أسامة أبو السعود
- الشعيب: المشروع هو الأول من نوعه على مستوى مساجد الكويت وتم إنتاج العديد من الأشجار المثمرة بدون مواد كيميائية
- المحيطيب: جهاز مايكروفاست أثبت قدرة فائقة في معالجة مياه الصرف لتصلح للزراعة من دون أي رواسب أو روائح كريهة
نجح قسم الزراعة في إدارة مساجد حولي ولأول مرة بالكويت في تقديم احدث الحلول البيئية لمعالجة مياه الصرف الصحي عن طريق تكنولوجيا متقدمة ومعتمدة من أعلى الجهات العالمية.
وأقامت الوزارة ممثلة بإدارة مساجد حولي صباح أمس حفل تدشين مشروع إعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامات الزراعة وصناديق الطرد بمسجد الشيخة سبيكة الصباح بمنطقة حولي تحت رعاية وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح الذي أناب عنه وكيل وزارة الأوقاف المساعد لقطاع المساجد وليد شعيب.
أكد الشعيب في تصريح للصحافيين ان هذا المشروع يعتبر الأول من نوعه على مستوى مساجد الكويت بإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي باستخدام جهاز مايكروفاست الأميركي وهو جهاز صغير جدا صديق للبيئة وتتم إزالة جميع المواد العضوية الموجودة بمياه المجاري وتصفيتها لتكون صالحة لري المزروعات ونجح قسم الزراعة في مساجد حولي في اعادة الاستفادة من تلك المياه بزراعة مساحات كبيرة من ساحات المسجد وتم انتاج العديد من الأشجار المثمرة باستخدام المياه المعالجة وهذا هو المشروع الثاني لمساجد حولي بعد افتتاح مشروع مسجد المدعج في السالمية عن طريق اعادة استخدام مياه الوضوء للزراعة بدون مواد كيميائية.
وأشار الى ان هذه التجارب ناجحة ولم يتم اكتشاف أي أضرار للبيئة ولا على المستخدم فتنتج مياه صافية وستعمم الفكرة على جميع المساجد في المحافظات، مؤكدا على أن هذا المشروع تم بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث ووزارة الأشغال والكهرباء ومشاركة المهندسين في أقسام الزراعة بمختلف ادارات المساجد للاستفادة من المشروع.
معالجة بيولوجية
بدوره أشاد مدير إدارة مساجد محافظة حولي د.خالد الحيص بجهاز (مايكروفاست الأميركي) الذي يقوم بمعالجة مياه الصرف الصحي بيولوجيا، دون استخدام اي نوع من الفلاتر التقليدية او اضافة اي مواد كيميائية حيث يمكن إعادة استخدام المياه الناتجة بعد عملية المعالجة في الري الزراعي وفقا لمعايير الكويت.
وأضاف الحيص أن من مميزات نظام المعالجة انه يمكن وضعه فوق أو تحت الأرض وبأحجام متعددة حسب الحاجة، ولا تنتج عن عملية المعالجة أي رواسب أو روائح كريهة أو أصوات مزعجة مما يجعله جهازا مثاليا لجميع الاستخدامات وهدف الإدارة من هذا الموضوع هو تطبيق رؤية الحكومة الرشيدة في توفير المياه واستخدامها الاستخدام الأمثل، وكانت الوزارة متمثلة بقسم ترشيد الكهرباء والماء لها السبق في انجاز مثل هذا المشروع الناجح حيث تمت تجربته في إحدى إدارة مساجد محافظة حولي (مسجد الشيخة سبيكة) لمدة تجاوزت الـ 9 اشهر وأثبت نجاحه من خلال تجربته، وبعد هذا النجاح الباهر سيتم تعميم هذا المنتج على باقي مساجد الوزارة.
ترسيخ مفهوم إسلامي
من جانبه أكد رئيس قسم الزراعة بإدارة مساجد حولي عبدالرحمن العبيد أن الإدارة دشنت مشروع إعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامات الزراعة وهذا المشروع الذي تم تطبيقه في مسجد الشيخة سبيكة الصباح يمثل تفعيلا وترسيخا لمفهوم إسلامي عظيم بحفظ الموارد المائية وحسن استخدامها وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف حتى في مياه الوضوء ويمثل المشروع تعاونا وشراكه داخلية مع الشركات والأفراد التي تستهدف حماية البيئة وسيتم احتساب الكميات المعالجة من مياه الصرف بعد التشغيل حيث سنبدأ أخذ القرارات بالتعاون مع جهات علمية متخصصة.
وأكد العبيد أن المشروع يمتاز بصغر حجم جهاز المعالجة واعتماده على النظام البكتيري لمعالجة الصرف الصحي ويخلو من الأجزاء المتحركة ولا تنتج عنه روائح أو ضجيج أو مخلفات وهو صديق للبيئة لعدم استخدامه أي مواد كيميائية وناتج المياه المعالجة يكون صالح للزراعة والغسيل.
وأوضح العبيد ان هذا المشروع واحد من ضمن 3 مشاريع نفذها قسم الزراعة بإدارة مساجد حولي لترشيد استخدام المياه في المساجد منها مشروع معالجة مياه الصرف الصحي ومشروع استخدام الجرار الفخارية لري الأشجار لتوفير 70% من مياه الري ومشروع إعادة استخدام مياه الوضوء للزراعة وهي من أصل 16 مشروعا زراعيا ينفذها القسم لأول مرة على مستوى قطاع المساجد وكل هذه المشاريع تصب في صالح تنمية البلد وحفظ مواردها محققين من خلالها قيم الوزارة ورؤيتها ملتزمين التعاون والإبداع الخلاق.
سياسة الترشيد
بدوره أكد ممثل شركة ابسكو، دعيج المحيطيب (الشركة المنفذة للمشروع) أن جهاز ميكروفاست حاصل على براءة اختراع من الولايات المتحدة الأميركية واثبت قدرة فائقة في تحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة للزراعة ويتماشى مع سياسة الدولة في ترشيد استهلاك المياه.
يذكر أن البداية كانت عند قسم ترشيد استهلاك الكهرباء والماء بمراقبة الدراسات الهندسية بقطاع المساجد، الذي قام بدراسة خاصة بهذا الصدد وتوصل الى تجربة عملية والتي تمت في مسجد سبيكة الصباح، وذلك بمتابعة وإشراف قسم الزراعة بإدارة مساجد حولي.
وقال مراقب الدراسات الهندسية م.عبدالله المسباح إن هذه التجربة هي ثمرة تعاون بناء بين قسم الترشيد وقسم الزراعة، مشيرا إلى أن قسم الترشيد قام بدراسة التقنيات التي تساعد في ترشيد المياه من طريقين، الأول: تخفيض الاستهلاك عن طريق تقنيات خاصة، والثاني: إعادة تدوير مياه الوضوء أو مياه الصرف الصحي.