أسامة أبوالسعود
حمل المتحدثون في ندوة «حصار غزة إلى أين؟» التي نظمها حزب الأمة مساء امس الحكام العرب مسوؤلية حصار أهالي غزة وما يتعرضون له من حرمان وجوع ومرض وشتى صنوف الوحشية الاسرائيلية، مؤكدين ان الشعوب العربية رضيت بكل انواع الذل والهوان وسيصبح مصير أهل غزة شاهدا على هذا المستوى الذي وصلت اليه الشعوب العربية في ظل حكم أنظمة ديكتاتورية لا يعنيها الا كراسي الحكم.
وكانت الندوة بدأت بكلمة للناطق الرسمي لحزب الأمة محمد الخنين أكد خلالها ان القضية الفلسطينية مازالت القضية الأولى، وانه انطلاقا من هذا المبدأ جاء تنظيم الندوة، لافتا الى الجهد المشترك من القوى السياسية لاظهار موقف الشعب الكويتي من حصار غزة.
وطرح سؤالا مفاده: ماذا يريد الشعب الفلسطيني من الشعوب العربية؟ ولماذا لا يستجيب الله لدعائنا بنصرة فلسطين؟ لافتا الى انه ليس اعتراضا على الله وانما الاعتراض على ممارسات الشعوب العربية، وانه لا يمكن ان يستجيب الله لدعاء الشعوب العربية بالنصر ما لم تأت بأسبابه، وان أول التحرير ان يكون في الانسان ويأتي بعده تحرير الأوطان، وتحرير المسجد الأقصى ممن اغتصبه ونهب ثرواته، وحتى أخطر القرارات للحرب والسلم، لا دخل له فيها، فأصبحت الشعوب كالقطعان يجوب فيها الذئب وهي لا تحرك ساكنا ولا تدافع عن نفسها.
وأضاف الخنين: «اذا اردنا تحرير الأقصى فيجب ان تتحرر الشعوب من الاستبداد والظلم، واصفا الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بأنهما ميتان غير أحياء، وان الضرب في الميت حرام وانه لولا الزعماء ما عرفنا مقولة «اتفقوا على ألا يتفقوا»، ولولاهم ما عرفنا معنى الهزيمة، ومرارة الذل والهوان، لافتا الى انه من السهل ان نطالب بعقد المؤتمرات الا انه من الصعب ان نفتش عن سبب الهزيمة وعدم استجابة الله للدعاء.
واكد ان اولى خطوات تحرير المسجد الأقصى غرس قيمة الانسان في نفوس الشعوب والابناء، وانه اذا اهين الفرد فمن السهل اهانة الجماعة، وان دم المسلم أكرم عند الله من المسجد الأقصى والمسجد الحرام، وان هدم البيت الحرام أهون عند الله من اراقة دم المسلم، موضحا ان هذا هو التحرك الحقيقي.
مشيدا بما تشهده اليونان من احتراق بسبب مقتل فتى صغير عن طريق الخطأ لأنهم يقدرون الانسان.
مبادرة السلام مذلة
ومن جانبه اكد ممثل التحالف الوطني الاسلامي النائب احمد لاري ان القضية الفلسطينية تعيش اليوم اسوأ ظروف سياسية وان العدو الصهيوني يمارس ابشع انواع الجرائم المخالفة للقوانين الدولية والاعراف الانسانية، في ظل صمت دولي اقل ما يمكن ان يقال عنه انه معيب، وبكل اسف فإن العرب اليوم أقصى ما يستطيعون تقديمه هو مبادرة السلام التي اعتبرتها غالبية الدول العربية خيارا استراتيجيا.
واضاف، ان مبادرة السلام تقدم جملة تنازلات مذلة وغير قانونية، ولا يحق لأحد التصرف فيها، وانها تدعو اسرائيل الى السلام مع 57 دولة عربية واسلامية مقابل شروط ظالمة بحق دماء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، وانها تتنازل بصورة رسمية عن 70% من مساحة فلسطين بما فيها القدس الغربية، ويكون التفاوض على المساحة المتبقية من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال ان العرب تخلوا عن مرجعية بعض القوانين الدولية التي تصون حقوقهم في فلسطين المحتلة، اضافة الى ان الحكومة الاسرائيلية لم تعط ادنى اهتمام الى هذه الهدية العربية وتعاملت معها بلا مبالاة.
واكد ان جميع ممارسات المحتلين الصهاينة مخالفة لاتفاقية جنيڤ الرابعة وان قطاع غزة لم توفر فيه الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي لاكثر من 80% من سكانه، اضافة الى انعدام الخدمات الطبية والمخابز وجميع المستلزمات الغذائية والمعيشية.
وجدد لاري باسم اتحاد التحالف الوطني التأييد للفلسطينيين الصامدين، داعيا مؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية الى التحرك العادل لفك الحصار الوحشي عن الابرياء في قطاع غزة.
وتابع ان العدو الصهيوني يعيش اليوم حالات اربع، تتمثل في الفوضى السياسية كونه مقبلا على انتخابات، ونبشر من يسعون للسلام المذل من العرب ان نتنياهو قادم اليكم، وان اي امل للاهثين وراء السلام لن يكون في هذا العهد، وان الكل يعلم ان عدم الاستقرار الذي يعيشه الفلسطينيون هو اساس مشروع قديم للصهاينة سواء كانت اميركا وراءه او الدول الغربية والعديد من الدول العربية التي لم تخجل اليوم بالاعلان مجاهرة بالوقوف خلف الكيان الصهيوني ضد حماس وارادة الشعب الفلسطيني، معلنا انه آن الاوان لوقفة عز وكرامة وشهامة مع هذا الشعب.
خونة فتح
ومن جهته اكد رئيس المكتب السياسي للحركة السلفية فهيد الهيلم ان الشعوب العربية رضيت بكل انواع الذل والهوان، لافتا الى انه لا يرى اي خير في ازمتنا الحالية ما دامت القيادات العربية جاثمة على صدر الامتين العربية والاسلامية ومسيطرة على قراراتنا.
واضاف ان العدو الاسرائيلي استطاع تقسيم القضية الفلسطينية وجعلها قضية العرب وحدهم دون منح الحق للمسلمين غير العرب للحديث عن تلك القضية، ثم تبعتها الخطوة الثانية حين اختصروا القضية في دول الطوق فجاءت مصر وتخلت عن هذه القضية وعقدت الصلح مع الكيان الصهيوني وتبعتها الاردن وسورية التي اصبحت تتفاوض على الجولان فقط حتى ضاعت القضية واصبحت خاصة بالشعب الفلسطيني فقط وهو ما «جعل خونة فتح يتاجرون بمصير الشعب الفلسطيني الذي قال كلمته حين اختار القيادة الاسلامية متمثلة في حركة حماس».
واشار الى ان القوة يجب ان تواجه بالقوة ونحن لا نملك القوة لاننا لا نسعى اليها، مشيرا الى تضمين القضية الفلسطينية الى قوائم الارهاب بفعل القرارين الاميركي والصهيوني داعيا الى ضرورة ان تصل المساعدات الاسلامية الى الاشقاء الفلسطينيين وتحديدا الشعب الفلسطيني وليس لحركة فتح وعباس الذي فتح المراقص خلال عهد الراحل ياسر عرفات.
المساعدات الكويتية
ومن جانبه تحدث ممثل الحركة الدستورية النائب د.ناصر الصانع، مؤكدا ان هذه المرحلة تدعونا للحديث عن كل ما قدمناه لاخواننا المحتجزين في غزة لاننا لا نريد الشعارات البراقة التي لا تجدي ولا تنفع، وتابع قائلا: «الجميع يبارك المساعي التي تهدف لايصال المساعدات للشعب الفلسطيني وعلينا ان نفتخر ان اول الشاحنات كسرت حصار غزة كانت الشاحنات الكويتية»، واعلن ان هناك باخرة ستنطلق من قبرص الى غزة مطلع يناير وسيشارك فيها عدد من اعضاء مجلس الامة الكويتي بهدف كسر هذا الحصار الذي فرض على هذا الشعب المسكين المحاصر، ولفت الى ان القوى السياسية الكويتية سبق واعلنت رفضها للتطبيع مع الكيان الصهيوني وهو الامر الذي دعا وكيل وزارة الخارجية الاميركي الى اعادة الطلب ولاكثر من مرة الى ضرورة حضور الجانب الكويتي مؤتمر الدوحة الذي روجوا له بانه مؤتمر اقتصادي وليس سياسيا.
حق مطلق
ومن جانبه شدد الناطق الرسمي لحزب الامة سيف الهاجري على حق المقاومة وقال هو حق مطلق للشعب الكويتي ولا يمكن ان ينازعه احد فيه بالاضافة الى حق العودة للشعب الفلسطيني مؤكدا ان فلسطين هي قضية الامة الاولى.