عائشة الجلاهمة
بمشاركة ما يقارب 3 آلاف مشارك، انطلق صباح امس ماراثون يوم السكر العالمي الذي نظمته وزارة الصحة برعاية وزير الصحة علي البراك من امام نادي اليخوت وحتى الجزيرة الخضراء تقدمهم وكيل وزارة الصحة د.ابراهيم العبدالهادي ووزير الصحة السابق الشيخ احمد العبدالله وعدد من اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في البلاد وطلاب وطالبات مدارس وزارة التربية، وحمل المشاركون لافتات تدعو الى محاربة مرض السكر والالتزام بالنظام الصحي والتغذية الصحية والحرص على الرياضة.
وقال الوكيل المساعد للخدمات الطبية المساندة د.يوسف النصف ان انشطة الاحتفال بيوم السكر العالمي انطلقت والذي يعبر على ارض الواقع عن الالتزام والارادة والتصميم على مواجهة هذا المرض ومضاعفاته، ولن تتحقق الاهداف المرجوة للقضاء على هذا المرض دون هذا العمل الجماعي المخلص الذي يعبر عنه هذا الحشد الكريم.
واضاف النصف ان هذا الحضور الجماهيري يعبر عن التزامنا بمقررات وتوصيات الجمعية العامة للامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والاتحادات والهيئات والمنظمات الدولية والاقليمية والعربية وتكاتف المجتمع وتوجيه الجهود المخلصة نحو التصدي لمرض السكر.
وقال ان حكومة الكويت ممثلة بوزارة الصحة ادركت اهمية التصدي لهذا المرض، فحرصت على ان تنشئ البنية الاساسية اللازمة لذلك ضمن النظام الصحي الوطني سواء على المستوى الوقائي والتوعية الصحية أو على المستوى العلاجي بالرعاية الصحية الاولية وبالمستشفيات والمراكز التخصصية أو على مستوى التأهيل الصحي.
وذكر ان هذا يدعو للفخر وللاعتزاز فأصبحت عيادات السكر مكونا رئيسيا بمراكز الرعاية الصحية الاولية بجميع المناطق الصحية، الى جانب انشاء وحدات علاج السكر بالمستشفيات والاهتمام بتزويدها بالاجهزة والمعدات الحديثة للتشخيص وللعلاج للتصدي لمضاعفات المرض على اجهزة الجسم المختلفة مثل شبكية العين والكلى والجهاز العصبي والاطراف، موضحا ان تلك العيادات يعمل فيها نخبة من الاطباء المتخصصين والهيئة التمريضية والفنيين الذين نعتز بهم وبعطائهم، كذلك فقد تضمن برنامج عمل الوزارة ضمن خطة التنمية برنامجا وطنيا للتصدي لمرض السكر وفقا لرؤى واضحة واهداف وغايات محددة ومعايير ومؤشرات موضوعية للمتابعة وللتقييم المستمر لتقدم البرنامج.
وذكر ان الدولة قدمت الميزانية اللازمة للبرنامج ضمن الالتزام بتعزيز الصحة وها هو مركز دسمان لعلاج وابحاث السكر خير شاهد على اهتمام القيادة السياسية العليا لمكافحة هذا المرض الذي اقيم برغبة سامية من المغفور له بإذن الله الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، نسأل المولى عز وجل ان يسكنه فسيح جناته ويجزيه احسن الثواب على هذا المشروع وغيره من المشاريع الكريمة.
واشار الى انه بالرغم من النجاحات التي حققتها النظم الصحية في القضاء على الاوبئة والامراض المعدية التي كانت منتشرة في العقود الماضية مثل شلل الاطفال والدفتريا والكوليرا، الا ان انماط الحياة الحديثة التي يغلب عليها الخمول الجسماني والتدخين والاسراف في تناول الوجبات والاطعمة غير الصحية وذات السعرات الحرارية العالية وتراجع تناول الفواكه والخضراوات الطازجة قد أدت الى انتشار زيادة الوزن والسمنة قد ساعدت على ارتفاع معدلات الاصابة بمرض السكر وغيره من امراض العصر الحديث مثل امراض القلب والشرايين والسرطان.
وذكر ان النظم الصحية اصبحت مثقلة بأعباء علاج تلك الامراض ومضاعفاتها التي تؤثر سلبا على خطط التنمية الصحية وترهق الافراد والمجتمعات والحكومات، مضيفا انه آن الاوان للتصدي الجاد لتلك الامراض المزمنة غير المعدية وفي مقدمتها مرض السكر، بالتكاتف والتعاون والمعرفة، ووضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات مع تضافر الجهود للعمل المخلص والجاد لمواجهة التحدي الكبير الذي يهددنا ويهدد الاجيال المقبلة، وهو ما ألمسه جيدا في هذا الحشد الكريم، الذي يجسد جميع هذه المعاني.
وقال: ان المسؤولية ليست مسؤولية وزارة الصحة بمفردها فإن الصحة مسؤولية مشتركة، وتعديل انماط الحياة والالتزام بالسلوك الصحي القويم يحتاج الى العزيمة والارادة الشخصية وتكاتف المجتمع.
وأوضح: ان كانت عوامل الخطورة المؤهلة للاصابة بهذا المرض تزداد بين افراد المجتمع بسبب انماط الحياة الحديثة، فإن هذا التجمع الجماهيري الحاشد الذي نراه اليوم يبعث على التفاؤل ويبشر بالخير وبإمكانية تحقيق الاهداف المرجوة للتصدي للمرض ولقهر مضاعفاته.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )