أسامة أبوالسعود
في احتفال رائع، افتتح ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد الدورة الـ 11 لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري، وذلك مساء امس الاول بمسرح الشيخ صباح السالم بالخالدية وسط حضور دولي حاشد يتقدمهم رئيس مجلس رئاسة البوسنة د.حارث سيلازيتش ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وعدد كبير من الادباء والمثقفين والسياسيين العرب والغربيين.
وقال وزير الاعلام في كلمة الافتتاح «انه لشرف لي أن أنقل تحيات صاحب السمو الأمير الذي تكرم وشمل هذا الاحتفال برعايته».
وعبر عن تمنيات سمو الأمير بالنجاح والتوفيق لهذا العمل ولمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري بأن تواصل دورها الرائد في خدمة الثقافة العربية وتحتضن الشعر العربي ومبدعيه وتحفظ التراث الشعري الذي هو بحق ديوان العرب وسجل تاريخهم.
وقال «ان هذا الجمع وهذه التلبية لدعوة المؤسسة لهي اعتراف كبير لما لهذه المؤسسة من دور بارز فعال في خدمة الثقافة العربية انطلاقا من وطن عرف دائما برعايته لهذه الثقافة».
وقال «ان الكويت عاصرت وواكبت عصر النهضة العربية من بدايات القرن العشرين وفتحت أبوابها لرياح هذه النهضة التي انطلقت في مصر وبلاد الشام لتستقبل علماء ومصلحين وشعراء ومفكرين ومؤلفين وأدباء وتستعين بهم في تحديث التعليم في مدارس الكويت وبناء الادارة الحديثة في مؤسساتها وانشاء المكتبات العامة في ربوعها».
وبين ان الكويت خطت في السبعينيات خطوات مهمة لاقامة صروح ثقافية وعلمية وقامت ولا تزال بدور بارز في نشر العلم والثقافة في ربوع الكويت وفي البلاد العربية كافة، وكان من أبرز هذه المشروعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومعهد الكويت للابحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد المسرح والموسيقى ودور الصحف المميزة.
وقال ان كويت الثقافة والعلم وفرت بيئة حاضنة للمؤسسات الخاصة والمبادرات الاهلية التي قامت لرعاية الثقافة والفنون، مشيرا الى ان مؤسسة البابطين للابداع الشعري التي تحتفل بأحد نشاطاتها المهمة لهي واحدة من أبرز هذه المؤسسات التي حظيت بدعم كبير وتشجيع بارز من المغفور له أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وهو رجل المبادرات والمشروعات العلمية والثقافية البارزة.
وقال ان مؤسسة البابطين للابداع الشعري عقدت دوراتها على مدى هذه السنوات في دول متعددة عربية وأجنبية، وكانت تسعى من وراء هذا الامتداد الجغرافي الى نشر الثقافة العربية وتوسيع اطر الاهتمام بها من خلال الاحتكاك والتفاعل مع الثقافات الاخرى، ولكي تساهم في تقريب الثقافة العربية لشعوب العالم وهي الآن تكمل مشروعها الكبير والرائد في 25 مجلدا، وعكف على انجاز هذه المجلدات طوال هذه السنين نخبة من الادباء والنقاد العرب، مشيرا بذلك الى معجم الشعراء العرب في القرنين الـ 19 والـ 20.
وأشار الى أن هذا المعجم يسير على خطى ما بدأه الاسلاف العرب من تراث علمي وثقافي عربي.
وقال ان الكويت تؤمن بأهمية العمل الثقافي على كل مستوياته منطلقا من الواقع الوطني والقومي وملتقية مع الآخر الذي يتحتم ان نستهدفه في بناء قاعدة من الحوار والمعرفة طريقا للسلام والحرية للبشرية جمعاء.
وذكر ان الثقافة العربية بامكانها ان تحقق للعالم العربي المناخ الفكري الذي يحرر العقول من الاوهام ويؤكد الدور العقلاني للمجتمعات العربية.
ومن جانبه اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اهمية دور مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري في الارتقاء بالشأن الثقافي والشعري على المستوى العالمي.
وقال السنيورة خلال إلقائه كلمة الضيوف في افتتاح الدورة الـ 11 لجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين ان العرب القدامى اعتادوا اعتبار الشعراء والخطباء ألسنة القبيلة والأمة لذا فإن مؤسسة البابطين قد حققت الكثير عندما هدفت منذ بدايتها الى صون هذا المولود الثقافي والحضاري وبتصويره بما يدفع بالإسهام والاستلهام.
واضاف رئيس الوزراء اللبناني قائلا ان الألسنة الحالية التي شهدت انقلابات هائلة في حياة الامم حاولت تنحية الشعر والخطابة عن مركز الصدارة بوضع الاقتصاد والسياسة في واجهة اهتماماتها الرئيسية.
واوضح السنيورة ان الازمات المتلاحقة السياسية والاقتصادية وآخرها الازمة المالية الحالية وتداعياتها الاقتصادية قد ظهرت على صعيدي النمو ومستويات الاستقرار.
وأشار الى ان البشرية بحاجة الى الرؤية الشمولية التي تفتح الآفاق على وجهات نظر يمتزج فيها الانسان الثقافي بالاقتصادي والسياسي والاستراتيجي.
واكد ان الاساس الاخلاقي في أي نظام عالمي يتضمن الاتفاق الواسع على مفاهيم وقيم المساواة والحرية والعدالة والسلام، مضيفا انه من المفروض قبول ميثاق الامم والاعلان العالمي لحقوق الانسان لكن الحرب الباردة والصراع على الموارد ومساعي شعوب العالم الثالث من اجل التحرر من الاستعمار وبناء حياة قائمة على الاستقلال والكرامة الانسانية من جهه ثانية، كل ذلك عطل النظام العالمي الى حد بعيد.
وبدوره ثمن رئيس مجلس امناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين تكرم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد برعاية الدورة الـ 11 لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري.
وقال ان مشروعية اي مؤسسة تأتي من استجابتها لمطالب البيئة التي تعيش فيها وهكذا نشأت المؤسسة استجابة لافتقاد المنطقة أي مركز للشعر مؤسسة هي في العربي يرعى أنشطته فكانت ولادتها إيذانا ببدء عهد جديد للشعر العربي.
وبين ان المؤسسة قبل ان تخطو أولى خطواتها أيقنت أن الشعر العربي لا يمكن قسمته فاحتضنت الوطن العربي على اتساعه وعلمت أن الشعر العربي لا يمكن قسمته سياسيا فتجاوزت كل الانغلاقات الفئوية فانفتحت على الشعر العربي بكل عصوره.
وقال البابطين انه حفاظا على ما تناثر من تراث الشعر العربي أنشأت المؤسسة «مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي» التي افتتحت في العام 2006 لتجمع بين جدرانها كل ما يتعلق بالشعر العربي من دواوين وتراجم ودراسات ورسائل جامعية ودوريات ومخطوطات.
وذكر ان المؤسسة أصدرت معجمها الاول «معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين» الذي ضم في طبعته الثانية 2002 قرابة الالفين من الشعراء الاحياء.
وقال ان المؤسسة انتقلت الى مشروع أكثر طموحا وهو المشروع الذي نحتفل به باصدار معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين الـ 19 والـ 20 وفي هذا المعجم تمت الترجمة فيه لأكثر من 8 آلاف شاعر توزعت في 25 مجلدا، مشيرا الى انه بهذين المعجمين تكون المؤسسة قد قدمت للثقافة العربية أول خريطة للشعر العربي في القرنين الأخيرين تضيء مختلف مساحات الشعر العربي.
وذكر ان من دلالات هذه الدورة انها الاولى التي تعقد في الكويت وهذا برهان على أن الكويت وجدت نفسها في كل دورة عقدت في أي دولة عربية، مشيرا الى أن دورات المؤسسة هي للعرب جميعا ولا وجود للمؤسسة الا وهي ترتدي العباءة العربية التي تحيط بالجغرافيا وبالتاريخ العربيين.
وأضاف ان الدلالة الاخرى لهذه الدورة أن الدورات السابقة تمحورت حول شاعر عربي بارز أما هذه الدورة فإنها تتمحور حول اصدار جديد يضم بين مجلداته الوفيرة أجيالا من الشعراء تضافروا ليبقى عمود الشعر مرفوعا وخيمته تظلل العرب جميعا.
وأوضح انه أمام هذا الانجاز الرائع المتمثل في معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين الـ 19 والـ 20 «أوجه الشكر الى مجالس الأمناء المتعاقبة والهيئة الاستشارية للمعجم وأعضاء مكتب التحرير وفريق المعجم ومئات الباحثين من خلال عملهم الدءوب الذي استمر 11 عاما متواصلة.
وفي ختام الحفل اعلن امين عام مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين المسرحي عبدالعزيز السريع اسماء الفائزين بمسابقة الجائزة لهذا العام وهم الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد والشاعر العراقي يحيى السماوي والشاعرة الاردنية فلسطينية الاصل نبيلة الخطيب.
وقام وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد بتكريمهم، كما كرم ايضا العاملين بمعجم البابطين 11 الذين قدموا سنوات من العطاء لهذا العمل العربي المتميز.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )