ماضي الهاجري
أقامت اللجنة البيئية التطوعية لضاحية علي صباح السالم ندوتها الشهرية امس، وذلك بحضور مراقب مجلس الامة د.محمد الحويلة ود.صالح العجيري.
وبين المحاضرون ان التدهور البيئي لن يؤثر على منطقة دون أخرى وانه لا حدوث للكوارث البيئية، مؤكدين في الوقت نفسه ان لكل منا دورا في المحافظة على البيئة.
وبدوره، قال د.محمد الحويلة انه يجب علينا الوقوف على ما يحدث من ترد بيئي في المنطقة، مشيرا الى انه يجب ان يكون للسلطة التنفيذية دور في هذا الجانب الذي غاب دورها عنه كل اسف.
وشدد الحويلة على ان هذه القضية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي تراكمات بيئية عانى منها اهالي المنطقة منذ سنوات، والآن اصبحت كارثة لن نسكت عنها أو نجامل فيها ومدى تأثيرها على صحة المواطنين، مشيرا الى ان اللجنة البيئية في مجلس الامة ناقشت هذه القضية في دور الانعقاد الماضي ودعت جميع الجهات ذات العلاقة بالبيئة في اجتماع اللجنة وكل منها ادلت بدلوها، ولكن للاسف وجدنا منطقة رمادية فكل جهة من الجهات تضع اللوم على الاخرى، وطالبنا كل جهة بأن تحدد اختصاصاتها ومسؤولياتها في هذه القضية.
وقال الحويلة: اننا سنفضح الاسباب التي جعلت هذه الظاهرة تتنامى حتى أصبحت كارثة، مضيفا: اننا وجدنا جهات متعاونة وقدمت ما لديها من معلومات وهناك جهات اخرى نحن في انتظار توفير المعلومات التي دفعت هذه المصانع لعدم الالتزام بالاشتراطات البيئية وعدم احترام القوانين البيئية مما اضر الانسان وكان أكثر المتضررين سكان هذه المنطقة.
وبين: ان اهتمامنا بهذه القضية يسبق وصولنا الى مجلس الامة، وذلك بالتعاون مع اخواننا في اللجنة واليوم أصبحت المسؤولية مضاعفة لأننا نمثل الامة، وعلينا ان نتحمل هذه المسؤولية وسنكون عند حسن ظن الجميع.
أمراض سرطانية
وأشار الحويلة الى ان اللجنة التطوعية قدمت افكارا ومرئيات ونحن بدورنا قدمنا اسئلة لكل المسؤولين بما يقارب 27 سؤالا، ولن نخذلكم، ونقف وقفة صدق وامانة، وسنضع مخافة الله قبل كل شيء.
واضاف الحويلة: اننا في هذه الندوة نستذكر كل الضحايا وكل المصابين نتيجة هذا التلوث بامراض سرطانية والربو والاكزيما والحساسية وغيرها من امراض ما انزل الله لها من سلطان.
وقال الحويلة لقد طالبنا وزارة الصحة من خلال اللجنة الصحية في دور الانعقاد الماضي بأن تعمل مسحا صحيا عشوائيا على المنطقة حتى نقف على حجم الكارثة، مؤكدا ان هناك مكابرة من الجهات الحكومية التي تحاول ان توضح انه لا يوجد اي تلوث وانها منطقة خالية من التلوث.
واستدرك الحويلة قائلا ان هناك غازات سامة تنبعث من المصانع المجاورة للمنطقة وتأثيراتها ستكون على المدى القريب او البعيد ونحن بحاجة الى من يمدنا بالمعلومات للوقوف على تلك المخالفات لاسيما ما تقوم به اللجنة البيئية لضاحية علي صباح السالم التي يعتز بها كل كويتي بما قدمته هذه اللجنة التي وصل بها التنظيم الى مستوى راق ونحن بحاجة الى من يذكرنا ولا ننسى الرقابة الإلهية ثم الرقابة الشعبية.
واكد الحويلة انه لن يسكت امام هذه التعديات على البيئة التي هي المقياس الحقيقي لتقدم الشعوب وكذلك لن يسكت النواب الآخرون سواء الذين في اللجنة البيئية او غيرهم وسنقف وقفة واحدة فهناك شرفاء كثيرون سيقفون وقفة حق.
واوضح الحويلة ان منطقة علي صباح السالم من اكثر المناطق تلوثاً في الكويت وان الاشتراطات البيئية غير مفعلة في هذه المصانع المجاورة لهذه المنطقة وان اهم ما يدور في ذهن اصحاب المصانع جني الارباح وكذلك اخطأت الحكومة عندما اعطت ترخيصا لتلك المصانع بجانب منطقة سكنية مبينا انه بحاجة لمثل هذه اللجنة التي توضح ما يدور في المنطقة من تلوث لكي نتابعه في اللجنة البيئية لمجلس الأمة.
