحكومة وشعبا على ما تقدمه من جهود خيرية واعمال عظيمة ومنها مؤتمر المرأة الواقع والمستقبل، الذي يحمل اعظم مضمون لقضايا المرأة وهو انتصار لقضاياها وارتفاع برسالتها على كل من حاول ان يقف في طريق تقدمها.
وقال ان المؤتمر يوضح الحقائق التي يبينها القرآن الكريم في آياته حول المرأة موردا عدة آيات قرآنية تؤكد على دور المرأة وتكريمها واعطائها حقوقها التي منحها اياها الاسلام.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )