أسامة أبوالسعود
أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ورئيس اللجنة المنظمة د.عادل الفلاح ان المجتمعين في المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية أعلنوا توافقهم حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالدعوة والبلاغ وإحياء روح التبشير الصادق لدى المسلمين.
وقال د.الفلاح خلال احتفال اختتام أنشطة المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية مساء أول من أمس ان النصرة مبدأ قرآني محكم، وهي فعل ابتدائي يقتضيه الإيمان والحب وفعل استراتيجي عميق ومستمر.
وأضاف ان هناك مؤسسات وجهات وأفرادا حاولت قدرا من الانصاف، ووقفت مع قضايا العرب والمسلمين والمظلومين عموما موقفا ايجابيا يتسم بالعدالة ومحاولة التفهم ورعاية الحقوق، ولا يستوي هؤلاء مع من يعلن الحرب ويمارس الظلم والعدوان والعنصرية ضد المسلمين، ولهذا علينا السعي لبناء الجسور، ودعم المنصفين وحملهم على المزيد من العمل لنصرة القضايا العادلة والمواقف الايجابية، والدعوة الى تخفيف حدة الخلافات التي تعصف بالصف الإسلامي حول القضايا الفرعية والاجتهادية، مع بقاء المجادلة والحوار بالتي هي أحسن، على ألا يستنزف الوقت والجهد في مسائل مكررة يعاد انتاج الجدل حولها ولا ينتهي، وصرف الجهد والوقت في ميادين هي أحق وأولى، كميدان تبليغ الدعوة والرسالة لغير المسلمين، وميدان صناعة الابداع والتفوق في المجتمع الاسلامي.
وقال الفلاح: ان الاجتماع على المحكم من الدين هو عصمة من الخلاف المذموم، والكليات الكبرى، أو ما يسميه العلماء بـ «الدين الجامع» هي أساس للوحدة وهي أعظم وأرسخ من أي اختلاف فرعي أو اجتهادي.
صورة واضحة
وتابع الفلاح: ان الواجب علينا تقديم صورة واضحة وصحيحة للاسلام، مأخوذة من القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية، لتكون محلا للنشر والبلاغ والترجمة لغير المسلمين، ويمكن الاعتماد هنا على المصحف الكريم وترجماته المتعددة التي نشرها مجمع الملك فهد في المدينة النبوية، وعلى كتاب هذا رسول الله الذي نشرته منظمة النصرة، وحرصت على ان يكون محتواه مما صح عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من أقواله وأفعاله ومواقفه، التي تجلي رسالته وتبين شخصيته بغير لبس أو غموض أو اختزال، أو أي مصدر آخر موثوق في السنة والسيرة.
وأشار الى ان النصرة تكون وفق المبادئ السليمة الهادئة، ومهمة العاملين في ميدانها توجيه مشاعر المسلمين وجهة الفعل الرشيد المنضبط المحقق للمصلحة وتجنب ردود الأفعال السلبية المدمرة، ونصرة صاحب الرسالة ( صلى الله عليه وسلم ) انما تكون باتباع سنته وهديه كما قال تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)، وكما قال ( صلى الله عليه وسلم ): «ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، واستمرارا لهذا النهج فإن على علماء المسلمين ودعاتهم وقادة الرأي فيهم ان يربوا شباب الأمة على العلم الصحيح، والتصرف السليم الملائم، وحمايتهم من الأفكار الغالية التي تؤول الى التفكير والقتل والتفكير، وتضر بواقع المسلمين وتعوق مسيرة البناء والتنمية والدعوة وتطلق ألسنة الشانئين في الاسلام ونبي الاسلام ( صلى الله عليه وسلم ).
النصرة الشاملة
وقال الفلاح: ان النصرة الشاملة انما تكون بنصرة دين الله وأنبيائه ورسله جميعا عليهم الصلاة والسلام، ونصرة الصحابة الصحابة وأزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وآل البيت رضي الله عنهم أجمعين لا نفرق بين أحد منهم، وان تجتمع الأمة على هذه المعاني الرفيعة السامية، وتقتدي بأخلاقهم وسلوكهم (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).
وأضاف: ان دعوة الدول الاسلامية والمؤسسات والجمعيات الى تقديم النموذج الصادق المعبر عن هذا الانتماء، بالاتجاه الى البناء والتنمية والعدالة والحرية المسؤولة، ليكون الوجود الاسلامي قدوة حسنة في ادارة الحياة وحسن التفكير، والقدرة على الاستيعاب، فإن العالم يؤمن بالواقع العلمي المشاهد أكثر مما يؤمن بالأقوال،، واذا تحقق في العالم الاسلامي صورة الدولة النموذجية والمؤسسة النموذجية والفرد النموذجي، فيسكون هذا أبلغ من أي عبارة تقال بشأن الاسلام.
وتابع الفلاح: ان من المهم ان يتم ابراز المضامين الأخلاقية والإنسانية والحضارية لرسالة الإسلام، واظهار المعاني والقيم العظيمة التي جاء بها، والحديث المستفيض.
واشار الى ان الانكفاء والعزلة لا توصل دعوة، ولا تحمي مجتمعا بل هي دلالة على الضعف، وعلامة الخوف، وعنوان الهزيمة وروح الاشفاق والبشارة والنذارة تقتضي دعم التواصل، والتعاون على الخير، وقد شهد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مع المشركين حلف الفضول لانصاف المظلوم وردع الظالم، وقال ( صلى الله عليه وسلم ): «لو دعيت الى مثله في الاسلام لأجبت» كما في الصحيح، فالامة الرشيدة امة ايجابية عالمية، ان دعيت لخير اجابت، وان تركت ابتدأت وبادرت.
ولفت الى انه من الاهمية بمكان ان تقوم المؤسسات العديدة والضخمة المتخصصة بتقديم رسالة الاسلام لغير المسلمين، بجميع الوسائل الممكنة والمتجددة، وان تتعاون هذه المؤسسات فيما بينها، بما يخدم رسالتها العظيمة المقدسة، وان «منظمة النصرة العالمية» لهي واحدة من هذه المؤسسات، قامت لا لتكون بديلا عن اي مجهود سابق، بل لتكون يدا مع تلك الايدي الممتدة بالخير، الداعية الى الله والى دينه، المتعاونة مع جميع العاملين للاسلام، دون تمييز مذهبي، او حزبي، او اقليمي حتى بات العالم يشهد اليوم تواصلا بشريا منقطع النظير، وقد اسهمت التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال والمواصلات في تقريب الهوة بين شعوب العالم.
من جهته اكد نائب الامين العام السابق لمنظمة النصرة العالمية على بادحدح ان المنظمة قامت بالتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت وبرعاية كريمة من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد باقامة المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية تحت شعار «نحو نصرة دائمة» في الفترة من 2 - 4 من نوفمبر الحالي.
وقال بادحدح ان المنظمة حددت اهداف المؤتمر باقرار النظام الاساسي لها، واعتماد هياكلها الادارية، وانتخاب مسؤوليها، وتحديد ملامح الخطة العامة والمشروعات العملية في مجالات النصرة المختلفة، واشهار المنظمة والاعلان عنها، والتعريف بها والدعاية لها، بالاضافة الى ابراز الرسالة الحضارية للسنة النبوية، واطلاق العديد من المشاريع العملية في ميدان النصرة المختلفة الاعلامية والعلمية والاقتصادية.
التوصيات
وبين بادحدح ان المجتمعين خلصوا إلى عدة توصيات:
التأكيد على القيم والمبادئ التي انتهى اليها المؤتمر العالمي الأول لنصرة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والذي انعقد في مملكة البحرين في 22-23/2/1427 هجرية الموافق 22-23/3/2006 ميلادية، العمل على استكمال وضع خطة استراتيجية شاملة للمرحلة المقبلة، للتعريف بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ونصرته عمادها العمل المؤسسي والتكامل والتنسيق بين الجهات العاملة في هذا المجال، وفتح المكاتب التنفيذية الاقليمية لمتابعة العمل وتنفيذ البرامج والخطط، العمل على توفير الدعم المالي لمشروعات النصرة المختلفة التي ستقوم بها المنظمة او المؤسسات والمراكز المختلفة في انحاء العالم وذلك من خلال انشاء وحدة اقتصادية ثابتة تعمل لتحقيق هذا الهدف بالطرق المختلفة، اقامة لقاءات تنسيقية دورية بين المؤسسات والمراكز الاسلامية العاملة ذات العلاقة والمشاركة في اعمال النصرة بحسب البلدان والاقاليم والتخصصات تحقيقا للتكامل وتوحيدا للجهود ودفعا للتعارض والتكرار، انشاء مركز بحوث ودراسات وترجمة متخصص يعنى بإظهار القيم الانسانية والحضارية التي دعا اليها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وذلك من خلال جمع الميراث النبوي في هذا الشأن والعناية به تحقيقا وترتيبا واصدار الدراسات العلمية المتعلقة بجوانبها المختلفة مع الحرص على ربطه بالواقع وتقريبه للناس واظهار ما فيه من جوانب العظمة والكمال والشمول وترجمته الى اللغات العالمية الحية.
وختم بادحدح ان المؤتمرين قرروا رفع برقية شكر لمقام صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد على رعايته الكريمة للمؤتمر ولسمو ولي عهده ولرئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الأمة ولوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية داعين الله تعالى ان يحفظ الكويت وسائر بلاد المسلمين وان يوفقهم الى ما فيه عزة الدين وصلاح الامة بنصرة نبيها محمد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.