وتمنى الحويلة التكاتف والتعاون من الجميع لجعل هذه القضية قضية مجتمعية يتفاعل معها الجميع والكل مسؤول امام الله عز وجل وهو واجب وطني سواء من سكان المنطقة او غير سكان المنطقة.
وشدد الحويلة على اننا سنتابع الموضوع عن طريق طرح الاسئلة، سنتابع حتى لو وصل الى المساءلةالسياسية مؤكدا انه ليس ممن يدعو الى التأزيم لكن نحن نطالب بأن يتفهم الآخرون هذه القضية واضرارها على صحة الانسان.
واستغرب الحويلة ايجاد مصانع بجانب مناطق سكنية، متسائلا لماذا لا تبعد هذه المصانع وتحل هذه المشكلة التي عانى منها المواطنون وكلفت الدولة علاج المصابين، فقد يكلف علاج السرطان للفرد 40 ألف دينار مما يرهق خزينة الدولة ولا نعلم مدى نسبة استعادة الافراد صحتهم من عدمها.
وقال الحويلة ان التخاذل والتقاعس الحكومي واضحان ولن نتابع هذا الموضوع من اجل التكسب الانتخابي فالكرسي زائل ولكن من اجل وضع بصمة، مبينا ان مجلس الامة ما هو الا سلطة تشريعية ودوره رقابي وتشريعي.
واضاف الحويلة قائلا ان النائب يملك تفعيل دوره الرقابي سواء على الجهات الحكومية او الخاصة التي تعمل من دون اي احترام للانسان او القانون، فمن خلال التشريع سنعمل جاهدين على تغيير قانون حماية البيئة، مؤكدا ان هناك توجها في مجلس الامة لمناقشة قانون خاص لحماية البيئة وستكون هناك دائرة خاصة في المحكمة للنظر في القضايا البيئية.
الالتزام بالميثاق
واكد الحويلة على الالتزام بالميثاق الذي وضع مع اللجنة اثناء الانتخابات وتبني جميع القضايا البيئية العالقة، والا فلن تكون هناك تنمية والانسان عليل، وكشف الحويلة الى انه ما يقارب 2% من اراضي الكويت تعتبر اراضي خضراء و85% تعتبر صحراء، مؤكدا ان هناك مدنا في دول قريبة ومنحت للمصانع كأمثال مدينة الحسين الصناعية في الاردن فهي مدينة صناعية بعيدة عن المناطق السكنية فلماذا لا نأخذ هذه الفكرة ويتم تطبيقها على ارض الواقع؟
وبين الحويلة ان مدينة ابوظبي وضعت 10 مليارات دولار لجعل ابوظبي من المدن الأمنية بيئيا فمازلنا متفائلين بوجودكم والدعوة الى مؤتمر وطني لمعالجة القضايا البيئية.
وختم الحويلة قائلا انه سيزور المصانع القريبة من المنطقة للاطلاع عن كثب فيما يدور فيها من مخالفات لإيجاد حل يرضيكم قبل اي جهة اخرى.
من جانبه كشف رئيس اللجنة التطوعية احمد الشريع عما كان يدور قبل انتخابات مجلس الامة وان النائب محمد الحويلة كان متميزا عندما حضر للتوقيع على الميثاق فلم يوضح ويذهب ولكن جلس معنا ليدون ما يدور في اللجنة من افكار واسئلة لأخذها في الاعتبار وكان على قدر المسؤولية.
الفاكهة والفقع
ومن جانبه تحدث د.صالح العجيري بشكل فكاهي اضفى على الحضور البهجة والسرور عن بعض المعلومات القيمة عن الكون وكذلك ندرة الحياة في الكرة الارضية والتلوث الذي احدثه الانسان لهدم البيئة.
وقال د.العجيري ان الايهام هو اساس وجود الحضارات فلولا الايهام لما وجدت الحضارة، وبين ان علم الفلك كبير وواسع.
واضاف د.العجيري ان الفاكهة والفقع لا يجتمعان، مبينا ان الوقت الحاضر هو وقت الفاكهة فلا داعي للبحث عن الفقع.
واستطرد د.العجيري: على الانسان احترام المكونات البيئية من خلال المحافظة عليها ومراعاة كل القوانين البيئية عن طريق التمسك بديننا الاسلامي الذي حرم العبث بالبيئة.