بشرى الزين ـ بيان عاكوم
بعد أن عاشوا لحظات من الرعب والقلق، لن تمحى من ذاكرتهم طوال حياتهم عاد مواطنونا الـ 11 الذين كانوا ضمن المحتجزين داخل الفندقين اللذين شهدا الاعتداءات الإرهابية في عاصمة المال الهندية مومباي، ورأوا الموت بأعينهم، فالنيران كانت تحيط بهم من كل جانب والجثث التي كانت ملقاة هنا وهناك اصابتهم بالرعب ولا منقذ لهم إلا العناية الإلهية، التي لفتهم، حتى وصلوا مساء أمس إلى أرض الوطن سالمين، على متن طائرة اميرية بتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بعد أن تابع سموه أوضاعهم منذ اللحظة الأولى لوقوع الهجمات الارهابية.
وكان سموه اعطى التوجيهات لوزارة الخارجية التي أنشأت غرفة عمليات لمتابعة التطورات والعمل على طمأنة ذوي المحتجزين بالاتصال الدائم مع قنصليتنا في مومباي، منذ بداية الهجمات وحتى تحرير الرهائن.
وكانت لفتة طيـبة من القــيادة الســياسية كعادتها دائمــا ان تسرع الى تأمــين ابــناء الكويت، فلن ننسى الطائرة الخاصــة لعودة الديبلوماسي الذي تعرض للاعتداء في ايران، كما لن ننسى الجسر الجوي لاجلاء مواطنينا في لبنان خلال فترة الاعتداءات الاسرائيلية والتوترات السياسية هناك.
ولدى وصول العائدين من مومباي إلى أرض المطار عبّرت الشيخة سعاد الصباح كريمة الشيخة أمثال الأحمد عن فرحتها الغامرة بالعودة إلى أرض الوطن.
وتذكرت خلال وصولها إلى أرض المطار الساعات العصيبة التي عاشتها وزوجها أثناء التفجيرات الإرهابية في مومباي ومحاصرة الفندق الذي كانا يقيمان فيه، مشيرة الى طريقة خروجهما من مكان الحدث بمفردهما وسط دخان كثيف، بالإضافة الى الظلام الذي كان يلف كل أرجاء الفندق.
وأشادت بالجهود التي بذلتها الحكومة الكويتية بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد واهتمام سموه بأبنائه سواء داخل الكويت أو خارجها، لافتة الى التسهيلات التي قدمتها سفارة الكويت من نيودلهي خاصة في مبادرتها بفتح خطوط اتصال مباشر مع جميع الذين كانوا محتجزين في الفنادق التي حدثت فيها التفجيرات.
من جانبها، عبرت حصة الحديد في حديث للصحافة عن خوفها خلال تواجدها في الفندق مع زميلاتها وقالت «لا ندري ماذا كان يحصل في الأسفل ولكن التزمنا غرف الفندق».
وأضافت: «لقد كانت أيام موحشة انقطعت عنا الماء ثم الكهرباء وكذلك الطعام، حيث كنا نأكل بعض الفاكهة فقط».
وعما رأته بعد خروجها من الفندق قالت: «شاهدنا بعض الدمار وكذلك آثار للدماء».
اما ناهد المشاري فقد عبرت عن سعادتها بالعودة وقالت: «أنا سعيدة بوجودي بين أهلي هنا بعد مدة قضيناها من الخوف داخل الفندق».
وتابعت وهي تلقي التحيات والقبلات على أهلها وأصدقائها «ساد الخوف أرجاء المكان ولكن نحمد الله ان وزارة الخارجية وقنصليتنا في مومباي كانتا على تواصل معنا لحظة بلحظة للاطمئنان علينا وتوفير جميع احتياجاتنا».
الكويت كلها حاضرة
المشهد أمس كان مختلفا.. نعم لم تكن تلك القاعة الأميرية التي نشهدها دائما، حيث الهدوء كان يسود أرجاء المكان، إلا انها اكتظت بأهالي وذوي المحتجزين في مومباي الذين آثروا الحضور حاملين الورد للقاء الأحباء.
هناك من أذرف الدموع إلا انها دموع فرح لقاء الأحبة، بالفعل كانت لحظة تعبير ووفاء لهؤلاء الذين قبعوا تحت الحصار لمدة 48 ساعة.
أحباؤهم كثر ولم يقتصر ذلك على أهلهم وأصدقائهم وانما ايضا على القيادات الكويتية التي تمثلت في سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح الذين استقبلوا العائدين من على باب الطائرة.
وعند وصول الطائرة عمّ التصفيق استقبالا وفرحا بالعودة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )