Note: English translation is not 100% accurate
بصمات مضيئة للهلال الأحمر الكويتي في إندونيسيا (1 ـ 5)
الثلاثاء
2006/11/7
المصدر : الانباء
إيليا فهمي
في بداية اللقاء أكد جاسم قمبر انه فور علمنا بحدوث كارثة سونامي منذ عامين تقريبا، أصدر رئيس مجلس ادارة الهلال الأحمر برجس البرجس توجيهات عاجلة بتجهيز فرق الكوارث في أسرع وقت ممكن وارسالها الى كل من اندونيسيا وسيرلانكا وتايلند، وبالطبع كانت هذه الفرق على درجة عالية من الكفاءة وعلى دراية تامة بالتعامل مع مثل هذه المواقف والكوارث، وبالفعل تم تشكيل فريق متكامل من المتطوعين.
وتوجه على الفور الى اندونيسيا وكنت انا ضمن هذا الفريق المكوّن من خمسة أفراد كبداية. وأضاف: عند وصولنا الى اندونيسيا وبالتحديد اقليم آتشيه فوجئنا بحجم الخسائر البشرية والمادية التي تفوق أي تخيل فكانت الجثث منتشرة في الشوارع والحزن والبكاء والعويل أصاب الجميع، فلم تخل عائلة من قتيل أو جريح، وأصبح الجميع مشردين في الشوارع والغابات بعد تهدم مساكنهم فأصبحوا يعيشون في العراء بالرغم من سوء الطقس والأمطار الغزيرة.
وأضاف قمبر وأمام هذه الكارثة كان لابد لنا من عمل دراسة متكاملة للوضع ككل للوقوف على الأضرار الناتجة وتحديد أولويات العمل بالتنسيق مع ادارات الدولة المختلفة، وكذلك وضع خطة زمنية سريعة لاحتواء المواقف، وكان من أولويات الأعمال رفع الجثث من الشوارع خوفا من انتشار الأوبئة والأمراض وعلى الفور تم التنسيق مع هيئات الإغاثة المختلفة وعمل مقابر جماعية حتى تستوعب كل هذه الأعداد التي تزيد على 150 ألف قتيل، واستعان الفريق خلال هذه الأعمال بالبدل الواقية والكمامات لأن رائحة الجثث بدأت تفوح وكانت هذه العملية من أصعب المهام التي قام بها الفريق بسبب المناظر البشعة للجثث، خاصة بعد تشبعها بالمياه ومرور أيام دون دفنها، ولكن الله أعاننا وأنجزنا هذه المهمة في وقت قياسي.
وبعد انجاز مهمة دفن الجثث بقي أمامنا العديد والعديد من المهام الضرورية وعلى رأسها ايواء اللاجئين وتوفير المسكن والمأكل حتى لا يموت المزيد منهم، خاصة بعد فقدان جميع مصادر الغذاء، فقمنا على الفور بمد جسر جوي من الطيران لإيصال المعونات بأسرع وقت ممكن من الكويت الى اقليم آتشيه الذي كان من أكثر المناطق المتضررة، وبالفعل وصلت المعونات في وقت قياسي نتيجة للمجهود الكبير المبذول من قبل جمعية الهلال الأحمر في الكويت حتى اننا كنا من أولى الهيئات التي قامت بتوزيع الامدادات على اللاجئين وكانت عبارة عن خيام وبطاطين ومواد غذائية وأدوية وماكينات صغيرة لتوليد الكهرباء بعد ان انقطع التيار الكهربائي عن المنطقة لعدة أيام.
وتابع قمبر: قمنا بتوزيع الخيام أولا على اللاجئين للإقامة بها وكانت الخيمة الواحدة تكفي لعائلة مكونة من سبعة أفراد مع مراعاة نوع الأقمشة المستخدمة في الخيمة، لتتناسب مع جو المنطقة وللحماية من الأمطار، وهذا كان على عكس بعض الهيئات الأخرى التي لم تراع نوع الأقمشة التي اصابها التلف سريعا. ومن ثم قمنا بتوزيع البطاطين والأغذية واذكر ان الاعداد التي تكفل بها الهلال الأحمر الكويتي من مأكل ومسكن وملبس في اقليم آتشيه تعدت الآلاف من اللاجئين فكان العمل شاقا جدا، ولكننا قمنا به على الوجه الأكمل.
وزاد قمبر: لم يتوقف عمل الهلال الأحمر في اندونيسيا على حد تأمين الغذاء والأدوية فقط، كما فعلت معظم الهيئات الأخرى، وانما كان هدفنا إعادة اللاجئ الى حياته الطبيعية وإعادة إعمار المنطقة مرة اخرى وإعادة البنية التحتية.
وبالطبع بعد هذه الكارثة دمرت الفيضانات جميع الطرق والممرات وأصبحت حركة التنقل من قرية الى أخرى في غاية الصعوبة وواجهنا مشكلة نقل المعونات من مكان الى آخر، فقامت هيئة الهلال الاحمر الكويتي بالتنسيق مع الرئيس الاندونيسي بعمل دراسة لإعادة فتح الطرق لتسهيل نقل المعونات الى المناطق المنكوبة وكانت الكويت من اولى المنظمات التي بادرت بهذه الخطوة، وبالفعل استحضر الهلال الأحمر الكويتي 60 آلية ثقيلة لإعادة فتح الطرق، وكانت هذه المهمة شاقة جدا بسبب انتشار الغابات الكثيفة وطفح المياه ولكننا مع كل هذه الصعوبات استطعنا فتح طريق لمسافة 250 كيلو مترا مربعا وسهل هذا الطريق وصول المساعدات الى عدة قرى واستغلته ايضا جميع هيئات المساعدات للتنقل بسهولة من مكان الى آخر، وكان هذا الطريق من أهم انجازات الهلال الأحمر الكويتي في اندونيسيا.
يتبع...
اقرأ أيضاً