دارين العلي
قال رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ان لبنان الوطن الصغير استطاع أن يحقق ما لم تحققه دول اكبرى واقوى ولها امكانيات اكبر، مشيرا الى «اننا في الكويت نتذكر ما مر به لبنان من احداث كانت تدمي قلوبنا وكنا وقتها نتطلع لحكمائها، حيث كان ظننا في محله بعد ان استطاع هؤلاء الحكماء اخراج لبنان من الازمة اقوى مما كان».
كلام الخرافي جاء خلال حفل العشاء الذي نظمه رجل الاعمال اللبناني حسن حجيج على شرف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وعقيلته رندة بري بحضور عدد من نواب مجلس الامة ومنهم عدنان عبدالصمد وحسن جوهر والسيد حسين القلاف واحمد لاري وحشد كبير من السفراء والديبلوماسيين المعتمدين لدى الكويت، اضافة الى عدد كبير من الشخصيات وعدد كبير من ابناء الجالية اللبنانية.
واضاف الخرافي خلال الحفل: لبنان اتاح لنا الفرصة كي نفخر ونعتز بعروبتنا ومبادئنا عندما رأينا المقاومة اللبنانية تحقق النصر في أحلك الظروف.
موضحا: اننا عندما كنا نسعد بهذا الانتصار، لم يكن من منطلق طائفي، انما كان من منطلق قومي لشعورنا بأننا حققنا وأرجعنا الايمان بالنصر وامكانية العرب في المقاومة ورد العدوان بعد ان اخزانا التهاون والتردد والتراجع .
مشددا على اننا نسعد دائما بكل من يمثل لبنان، فما بالكم اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ورحب رئيس مجلس الامة برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قائلا: باسمي وباسم زملائي اعضاء مجلس الامة أرحب بالصديق العزيز بين اهله واخوته وذويه واهل لبنان المتواجدين في الكويت.
مشيرا الى: انني أرحب من منطلق الحرص على ان يتواجد مثل هذا الرجل بيننا وفي هذه الظروف الصعبة التي نحتاج من خلالها لمثل خبرته وحكمته وحرصه على وحدة الصف العربي.
بدوره حمل رئيس مجلس النواب اللبناني للكويت من لبنان اهالي الفلاحين في موسم القطاف من الارض الطيبة تحيات المحبة التي تشرق في عيون الشيوخ والاطفال والنساء الذين سكنوا في منازلهم التي اعادوا بناءها بفضل الكويت.
وقال: «للكويت من لبنان نشيد الذاكرة وعناقيد الوفاء والضوء الأنيق الذي يزدهر في اعماقنا، للكويت ولكم وابناء الكويت ويا ابناء لبنان تحية الصوت والصدى والوقت والمدى ولكم من لبنان حبوب المطر الأليف وسؤال الشوق وشغف الحنين.
ولكم من لبنان المودة والسلام وبعد،
واضاف: «وأقول وقد تجاوزنا كل المحن تقريبا والفتن وها نحن قد أرلنا قبل ذلك آثار الحرب الاسرائيلية نعم هزمنا اسرائيل.
وقد تمكنا بفضل ثقتنا بأنفسنا وثقة اشقائنا وأصدقائنا تمكنا من بناء ووضع اتفاق الدوحة بعد اتفاق سابق في السعودية وهو الاتفاق الذي ننشد تنفيذه ونحن اكثر ثقة بالمستقبل وان ربيع لبنان يستمر وان الاشقاء العرب سيتمكنون من بناء الثقة في علاقاتهم بعضهم ببعض من اجل مستقبلهم ودائما من اجل فلسطين ومن اجل لبنان.
وعلى المستوى السياسي اللبناني اكد الرئيس بري وجود التزام من جميع الاطراف بالسير في طريق المصالحات ودعم الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية، مشددا على ان لبنان على المستوى الاقتصادي بمنأى عن ازمة الاسواق المالية وان الامن المالي مستتب في لبنان بسبب المخزون الذهبي الذي يملكه لبنان والذي يمنع القانون استخدامه دون تفويض من مجلس النواب، اضافة الى السيولة في البنك المركزي، والتي تعد الاعلى في تاريخها.
واعتبر ان لبنان المقيم والمغترب والرسمي والشعبي مدعو الى رصد السياسات التي تؤدي لخفض العجز التجاري ومراجعة السياسة الضريبية تجاه سياسة تتم بالعدالة الاجتماعية والاصلاح في القطاع العام وخصخصة بعضها بدءا من الكهرباء وتحديث الادارة وزيادة كفاءتها.
ودعا الى رفض كل انواع العصبية واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف وانتخاب النهج المقاوم في مواجهة العدوانية الاسرائيلية مع الاشارة الى ان اسرائيل انجزت قبل 10 أيام ثاني اكبر مناورة في تاريخها على مستوى القوة العسكرية لقواتها في تجربة لاجتياح لبنان وسورية.
وأضاف: اؤكد اكثر من اي وقت مضى التزامنا بمشروع المقاومة الذي دعا اليه إمام الوحدة الوطنية السيد موسى الصدر، مشيرا الى انه لابد من الاستعداد للدفاع عن النفس بعد التهديد الذي توجهه إسرائيل للبنان والأمة، وقال: من الكويت العزيزة توأم لبنان ادعو الحكومة الكويتية الى اعطاء اللبنانيين الأولوية في فرص العمل وادعو اللبنانيين الى زيادة الالتزام بالقوانين والأنظمة الكويتية المرعية لأن استقرار لبنان مماثل لكل دولة عربية خصوصا الكويت التي لم تتخل يوما عن لبنان.
وشكر باسم مجلس النواب اللبناني وجميع اللبنانيين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده ومجلس الأمة بشخص رئيسه جاسم الخرافي على المنح الخاصة للمساعدة في شؤون إعمار ما دمرته اسرائيل في حربها عام 2006 وتكليف الصندوق الكويتي بإدارة هذه المنحة والإشراف على تنفيذ المشاريع والمساهمة في مساعدة المتضررين في 25 بلدة و12 مجمعا سكنيا في بيروت، مشيرا الى تنفيذ المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية والمدارس وتأهيل المتاحف وتجهيز المكتبات والاستشفاء والمراكز الصحية والخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والمراكز الاجتماعية وانشاء الطرق وهي مشاريع شملت كل لبنان من الشمال الى الجنوب.
صاحب الدعوة رجل الأعمال اللبناني حسن حجيج رحب بالرئيس نبيه بري وعقيلته: في واحة العرب وبحر وبر العرب، ومركب أحلام العرب الكويت العزيزة، التي سبق واصابتها عيون الحاسدين بالعين، ووقفت على منظار نظام الديكتاتور البائد في العراق، ويومها كنتم يا دولة الرئيس نعم الصديق والشقيق وقت الضيق فانتصرت الكويت.
وصف حجيج الرئيس بري بأستاذ المقاومة ومدرسة القانون، ومحامي العدالة وشاعر الضوء والحب والحفل والأيادي الخضراء وعقيلته باليد المبلسمة للجراح والأم الحاضنة لوجع المتألمين والأمل الذي يحول الإعاقة الى طاقة وسيدة المهرجانات وحامية التراث والاثار.
وتوجه حجيج بالشكر الخالص الى الكويت والى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الشيخ نواف الاحمد وحكومة الكويت ومجلس الامة ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي على دعوتكم وهو الاكثر صداقة للرئيس بري والاكثر محبة وهو الكويتي الاصيل والمشرع واللبناني في ممانعته ومحبته الناضجة.
ولفت حجيج الى ان الرئيس بري حمل أسس الحوار والوفاق ومشى طريق الجلجلة لاستعادة سلام لبنان، فيما كان الجميع يجمع وسائل الاختلاف وسلاح الخلاف وكاد ان يأخذ لبنان الى الفتنة، فكان لحكمة الرئيس ولزاد الامل والتفاؤل بالغد المشترك الاثر الكبير في صمود اللبنانيين وفي منع التوتر السياسي والطائفي والمذهبي من التحول الى فتنة، وكان لانحياز الاشقاء العرب وفي الطليعة الكويت الى موقفه الاثر المهم في سلوك الطريق الى الشقيقة قطر وصياغة اتفاق الدوحة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )