داريـن العلي
محمد هلال الخالدي
لم يكن اصطفاف مئات المواطنين وتجمعهم مساء امس الاول في انتظار العائدين من الهند بعد ان فرّج الله كربهم امرا مستغربا على الاطلاق، فهذا هو الشعب الكويتي الاصيل، يجمعه حب الوطن وحب الامير وتظهر اصالته اكثر عند الشدائد، فحدث الامس حبس انفاس الكويتيين كلهم بلا استثناء، فكانوا قلبا واحدا ولسانا واحدا يردد الدعاء الى الله عز وجل ان يعيد الينا اهلنا واحبابنا.
«الأنباء» وبعد التغطية الموسعة لمشهد العودة رصدت امس فرحة المواطنين ومشاعرهم بعد خروج اخوانهم من تلك المحنة وعودتهم سالمين، فكانوا يتحدثون وكأنهم شخص واحد يشكر الله على نعمته ثم يشكر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وحرصه على ابنائه، وكذلك موقف الحكومة ورئيسها سمو الشيخ ناصر المحمد الذي كان حضوره لفتة إنسانية كبيرة عكست حرص سموه على سلامة مواطنينا.
نحمد الله
ام طلال، وهي قريبة إحدى العائدات، كانت تتحدث وعيناها مملوءتان بدموع الفرح حديثا من القلب الى القلب بلا رتوش فقالت ألف الحمد لله والشكر على رجوع اهلنا وأحبابنا سالمين غانمين، قرّت عيونكم يا اهل الكويت وعسى الله لا يفرق بيننا ابدا، وعسى الله يخلي لنا صاحب السمو الأمير والدنا وتاج رؤوسنا اللي ما قصر، ولا ننسى الحكومة ودورها المشرف بالفعل ما يتركون المواطن ولا يتخلون عنه اذا تعرض للخطر، وهذا اللي تعودنا عليه احنا الكويتيين كلنا اهل وكلنا على قلب واحد عسى الله يديم هالروح الطيبة بيننا.
عبدالناصر القطان بدوره اشاد بموقف صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وحرص سموه على ابنائه المواطنين، وقال نبارك للكويتيين جميعا خروج اهلنا من هذه المحنة سالمين وعودتهم لارض الوطن بخير وعافية ولله الحمد، وأضاف ان اكثر ما لفت انتباهه خلال اليومين الماضيين وهو يتابع اخبار المواطنين الكويتيين المحتجزين داخل الفندق هو ترابط الكويتيين ووقوفهم جميعا بقلب واحد ومشاعر مشتركة خلف قيادتنا متناسين كل الخلافات التي سيطرت على البلاد طوال الفترة الماضية، وهذا يدل بكل تأكيد على ان الكويتيين جميعهم اخوة ومعدنهم الاصيل يظهر عن الشدائد وهم دائما يثبتون انهم فوق كل خلاف عابر.
المواطن الكويتي غال
أحمد الهاجري عبّر ايضا عن سعادته بعودة أبناء الكويت الى ارض الوطن سالمين وقال ان الحكومة أثبتت ان المواطن الكويتي ليس رخيصا عندها وبذلت جهودا طيبة كان لها الأثر الايجابي بعد الله عز وجل في عودة المواطنين سواء من الهند أو من تايلند، وأضاف ان ذلك كله لم يأت من فراغ وانما من توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومن شيم أهل الكويت الأصيلة، فالكويتيون معروف عنهم تلاحمهم وترابطهم ووقوفهم خلف قيادتنا السياسية مهما كانت الظروف، وأكمل: صحيح هناك خلافات ربما اختلاف في وجهات النظر وفي النهاية كلنا نعلم ان الكويت في أيد أمينة وقيادة حكيمة تضع المواطن الكويتي في قمة اهتماماتها، بصراحة لا أبارك لأهل المواطنين العائدين فقط وانما أبارك للكويتيين جميعا عودة المواطنين التسعة من الهند وبقية المواطنين من تايلند إن شاء الله لأننا كلنا أهل وأسرة واحدة، ونسأل الله ان يجمعنا دائما على المحبة ولا يفرق بيننا.
أسرة واحدة
أما سارة علي وهي طالبة في جامعة الكويت فقالت: أول شيء أقوله الحمد لله على سلامة اخواننا واخواتنا اللي ردوا ديرتهم وبين أهلهم وأقولهم خطاكم السو، وأقول للحكومة: مشكورين على اللي سويتوه جهودكم كانت واضحة وأكيد أكيد توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عسى الله يحفظه كانت اهي الأساس وهذا مو جديد على اهل الكويت وعلى حكومة الكويت احنا لله الحمد دايما نحس اننا كلنا اسرة واحدة وماكو فرق بيننا، وإن شاء الله يرجع كل غايب حق أهله، وبصراحة ماني عارفة أعبر اكثر عن فرحتي خاصة ان منظر أهل الكويت بالمطار وفرحتهم الكل شافها واعتقد ما تحتاج وصف ولا تفسير، اعتقد ان هذا هو الشعب الكويتي وهذي اهي طبيعته الطبية المتسامحة اللي تظهر بمثل هذه المواقف.
الخروج من المحنة
محمد المطيري عبّر عن سعادته بعودة المواطنين من الهند وخروجهم من هذه المحنة سالمين وقال: أبارك بداية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وللشعب الكويتي جميعهم على عودة أهلنا سالمين بفضل الله، وايضا نشكر الحكومة على دورها الكبير خاصة وزارة الخارجية وهذا كله يعبر بوضوح حرص صاحب السمو الأمير على ابنائه المواطنين ووقوف كل الكويت خلف قيادتنا الحكيمة وهي صفة ليست غريبة على الكويتيين، واضاف اننا شعرنا بالفعل كما قال وزير الداخلية في نفس أجواء أحداث الجابرية فالكويت كلها كانت تشهد لحظات عصيبة عند سماعنا خبر احتجاز عدد من الكويتيين في الفندق بالهند، وكنا نراقب ونتابع الأخبار أولا بأول وندعو الله عز وجل ان يفرج كربتهم ويعيدهم الينا سالمين فلله الحمد والشكر الذي استجاب دعاءنا، اما عن رأيه في تلاحم الكويتيين بالرغم من أجواء الصراع السياسي التي كانت سائدة فقال ان هذا الأمر ليس بجديد على الكويتيين فهم دائما يختلفون في وجهات النظر والرأي وهذا أمر طبيعي ولكن عندما يتعلق الأمر بالكويت وسلامة أهل الكويت حتى لو مواطن واحد فستجد كل الكويتيين قلبا واحدا وصفا واحدا ويتناسون كل الخلافات، فهذا هو الشعب الكويتي معدنه أصيل ولا يظهر إلا في المواقف.
الوحدة الوطنية
من جانبه وجه سامح حسين عتبا إلى اهل الكويت الذين لا يذكرون هذه اللحمة والوحدة الوطنية الا في اوقات الازمات، داعيا الجميع الى التخلي عن الخلافات والترفع عن العصبية وتقبل الآخر دون تصعيد وسيادة مبدأ الحوار، مشيرا الى ان مبادرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ومسؤولي الحكومة في حادثة مومباي خير دليل على ضرورة التلاقي لكي تنعم الكويت بالخير الذي منّ الله عليها به.
بدوره شكر نايف المحمد المبادرة السامية لصاحب السمو الامير، معتبرا ان الأمر قد اعتادت عليه الكويت لان اميرها يعتبر ابناء الشعب ابناء له وهو يعمل دائما وفق هذا الاساس، مؤكدا ان ما حدث يجب ان يكون عبرة للجميع بان يحافظوا على الوحدة الوطنية لان الجميع اثبت بالامس ان همه الاول والاخير أمن الكويت وسلامة مواطنيها وامنهم وان مصلحة المواطن والبلد فوق المصالح الخاصة والشخصية.
استمرار اللحمة
ايمان العتيبي تمنت ان تستمر اللحمة التي شاهدها الجميع مساء امس الاول خلال لقاء المرتهنين على ارض المطار، مؤكدة ان فرحة اللقاء لم تقتصر على ذوي العائدين، انما تعدتها لجميع الكويتيين الذين يشعرون بانهم معنيون فعلا بكل ما يحصل للكويت وأهلها، مشيرة الى اهمية التحرك السريع الذي قامت به الجهات الحكومية لمساعدة المرتهنين وطمأنتهم والعمل على عودتهم سالمين الى ارض الوطن.
«الكويت، شعبيا ورسميا كانت حاضرة لاستقبال العائدين»، هكذا صورها ابو محمد هي صورة اعتاد ان يراها اهل الكويت اثناء الازمات، مؤكدا ان «الدماء لا تصبح ماء» وان اهل الكويت حريصون على بعضهم البعض، مشيرا الى ان ما يحصل بين الحين والآخر من مشكلات وخلافات يزول فورا عندما يحتاج الأخ الى اخيه من ابناء الوطن.
سلوى المطيري وافقت ابومحمد الرأي وأكدت ان المبادرة السامية والاهتمام الزائد من قبل الجهات المعنية في الدولة اظهرا حجم الاهتمام الذي يكنه المسؤولون الكويتيون لكل مواطن كويتي مهما كان انتماؤه او طبقته ومهما كان وضعه، فالمهم هو سلامته وعودتـه سالما الى اهله وأصحابه ليعيش بأمان على ارض وطــنه في ظل حكــمة وحب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسـمو ولي العهد وليشعر بأنه في ارض الخير حيث يشــعر بتجسيد الوحـدة الوطنيــة وحب الوطن لدى الجميـع لان هذا الأمر وحده كفيل بجعل الكويت وأهلها في مصــاف الدول الأخرى التي يتمتع فيها الفـرد بمـستوى كبير من الاهتمام والرعاية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )