مريم بندق
لعل اهم ما في احتفالات تكريم المعلمين التي يتوجها ويشرفها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بحضوره هي تلك الكلمات السامية الذهبية التي يوجهها سموه للمعلمين والتي تخرج من قلبه الكبير فتصل مباشرة الى قلوب وعقول المكرمين.
ان كلمات صاحب السمو الامير المعبرة عن الامتنان والشكر لعطاءاتهم والاعتراف بجهودهم المشجعة والدافعة لزملائهم لبذل المزيد من العطاء لصالح مستقبل الكويت يحتفظ بها كل مكرم كعقد لؤلؤ على صدره فيزيده جمالا وهو يختال به فرحا سعيدا وسط زملائه الذين ينظرون اليه فتتضاعف جهودهم وتنطلق عزيمتهم لتتحقق احلامهم بلقاء صاحب السمو الامير في الاعوام المقبلة.
في احتفال جمعية المعلمين للسنة الخامسة على التوالي والذي اقيم امس على مسرح الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تحت عنوان «شكرا معلمي» احس كل معلم ان صاحب السمو الامير يخصه بهذه الكلمات السامية الذهبية حيث حرص سموه على ان تشمل نظرات التقدير معلما معلما والذين التفوا حوله في حب وافتخار معبرين ومقدرين وشاكرين تفضل سموه بحضور الاحتفال ومتمنين لو استطاعوا نقل تسجيل صوتي لكلمات سموه السامية الذهبية الى زملائهم في الميدان، داعين اللجنة المنظمة لتنفيذ ذلك في الاعوام المقبلة.
وكان الاحتفال قد بدأ بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها القت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح كلمة قالت فيها: انه لشرف عظيم يا صاحب السمو ان يحظى ابناؤكم المعلمون والمعلمات للمرة الثانية خلال شهر واحد بكريم اهتمامكم وشرف حضور سموكم للاحتفال بتكريمهم، فها انتم يا صاحب السمو اليوم بعدما اسبغتموه عليهم في حفل وزارة التربية من تشريف، ها انتم بهذا الحرص السامي على تشريف حفل جمعية المعلمين الكويتية تؤكدون تقديركم السامي لرسالة المعلم واهتمامكم غير المسبوق بدوره ورعايتكم المتواصلة لمسيرة التعليم في وطننا العزيز وتوفير كل اسباب الارتقاء والتقدم لها.
واننا يا صاحب السمو لنتوجه الى الله تعالى شاكرين ممتنين، اذ هيأ لوطننا العزيز بفضل قيادتكم وحكمتكم ما يحقق له اسباب التقدم والارتقاء والازدهار، وما يجعل الكويت في طليعة الدول المعنية بالشأن التعليمي العناية التي تتناسب مع كونه البوابة الحقيقية للتقدم في شتى المجالات، وانه المدخل الطبيعي لاستيعاب مستجدات العصر ومستحدثاته، وانه الوسيلة المثلى للاستشراف الناجح لآفاق المستقبل، واننا يا صاحب السمو باسم جموع المعلمين والمعلمات والاداريين والاداريات بمؤسساتنا التربوية لنرفع الى مقام سموكم الكريم اصدق آيات الشكر والامتنان لما شملتموهم به من تكريم ورعاية غير مسبوقين.
وانهم يا صاحب السمو ليعاهدون سموكم ان يكونوا عند حسن ظن وطننا العزيز بهم اخلاصا للعمل وحرصا على اتقانه، وسعيا الى تطويره، وعملا على ان يكونوا ابناء عصرهم استيعابا لمستجداته العلمية ومستحدثاته التكنولوجية واصرارا على الوفاء بمسؤوليتهم في اعداد ابناء الوطن لمستقبل تصنعه العقول الواعية ويصوغ ملامحه في كل امة ابناؤها العلماء ونشؤها المبدعون القادرون على استيعاب ثمار العلم وفيض عطاءاته.
اما انتم ايها الاخوات المعلمات والاخوة المعلمون المكرمون اليوم فان كلمات الشكر لا توفيكم حقكم جزاء ما قدمتم لابناء وطنكم من خير وانتم دائما موضع الاجلال والاعتزاز والتكريم منا جميعا في وزارة التربية ومن المجتمع كله، ويكفيكم فخرا ايها الاخوة والاخوات انكم قد فزتم بشرف التقدير والتكريم السامي من صاحب السمو الامير المفدى وكل اركان الدولة.
ثم القى رئيس مجلس ادارة جمعية المعلمين الكويتية عبدالله الكندري كلمة قال فيها: من جديد يعود اليوم العالمي للمعلم لتكريم نخبة من الزملاء والزميلات من اصحاب الفضل والعطاء.
من جديد يعود اللقاء ويتجدد مع الوالد والقائد صاحب السمو الامير ليؤكد دور المعلم ورسالته السامية وحقه في التقدير.
من جديد نؤكد في جمعية المعلمين اننا على العهد في دعم المعلم ورسالته ودوره ولن نتوانى في ذلك مما وسعنا الجهد.
السادة الحضور اعضاء مجلس ادارة جمعية المعلمين أرحب بكم وأشكركم على تلبية دعوتنا لحضور حفلنا تقديرا منكم للدور الذي يلعبه المعلم في الارتقاء بالعملية التعليمية وصنع المستقبل الزاهر للبلاد الذي لن ينهض إلا بسواعد أبنائه ورؤية تعليمية واضحة المعالم بعيدا عن الارتجال الذي نعاني منه في مختلف الجوانب التنموية فزادت حيرتنا وضاعت بوصلتنا ولكن برغم ذلك لن نفقد الأمل وسنظل نعمل ونجتهد حتى نصل ببلدنا الى مصاف الدول المتقدمة ونظامها التعليمي لأفضل الأنظمة التعليمية ونحن على ثقة من ذلك بان ثقتنا في قيادتكم الحكيمة يا سمو الامير ستصل بنا الى بر الامان باذن الله.
تقدير أهل العلم
وألقى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في بيت التمويل الكويتي بدر المخيزيم كلمة قال فيها: يطيب لي تلبية الدعوة الكريمة من جمعية المعلمين والقائمين عليها ولأعبر في كلمتي هذه عن مدى تقديري لأهل العلم من المعلمين والمعلمات، حيث ان مهنة التعليم تحوطها هالة من القداسة منذ القدم فهي مهمة الأنبياء والرسل وحيثما ذكر المصلحون الاجتماعيون يأتي المعلمون في رأس القائمة وقد جاء في كتاب الله تعالى آيات عدة تدل على فضل العلم والعلماء منها قوله تعالى في الآية رقم 9 من سورة الزمر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب).
ومن السنة النبوية قال رسول الله ژ: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل له طريقا الى الجنة، وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وان العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العبد كفضل القمر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
وما يزيد من أهمية دور المعلم في وقتنا الحاضر ان وظيفته لم تعد تقتصر على نقل المعلومات الى المتعلمين بل انها أصبحت تتطلب منه ممارسة دور القيادة والتخطيط للتدريس وتصميمه والإشراف عليه والحث على البحث العلمي والتهذيب الأخلاقي لشخصيات المتعلمين.
كما ان المعلم الغيور على مصلحة الوطن لابد ان ينمي في عقول وأفئدة المتعلمين أهمية بل ضرورة الحفاظ على وحدة الوطن ودرء كل ما يفرق بين أبناء المجتمع الواحد والنفور الشديد من بذرة الفتن والتعصب كما حذر نبي الرحمة ژ أمته من تلك التفرقات والتحزبات عندما قال: «ذروها فانها ذميمة».
كما ان المعلم الغيور يقدم المعاني الجميلة للمتعلمين على طبق من ذهب تلك المعاني السامية المتعلقة بالمحافظة على الصلاة وبر الوالدين واحترام الكبير والحفاظ على ممتلكات الآخرين وأموالهم كل ذلك يصب في شعار تتويج العلم النافع بالعمل الصالح.
ونحمد الله سبحانه ان مكننا في بيت التمويل الكويتي من ان نقدم مساهمات تلقى استحسانا وثناء حيث تم تخصيص ميزانية سنوية للمساهمة في دعم التربية والتعليم وذلك على النحو التالي: مساعدات صرفت للمدارس والجامعة لدعم نشاطها التربوي والتعليمي، المساعدة السنوية لمشروع رعاية طالب العلم بالامانة العامة للأوقاف، المساعدة السنوية لمشروع كفالة طالب العلم في بيت الزكاة، دعم الصندوق الخيري لتعليم الاطفال المحتاجين، ادارة التعليم الخاص بوزارة التربية، ابتعاث عدد من الطلبة في بعثات دراسية خارج وداخل الكويت، شراء أجهزة كمبيوتر وآلات تصوير ووسائل تعليمية للمدارس بواسطة ادارة العلاقات العامة لـ «بيتك».
ان العلم والتعليم وتربية النشء عماد رقي الأمم وتحضرها وسلاحها لمواجهة صعاب الحاضر وتحديات المستقبل ويقاس تقدم المجتمعات بحجم ونوعية التعليم الذي تقدمه لأبنائها.
وختاما أسال الله العلي القدير ان يبارك في جهود المخلصين العاملين لرفعة الكويت وتقدمها وان يحفظ الله بلدنا وشعبنا من كل مكروه ويسدد على طريق الخير خطى قادتها انه سميع مجيب.
ثم ألقت رئيسة اللجنة التحضيرية العليا للمهرجان فاطمة الزير كلمة قالت فيها:
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض والشكر لله سبحانه على نعمة الآباء والأمهات التي أتمها بنعمة البنين والبنات وما بين حنان الوالدية ووفاء الذرية نتنسم نسيم عطاء المعلمين والمعلمات ومن يتأمل مياه البحر يدرك العطاء الحقيقي ومن يتأمل عطاءكم يدرك معنى مهرجان «شكرا معلمي».
وفي نهاية الحفل تم تقديم هدية تذكارية الى راعي الحفل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بهذه المناسبة.
هذا وغادر سموه رعاه الله مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )