في منتصف مشواره الدراسي وبينما كانت الأحلام تكتمل وتأخذ شكلها النهائي أجبرته الظروف الاقتصادية والاجتماعية على أن يترك أسوار المدرسة ويلتحق بوزارة الداخلية ليواجه تلك الظروف ولا خيار إلا العمل والكسب فالمتغيرات التي تواجهنا في كثير من الأحيان تجبرنا على طريق واحد لا مفر منه، وقد جمع بالإضافة إلى وظيفته بوزارة الداخلية وظيفة أخرى في شركة مركز سلطان، وكانت المعاناة تفوق حد الاحتمال فالحياة أصبحت مجردة للعمل.
بعد مرور 10 سنوات على انقطاعه عن المدرسة وبعد أن رأى عايض أبوخوصة العتيبي الكثير من أبناء جيله يحملون الشهادات ويتقلدون المناصب ويتباهون بما لديهم اجتاحه الحنين إلى تلك الأيام الدراسية الجميلة خصوصا انه واحد من الطلبة المتفوقين لكن الوقت متأخر ولم يبق أمامه إلا خيار واحد وذلك أن يكمل تعليمه بنظام المنازل وهذا ما لجأ إليه وقد بذل قصارى جهده لتكون النتيجة تفوقا يؤهله لاستكمال مشوار الأحلام والأماني.
ومباشرة التحق بجامعة الكويت قسم العلوم السياسية وطالما كانت السياسية تغريه بما فيها من أفكار وآراء لا حصر لها، وقد استطاع أن يوسع دائرة العلاقات الاجتماعية من خلال الدراسة الجامعية بالإضافة إلى خوض تجارب عديدة في العمل النقابي والاجتماعي والذي يعتبر أهم ما يميز الدراسة في جامعة الكويت حسب وجهة نظره، ولعل السنوات التي قضاها في الجامعة من أمتع السنوات في عمره لأن الحياة في تلك المرحلة كانت أخف وطأة من الحياة فيما بعد خصوصا مع كثرة التجارب وتعدد الممارسات.
أما العمل في وزارة الداخلية فقد سار على وتيرة بطيئة لا تتناسب وطموحاته إذ يقول (وجدت العمل في وزارة الداخلية غير مناسب للمبدعين) وأما العمل في القطاع الخاص بشركة مركز سلطان فقد كان مصيره النجاح والتألق فقد انتقل ضيفنا وتدرج من موظف بسيط إلى أن أصبح رئيسا تنفيذيا في الشركة واستطاع ان يقوم بتأسيس شركة أمنية تقدم العديد من الخدمات ولم يكتف بهذا وحسب بل استطاع أن ينجح بإدارة العديد من الشركات التابعة لمركز سلطان.
خلال هذه الرحلة الوظيفية المميزة جاءه العديد من العروض الوظيفية لكنه يرى أن الإنسان هو الذي يصنع المال، والمال لا يصنع الإنسان، ومادام الانسان أخلص وتميز بالعمل سيجد من يقدره، لهذا آثر البقاء بعيدا عن التفكير في العروض والمغريات.
عايض أبوخوصة يحكي لنا رحلته بداية من تعثره الدراسي وانقطاعه مرورا بالعمل الحكومي ثم انتقاله إلى القطاع الخاص وتألقه، فإلى التفاصيل:
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )