دانيا شومان
المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط الذي انطلق العام الماضي في نسخته الأولى تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمشاركــة 200 مختــرع بـ 160 اختراعا من 24 دولة بينهم 30 مخترعا كويتيا شاركوا بـ 48 اختراعا وحصدوا 11 جائزة من جوائز المعرض.
من خلال هذا التقرير، نحاول استعراض ابرز نقاط النجاح التي حققها المعرض العام الماضي، وأبرز المعوقات التي تواجه المعرض الثاني.
استطاع النادي العلمي بهذا المعرض أن يضع اسم الكويت بين الدول المنظمة لمعارض الاختراعات، وهو المعرض الأول من نوعه في الشرق الأوسط، لذا وبدلا من تسميته بـ «معرض الكويت للاختراعات» أطلق عليه النادي العلمي اسم «المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط»، وهو حسبما يقول رئيس مجلس إدارة النادي العلمي ورئيس اللجة العليا المنظمة للمعرض اياد الخرافي ان القصد منه وضع الدول العربية على خارطة التقدم العلمي بين دول العالم، ولم يكن يقصد منه أن يكون محليا وهو ما حدث فعلا، خصوصا مع مشاركة أكثر من جهة إقليمية وعربية وعالمية في المهرجان بشكل رسمي ومن بينها المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومكتب براءات الاختراع الاميركي ومكتب براءات الاختراعات الأوروبي وممثلو معرض جنيڤ الدولي الذي يعتبر أهم المعارض على مستوى العالم.
العمل التطوعي والقطاع الخاص
العام الماضي وفي النسخة الأولى للمعرض، استطاعت اللجنة العليا أن تحشد 150 شابا وشابة من أعضاء النادي العلمي الذين تطوعوا للعمل ليلا ونهارا، وبالفعل كان لمشاركتهم أثر كبير في التنسيق والمتابعة التي ظهرت في حسن التنظيم والترتيب الذي شهد له الجميع في معرض العام الماضي.
وما حدث العام الماضي، في إقامة مثل هذا المعرض الضخم والأول من نوعه، هو المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في دعم المعرض ماديا ومعنويا وبشكل كشف عن الوجه لجميل لشراكة القطاعين الخاص والعام في مثل هذه النشاطات الكبرى.
نشاطات عالمية منوعة
لم يكن المعرض مجرد واجهة عرض للمخترعات ومسابقة واختراعات وحكم فقط، بل ضمت انشطة المعرض عددا من المحاضرات التي بعضها يعقد في الكويت للمرة الأولى ومن بينها محاضرة للمحامي الأميركي المتخصص في تسجيل براءات الاختراع ديڤيد دورتي والذي عمل ولأكثر من 22 عاما مع مخترعين من الشرق الأوسط ساهم خلالها في تقييم 150 اختراعا لمخترعين عرب، حيث انه متخصص في تقييم الاختراعات ومدى جدواها وقام بإلقاء محاضرة مهمة ضمن برامج المعرض والذي وصفه دورتي قائلا انه أمر طيب أن يوجد مثل هذا النوع من المعارض في الكويت والتي هدفت لايصاله إلى جميع بلدان الشرق الأوسط، خاصة مع كل هذه المشاركات.
أما أولى محاضرات مهرجان العام الماضي فكانت لجاي هيرسيرجيل ممثل المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية، وفي اليوم ذاته ساهم مدير مكتب براءات الاختراع الخليجي شايع الشايع، وقام بتقديم شرح واف عن أهداف المكتب الذي يعنى بتسجيل براءات الاختراع في دول مجلس التعاون الخليجي.
مشاركات طلابية
لم يكتف النادي العلمي بالعرض والمحاضرات خلال النسخة الأولى للمهرجان العام الماضي الذي أقيم في الفترة بين 23 و26 أكتوبر من العام الماضي، بل حاول أعضاء اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، وكانت الزيارات الصباحية المستمرة من قبل طلبة المدارس لحضور جانب من النشاطات والاطلاع على صالة الاختراعات بل والالتقاء بالمخترعين وهو ما يقول عنه أمين سر النادي العلمي م. أحمد المنفوحي: «كان هدفنا انه لو وصلنا إلى شخص واحد أو عدة أشخاص ليتأثروا بهذه الاختراعات ويتوجهون اتجاهات علمية لكسبنا بشكل كبير بحيث نكون قد اثرنا ولو في شخص واحد، وكان قصدنا من استقطاب للتلاميذ للقيام بزيارات خلال معرض العام الماضي هو الوصول إلى الشريحة الأهم وأعتقد أن هذه الزيارات أثرت في العشرات».
رؤية علمية تجارية
انطلق المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط بفكرة من النادي العلمي الذي شكل أعضاؤه وآخرون لجنته العليا المنظمة له واللجان المتفرعة عنها، ومن المعروف أن النادي العلمي هو جمعية نفع عام غير ربحية، ومع هذا انطلقت فكرة المعرض علمية في الأساس وهدفها خدمة البلد عن طريق تحويل المخترعات التي يبتكرها طلبة وعلماء وباحثون من مجرد اختراعات إلى منتجات تجارية تعود بالفائدة على البلد بشكل عام، ولذا كانت فكرة انشاء صالة تجمع المخترعين بممثلي الشركات التجارية الراغبة في رعاية المخترعين أو توظيفهم أو حتى شراء براءات اختراعاتهم وتحويلها من اختراعات إلى منتجات تسويقية وهو الأمر الذي دعا إليه ديڤيد دورتي في محاضرته حيث قال: لا يمكن أن يكون الاختراع مفيدا إلا إذا دخل إلى دائرة الإنتاج ودخل دورة تجارية تعود بالفائدة على المخترع صاحب الابتكار والشركة التي تتولى إنتاجه وعلى البلد الذي ظهر منه وعلى البشرية جمعاء كونها ستستفيد من الاختراع الذي لابد من ان يؤدي في النهاية الى خدمة الإنسانية كما حدث مع التلفزيون ومصباح الإضاءة والهاتف والكمبيوتر من قبل، ولذا لابد أن تتم دراسة الاختراعات وتحويلها إلى منتجات عملية تجارية، كما قال دورتي في كلمته التي ألقاها في ثالث أيام معرض العام الماضي، وكان أعضاء اللجنة العليا قد انتبهوا لها كمبدأ قبل إقامة المعرض لذا قاموا بإنشاء مكتب رجال العمال في وسط القاعة التي ضمت نشاطات واختراعات المعرض حتى تجمع المخترعين بأصحاب وممثلي الشركات، وهو ما نتج عنه شراء شركتين لاختراعين عرضا في معرض العام الماضي وتوظيف أحد المخترعين بوظيفة مخترع ومبتكر في إحدى الشركات الخاصة، وكان هذا هو الهدف الذي تم تطبيقه وإن كان بشكل عفوي إلا أنه هذا العام سيختلف الوضع بحيث سيجتمع المخترعون بممثلي الشركات بشكل أكبر وبتوسع أكبر.
60% زيادة عن العام الماضي
وبحسب ما أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمعرض الدولي الثاني للاختراعات في الشرق الأوسط الثاني الذي يقام بين يومي 9 و13 الجاري فإن نسبة المشاركة تبلغ 60% زيادة على العام الماضي بمشاركة نحو 200 مخترع من 35 دولة، وذلك دليل واضح على النجاح الكبير الذي حققه معرض العام الماضي الذي وضع الكويت على خارطة التقدم العلمي، والتي سبق ان وضعت على خارطة التقدم العلمي قبل قيام معرض العام الماضي وذلك بواسطة مشاركة مخترعين كويتيين في مهرجانات ومعارض علمية عالمية وحصدوا جوائز كبيرة فيها، ولعل مشاركة الوفود والمخترعين الكويتيين التابعين للنادي العلمي في معرض جنيڤ الدولي للاختراعات أكبر دليل حيث حصلت الكويت عبر مخترعيها على أكثر من جائزة وميدالية وشهادات تقدير منذ أعوام، وهو ما شجع النادي العمي على التفكير في إقامة المعرض الدولي الأول للاختراعات، وشجع النجاح الكبير الذي حققه العام الماضي على استمرار إقامته للعام الثاني على التوالي، وهذه المرة ستكون النشاطات أكبر والمتطوعين سيصل عددهم إلى نحو 300 شاب وشابة من أعضاء النادي العلمي.
عتب على القطاع الخاص
رغم الحديث عن أن القطاع الخاص يجب أن يدعم النشاطات العلمية المختلفة في البلد إلا أنه ومع اقتراب انطلاقة المعرض الثاني للاختراعات في الشرق الأوسط فإن كثيرا من شركات القطاع الخاص المحلية التي قامت اللجنة العليا المنظمة للمعرض بمخاطبتها طلبا للرعاية لم ترد رغم أن تلك المخاطبات عمر بعضها يصل إلى 7 أشهر ووجهت الى شركات كبرى وشركات حكومية ومؤسسات معروفة، وهو الأمر الذي أعلنه أعضاء عن اللجنة المنظمة العليا للمهرجان في مؤتمرهم الصحافي الأسبوع الماضي وعتبوا كثيرا على الشركات المحلية على تأخرها في الرد.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )