الدوحة ـ أيمن صقر
شدد رئيس اتحاد الصحافة الخليجية ورئيس تحرير جريدة «الرياض» الزميل الاعلامي تركي بن عبدالله السديري على اهمية ان تواكب الهوية المشتركة للصحافة الخليجية اوضاع العالم بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص وان تكون درعا واقية ضد المخاطر التي تحدق بالمنطقة بين حين وآخر وان تلعب نفس الدور المرجو منها وهو العمل على تلاقي فكر الشعب الخليجي.
واضاف خلال الندوة التي اقيمت امس الأول على هامش معرض الإعلام والإعلان الذي تنظمه دار الشرق القطرية تحت عنوان «الصحافة الخليجية وقضية الهوية المشتركة» وحضرها عضو الأمانة العامة لاتحاد الصحافة الخليجية ونائب رئيس تحرير «الأنباء» الزميل عدنان الراشد ان دول الخليج تملك ثروات طائلة كما لديها خصوصية في ان عدد سكانها لايزال صغيرا نسبيا مما يشكل ميزة لم تعد متاحة للعديد من البلدان العربية مما يساهم في قدرة احتواء هذا العدد من ناحية الدولة، كما ان كل فرد يمكنه الحصول على حقوقه كاملة، واشار الى ان الفرد لديه الفرصة في ان يؤدي واجباته بشكل يرضيه، موضحا ان المنطقة قد تحتاج الى استيعاب العديد من العناصر العربية وغير العربية لسد الحاجة في بعض المناحي مع الحفاظ على التوازن بين الهويات بشكل مقبول.
الوطن العربي
واكد السديري ان الوطن العربي هذه الايام احوج ما يكون لهوية مشتركة كونه يمر بأزمات كبيرة كما تمر انحاء كثيرة منه بحالة تراجع للخلف سواء فيما يخص الاقتصاد الذي هو عصب الحياة او فيما يخص تعدد جبهات الصراع القائمة بالفعل التي تتحول الى دموية في بعض الحالات.
واشار خلال الندوة الى ان منطقة الخليج العربي لها عدد من الخصوصيات التي يفترض ان توجد لها هوية مشتركة تحميها من الوقوع مما وقعت فيه العديد من البلدان العربية.
واضاف ان الصحافة العربية قبل الاربعين عاما الماضية كانت تمثل وجهات نظر لفئات سياسية او حزبية بعينها وكانت عاملا في تفاقم العديد من الازمات ولم تلعب ادوار التهدئة او تقريب وجهات النظر.
وقال ان العديد من الشخصيات الصحافية في ذلك الوقت كرست لجعل الصحافة ذات منهج سلبي اكثر مما تبنت من مناهج ايجابية، كما استخدمت الصحافة العربية في احدى مراحلها لتصفية حسابات بين فئات واخرى في الوقت الذي يفترض فيه ان تكون الصحافة العربية هي النبراس الذي يكشف مكامن الخلل وليست التي تسير في مواقع الخطأ.
واعتبر السديري أن حرية الصحافة استخدمت أيضا في أغراض لم توجد لها في الأساس وبمبالغة كبيرة حيث وصلت إلى أن تكون ستارة حماية للتجاوزات بدلا من أن تكون صمام أمان مجتمعيا، مشيرا الى ان ذلك لا يمكن سحبه على جميع الصحف العربية ولكنه ينسحب على نوع من الصحافة نعرفها جميعا في الوطن.
واشار إلى أن هذا النوع يستخدم كأداة لتدمير الاقتصاد الوطني لبلدانها لا أداة داعمة لخطط التنمية تحت ذرائع عديدة.
وأوضح السديري أن منطقة الخليج العربي لديها محفزات وقواعد هوية مشتركة لذلك يجب تقريب وجهات النظر في كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك في تلك المجتمعات.. مشيرا الي أن العقبات التي تواجه هذه الهوية المشتركة هي انغلاق بعض فئات المجتمع الخليجي ومحدودية التجربة لبعض الفئات.
الوعى العام
ونبه السديري الى أن الصحافة في ظل هذا الوضع يجب أن تكون رائدة للعمل المجتمعي في شتى الجوانب التوعوية، مؤكدا أن مسألة الوعي العام هي قضية تهم الصحافة في المقام الأول كما أن تنمية وتربية الوعي العام تشكل واجبا مشتركا بين جميع فئات المجتمع لا فرق بينهم في ذلك.
واشار الى ان هناك قاعدة يجب أن نتوقف عندها كثيرا وهي «أعطني وعيا عاما في أي مجتمع أعطك حصانة لهذا المجتمع»، لافتا الى انه من السهولة بمكان أن نصل إلى تصنيع بمستوى ما أو اقتصاد بشكل ما أما بناء وعي عام فهذا ليس بسهل كما يتصوره البعض.
وضرب مثلا بما حدث في موريتانيا مؤخرا.. موضحا ان الوعي العام لدى المواطن البسيط هو معرفة معايير المواطنة التي يحملها على عاتقه مما يحمي الأمور من الخروج عن نصابها الطبيعي
ونبه الى أن الصحافة الخليجية ملزمة بخلق وعي عام مسؤول يحقق التطور والتقدم لأن الوعي العام هو الذي يخلق المواطن الحارس الدقيق والمواظب على الحفاظ على مقدرات وطنه.
وقال إن ما تمر به دول الخليج هو فرصة نادرة ليست سهلة التكرار فإن لم نبن ذلك الوعي العام في غضون الثلاثين عاما المقبلة فربما لن تتكرر هذه الفرصة الذهبية التي نمر بها في دول الخليج.
ولفت إلى أن المسؤول الأهم عن هذه المهمة هو الصحافة الخليجية..مؤكدا على ان وجود صحافة ملتزمة وواعية بأدوارها الاجتماعية وبأهمية المرحلة التي تمر بها المنطقة تجعلنا قادرين على تحريك الأمور إلى الأمام
وقال ان منطقة الخليج من المناطق المستهدفة ممن لا يعجبهم أن تكون منطقة الخليج متميزة بأوضاع خاصة لاسيما في الاقتصاد فعلى سبيل المثال نجد أن هناك كثيرا من التشكيك في مصداقية هذا التطور الذي وصلت إليه المنطقة، لافتا الى ان المسؤولة عن تصحيح هذه المفاهيم هي الصحافة الخليجية بالدرجة الأولى.
الصحافة الخليجية
ورأى رئيس تحرير جريدة الرياض أن الظروف مواتية لذلك التصحيح حيث تمتلك الإمكانيات الكبرى سواء المادية أو البشرية من أي صحافة عربية اليوم، مشيرا الى أن ذلك وليد متابعة مستمرة لأوضاع الصحافة العربية ومتابعة ما يكتب وما لا يكتب في منطقة الخليج وخارجها.
ونوه السديري بأهمية التعليم ومحاولة غرس المفاهيم التربوية التي تنتقد الوضع الخاطئ ومحاولة استيعاب التطوير وهي من مهام الصحافة الحديثة مع مراعاة عدم التصادم عن طريق تمرير وجهات النظر القابلة للنقاش بحوارات من شأنها تكريس المفاهيم الإيجابية.
واكد أهمية اغتنام الفرصة التاريخية التي تمر بها منطقة الخليج لإقامة مجتمع خليجي ليس مشترك الهوية الصحافية فقط ولكن يجب تأصيل الواقع الجغرافي المشترك مع الحفاظ على خصوصية هذه الشعوب وهذا لا يفسد الهوية المشتركة بل يؤصلها فهناك منا من ينادي بتحرير فلسطين وكان بالأحرى أن يبدأ بتحرير الجزر الإماراتية المحتلة مثلا كما يأتينا من آخر الدنيا من يريد أن يطبق على الشعوب الديموقراطية غير مكترث بأن بعض تلك الشعوب لايملك الخبز.. مؤكدا ان الصحافة الخليجية اليوم تخطت أي نموذج صحافي عربي آخر.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )