أسامة أبوالسعود
رفض عدد من علماء الشيعة رفضا قاطعا البيان الذي اصدره عدد من المثقفين الشيعة، واعلنوا رفضهم لما سمي بـ «الدعوة لتصحيح مسار أبناء الطائفة الشيعية في الوطن العربي وإلغاء نظام المرجعيات وولاية الفقيه».
وفي هذا الإطار، قال العلماء احمد حسين ورجب علي رجب وهاني شعبان لـ «الأنباء» انهم يرفضون هذا الطرح.
بداية، اوضح رجب انه يعرف عددا ممن اصدروا البيان من البحرين شخصيا، وشدد على ان قضية المرجعية والخمس من القضايا الفقهية التي وردت بها الروايات والآيات القرآنية وأحاديث عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وآل البيت في موضوع ولاية الفقيه.
من ناحيته، قال الشيخ احمد حسين «اننا نحترم البحث العلمي الذي يهدف الى التنوير والتجديد ولكن ينبغي ان تنطلق مثل هذه الدعوات من منطلق علمي بحثي منهجي يهدف الى تجديد حقيقي من خلال الأدوات العلمية التي تحقق ذلك ووفق منهجية صارمة واضحة المعالم تؤسس لمثل هذا الفكر التجديدي».
وتابع قائلا «ولاشك في ان الدعوة الى التجديد الفكري والفقهي تعتبر نشاطا لابد من القيام به دون استباق للنتائج وإعلان عن الممارسات في الصحافة وغيرها مما قد يسبب حالة من زعزعة العقائد وانتشار اللامنطقية في الفكر الإسلامي».
وأضاف حسين «وانني اذ احترم المحاولات العلمية الجادة لتحقيق هذه الغاية فإنني احذر من مغبة الدخول في قضايا وبحوث لا يمتلك البعض المقدرة العلمية اللازمة لتحقيق ذلك، واعتقد ان مثل هذه الدعوات التي تنتشر بين الحين والآخر تفتقد الشيء الكثير من الالتزام المنهجي والعلمي ولكنني لا ادعو الى مصادرة الحريات الفكرية بل أشجع عليها مادامت في إطار المنهجية المعتبرة.
وبالمقابل اجمع رجب وحسين ومعهما الشيخ هاني شعبان على دعوة المرجع الشيعي الأعلى السيد محمد حسين فضل الله حول التقارب بين المذاهب الاسلامية السنة والشيعة وتحريم التعرض للصحابة وأمهات المؤمنين والإساءة اليهم، وأكد عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وعضو اللجنة الشرعية للوقف الجعفري د.احمد حسين على اهمية احترام الرموز الاسلامية وعدم التعدي على مشاعر المسلمين واحترام آل بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحاب النبي الذين يمثلون الرعيل الأول للحضارة الإسلامية التي رسخت قيم التعايش مع الآخر واحترام الأديان وعدم التعدي على مقدسات الآخرين.
واضاف حسين «ولاشك في ان الموقف الشرعي لآل البيت ينطلق من الالتزام بالحق وقول الصدق واحترام العقل وعدم استخدام أساليب غير عقلانية في النقاشات العقائدية والدينية وحرم أمير المؤمنين الإمام علي سب الخارجين عليه وأرشد أصحابه الى النقد الايجابي.
وتابع قائلا «ولذلك فنحن نحترم أتباع جميع المذاهب الإسلامية واطروحاتهم وينبغي عليهم ايضا احترام أتباع المذهب الجعفري وعقائده».
ووصف حسين دعوة السيد فضل الله بأنها دعوة مباركة لأنه يمثل قيمة اسلامية علمية تنويرية عالمية.
من جانبه اكد الشيخ هاني شعبان ان قضية المعايشة والتعايش والتقريب بين المذاهب كانت موجودة في السابق، وأهل البيت كانوا يعيشون هذا الدور منذ ما يقارب 1400 سنة، مشددا على ان هذا التراث العريق لا يمكن ان نأتي في لحظة ونقول اننا يمكن ان نشطبه او نصحح بعض ثوابته.
ودعا شعبان الى ما يمكن وصفه بـ «فهرس لصحابة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، مشيرا الى انه لا يمكن وصف كل من رأى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالصحابي.
وشدد على ان التقريب بين المذاهب أمر محمود لافتا إلى أهمية احترام كل طرف لمذهب وفكر وعقيدة الآخر.