Note: English translation is not 100% accurate
شوقي ولامارتين نموذجان متميزان في حوار الشرق والغرب وتلاقي الحضارات
الجمعة
2006/11/3
المصدر : الانباء
ويلقي الباحث برونيل الضوء على اهتمام لامارتين بالشرق والاسلام واشتراكه مع ثلاثة شعراء فرنسيين كبار جعلوا الشرق مصدرا لإلهامهم العشري، وهم: فكتور هيجو، وجيرار دي نرفال، وآرثر رامبو. ويرجع اهتمام لامارتين بالشرق الاوسط الى مطالعاته لكتب اكتشفها لدى أسرته وخصوصا ملاحم عن بلاد الهند القديمة، ثم امتد هذا الاهتمام الى بحثه عن فلسفة للألم يكون الامل بلسمها، وقد تعمق هذا الاحساس بعد وفاة ابنته جوليا ببيروت عام 1832، حيث واصل رحلته الى سوريا وتركيا والبلقان، وقد تعمق اهتمامه بالشرق بحثا عن خالق الاكوان الله سبحانه وتعالى، كما برز ذلك جليا في قصيدته المعنونة بـ «الصحراء» التي تمتلئ صوفية، وتدعو الى توفيقية دينية.
بينما تحدثت د.ليلى انفار شندوف عن جنون العشق في الادب بين الشرق والغرب وتناولت الباحثة في ورقتها احدى أجمل قصص الحب التي برزت في الثقافة الاسلامية: «قصة قيس بن الملوح» مع معشوقته ليلى.
وتمثل ليلى صورة المعشوقة، و«الجوهرة المكنونة» التي لا يمكن الوصول اليها، وكأنها بجمالها وارتفاعها مرادف «للشمس والنور والقمر».
أما المجنون فهو العاشق نفسه المتعبد في محراب هذا الجمال، فهو يعاني الحرمان والعذاب وفي حالة تخل مطلق عن أي شهوة للجسد لدرجة نكران الذات في حالة أشبه بالتصوف التي ترده الى طبيعته الملائكية.
انه ينسج الحب الحقيقي ويكرس الروح في قصة للحب لا تبغي التملك بقدر ما تسعى الى التسامي بتلك المشاعر النبيلة الى ما سمي بـ «الحب العذري».
وفي الجلسة الثانية: محور شوقي، تحدث د.محمود الربيعي عن أدب شوقي وشعره، حيث تناول عناصر «الكلاسيكية الجديدة» في شعر أحمد شوقي ليجدها متجلية في رؤتيه العامة، وفي نصوص قصائده على السواء.
ومجمل القول في هذه الرؤية انها ترى الكون كلا واحدا، ممتدا متساوقا، جذوره عميقة في الماضي، وسيقانه سامقة في الحاضر، وفروعه في حركة دائبة نحو المستقبل، وهو بهذا كله يصف نفسه حين يقول عن عبدالعزيز جاويش في رثائه له انه «ولي القديم نصير الجديد» هو الشاعر الذي يمجد الماضي تاريخا، وعقيدة، وشعره من هذه الناحية معرض للوحات مضيئة لمئات الاحداث والرجال والقيم التي كونت البنية العميقة للحاضر.
والماضي عنده ليس ميتا وانما هو منظومة تغذي الحاضر وتدعمه فيصبح قادرا على استشراف المستقبل والامتداد فيه، وبذلك يرى الشاعر الكون رؤية متزامنة عناصرها الماضي الملهم، والحاضر الحي، والمستقبل المتخيل.
وتناول الباحث د.فوزي عيسى صورة «الغرب بعيون أحمد شوقي» وتحدث عن المؤثرات العامة والخاصة التي أسهمت في تشكيل صورة الغرب في شعر هذا الشاعر العربي الكبير.
ويلتفت البحث الى بداية العلاقة بين الشرق والغرب منذ زاد احتكاك مصر بأوروبا بعد تولِّي محمد علي حكم مصر في سنة 1806، وما نتج عنه من بدء إرسال المبعوثين الى أوروبا واطلاعهم على مظاهر الحياة والتقدم التي انعكست بدورها على الحياة العقلية والفكرية والثقافية في مصر.
يتبع...
اقرأ أيضاً