بيان عاكوم
بهدف تقييم مسيرة العمل الديبلوماسي وتحقيق المزيد من التفاهم حول متطلبات المرحلة المقبلة تعتزم وزارة الخارجية عقد المؤتمر السادس لرؤساء البعثات الديبلوماسية والذي تنظمه كل عامين برعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
ملفات اقتصادية سياسية وأمنية ستحتل حيزا كبيرا من المناقشات في المؤتمر تعكس بحجمها طبيعة التحديات التي تشهدها وستشهدها منطقتنا والعالم الى جانب التطرق للشأن المحلي واستعراض هموم وزارة الخارجية.
هذا ما لفت اليه وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته الوزارة للإعلان عن استعداداتها للمؤتمر الذي يبدأ أعماله 23 الجاري ويستمر لثلاثة أيام، وذلك بحضور مدير ادارة البحوث والإعلام السفير محمد مجرن الرومي ومدير ادارة المراسم السفير ضاري العجران الى جانب عدد من السفراء في الوزارة.
وقال الجارالله: ننظر للمؤتمر وكأنه لقاء مراجعة شاملة لمسيرة ديبلوماسية تحتاج لتوجيه كما تحتاج الى تصويب وتقييم حتى نقف على ما قدمته الديبلوماسية خلال العامين الماضيين الى جانب ما يجب ان تكون عليه في المرحلة المقبلة.
لافتا الى وجود متغيرات دولية اقليمية ومحلية لابد من ان يكون هناك تغير في الديبلوماسية بما ينسجم مع هذه المتغيرات.
واعتبر الجارالله المؤتمر فرصة للقاء جميع السفراء لاستعراض هموم وزارة الخارجية والكويت لبلورة توجه مستقبلي فيما يتعلق بدورهم وديبلوماسيتهم على جميع الأصعدة.
ملفات اقتصادية وأمنية
وقال ان الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية ستكون الحاضر الأبرز في مداولات المؤتمر، مشيرا الى انه ستكون هناك لقاءات للسفراء مع المسؤولين في الكويت في القطاع الاقتصادي والمالي للنقاش وتدارس كل المستجدات في هذا الجانب.
حتى يستطيعوا امتلاك صورة واضحة حول الأبعاد الاقتصادية، خصوصا في ضوء ما حصل من ازمة مالية عالمية وتداعياتها على الكويت والمنطقة.
كذلك الأمر بالنسبة للجانب الأمني، حيث قال الجارالله: الكل يدرك مدى حساسية البعد الأمني وما يشكله من تعقيدات، وما تحيط به من صعوبة كبيرة لعمل الديبلوماسيين، مشيرا الى ان المؤتمر سيولي اهتماما خاصا بهذا الجانب، حيث سيكون للسفراء لقاء خاص مع المسؤولين في القطاع الأمني للإحاطة بكل أبعاده وما يستوجب إلمامه في عملهم كديبلوماسيين.
وتحدث الجارالله عن الشأن النفطي الكويتي والعالمي الذي سيحظى بأهمية خاصة في المؤتمر من خلال لقاء السفراء مع المسؤولين في هذا القطاع حتى يتمكنون من امتلاك الأبعاد الحقيقية لصورة الوضع النفطي وما تترتب عليه من تداعيات نتيجة تراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية.
وقال: «عندما نتحدث عن 40 دولارا لسعر البرميل فهذا هاجس كبير يستدعي منا تضافر الجهود للحفاظ على مداخيلنا النفطية ويحتاج لنقاش كما يحتاج السفراء الى الاستماع للفنيين للتوصل الى تصور مشترك لما يمكن ان يعمل في هذا الاطار.
اما الجانب الآخر الذي سيناقشه المؤتمر فهو متعلق بوزارة الخارجية، حيث لفت الجارالله الى انه «سيكون هناك لقاء مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح يتم من خلاله استعراض عمل الوزارة والمسيرة الديبلوماسية الكويتية بكل جوانبها كما سيكون هناك لقاء ايضا مع السفراء لاستعراض اوضاع الوزارة وهموم السفارات بما يتعلق بعمل الوزارة وما يترتب عليه من تشعبات تتعلق بعمل البعثات في الخارج.
الشأن المحلي
ولا يمكن إغفال الشأن المحلي في مؤتمر بهذا المستوى، حيث اشار الجارالله الى ترتيب لقاء بين السفراء في الخارج ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الذي سيلقي كلمة امامهم، كما سيكون هناك نقاش وحوار وتدارس للشؤون المحلية البرلمانية والعلاقة بين العمل البرلماني والديبلوماسي وقال الجارالله: لقاء السفراء برئيس المجلس ستكون فرصة طيبة لأن يستمع لما لديهم من هموم، وهو بدوره سيقدم لهم توجيهاته التي تتصل بالعمل والديبلوماسي اللصيق بالعمل البرلماني، خصوصا ما يتعلق بالجهود البرلمانية في الخارج.
توصيات المؤتمر نبراس لسفرائنا
وقال الجارالله ان التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر ستكون «نبراسا لسفرائنا في عملهم خلال السنتين المقبلتين».
وزاد: سنعرض في المؤتمر توصيات المؤتمر السابق وما تم تنفيذه من هذه التوصيات، وسيكون موقفنا في المؤتمر المقبل استعراض هذه التوصيات التي يمكن ان نتوصل اليها في اجتماعنا الحالي، ونرى ما تم تنفيذه ومتابعته، مشيرا الى بيان سيصدر في ختام المؤتمر.
صحة مسارنا ونهجنا
وردا على اسئلة الصحافة بخصوص مدى الاستمرار في الديبلوماسية الاقتصادية في ظل تحديات المنطقة، اكد الجارالله استمرار الكويت على نهجها فيما يتعلق بالديبلوماسية الاقتصادية، وقال: بالفعل منذ عامين ونحن نتحدث عن الديبلوماسية الاقتصادية، حيث قطعنا شوطا كبيرا، خصوصا في بعض السفارات والقنصليات التي لها طابع اقتصادي، مشيرا الى انهم سيكرسون هذا النهج خصوصا في ضوء الازمة الاقتصادية العالمية، وبين ان الازمة اكدت صحة مسارنا وتصورنا ونهجنا ما يدفعنا الى الاصرار على التمسك بالديبلوماسية الاقتصادية لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية.
تطبيق الديبلوماسية الاقتصادية
وعما تم تطبيقه بعد اعتماد الديبلوماسية الاقتصادية، قال: تجلى ذلك في جولات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى دول شرق آسيا «لاوس ، كمبوديا، ميانمار»، مشيرا الى انه لم يقم احد في المنطقة بزيارة هذه الدول، لكن الكويت وحرصا منها على تطبيق تلك الديبلوماسية وبمتابعة سامية ايضا شملت زيارات مهمة لوفد كويتي لهذه الدول لاستشراف سبل التعاون الاقتصادي، مبينا ان نتيجة الزيارة اعلنت كمبوديا عن فتح سفارة لها ودولة ميانمار في طريقها لفتح سفارة في الكويت.
وزاد بالقول: الى جانب ذلك ايضا هناك زيارات للجان فنية، وكذلك لدينا اتفاقيات تمكن من تعزيز علاقاتنا الاقتصادية مع هذه الدول.
واعتبر الجارالله القمة الاقتصادية التي ستستضيفها الكويت في يناير المقبل اكبر تجسيد لحرصها على تطبيق الديبلوماسية الاقتصادية والتي جاءت بدعوة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتجنيب القضايا السياسية وتكريس عمل المؤتمر للمشاريع الاقتصادية محاولة الوصول الى تصور اقتصادي لتحقيق عمل عربي مشترك يختلف عن العمل العربي السابق.
لافتا الى انه ستكون هناك نتائج فعالة وايجابية ستشكل نقلة نوعية في العمل العربي الاقتصادي المشترك.
ورأى الجارالله انه من حسن الطالع تزامن انعقاد المؤتمر مع القمة.
إنشاء ملحقيات تجارية
وردا على سؤال حول القصور في انشاء ملحقيات تجارية قال: لدينا ملحقات تجارية في بعض الدول، ولكن هذا العدد في ظل الطموح نحو الديبلوماسية الاقتصادية قد لا يكون كافيا، وبالفعل نحن نعمل على زيادتها من خلال اتصالاتنا مع وزارة التجارة، وذلك لتطعيم بعض سفاراتنا في بعض الدول التي تستدعي ان يكون فيها ملحقيات تجارية.
توجيهات للسفراء
وعما اذا كان هناك توجيهات تصدر لأي سفير في الخارج بدول محددة كباكستان، الهند والعراق، قال الجارالله: اي توجيهات تصدر لأي سفير في الخارج يؤخذ فيها بعين الاعتبار طبيعة العلاقة مع البلد والاوضاع فيها، مشيرا الى ان الجانب الامني في العراق مثلا يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار، لافتا الى انهم يشددون دائما على السفير في العراق فيما يتعلق بتحركاته.
وقال: كما ان هناك أمور بيننا وبينهم تحتاج لتركيز ومتابعة هو يتولاها بشكل جيد.
وزاد بالقول: وهو طبعا يعمل مع وزارة الخارجية العراقية ومؤسسات الدولة ككل، ويسعى الى تطوير العلاقات فيما بيننا.
وكذلك اشار الى ان تعليماتهم مستمرة للسفير في باكستان فيما يتعلق بتعزيز العلاقات، وكذلك مع الهند فيما يتعلق بما استجد من اوضاع امنية والتعاون مع السلطات في هذا المجال.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )