ضاري المطيري
أكد الداعية السعودي د.محمد العريفي ان الله شرع دين الإسلام ليبقى وليكون حكما على سائر الأديان في الأرض، مشيرا إلى أن الله تكفل بنصرة أتباع دينه كما تكفل بحفظ قرآنه العظيم من التحريف إلى قيام الساعة، كان ذلك في محاضرة بعنوان «ولكنكم تستعجلون» والتي أقامتها إدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك في مسجد الحضيري بمنطقة الرقة ضمن محاضرتين ألقاهما فضيلته خلال زيارة خاطفة للكويت لم تتجاوز الأربع ساعات، وتوافدت جموع المصلين إلى المسجد باكرا واكتظ المكان بالحضور كما كانت بعض القنوات الفضائية حاضرة لنقل تلك المحاضرة القيمة، وأمّ العريفي المصلين في صلاة المغرب وقنت بهم في الركعة الأخيرة قنوت النوازل يدعو لأهالي غزة ويسأل الله لهم الفرج والنصرة على أعدائهم.
في البداية أوضح العريفي أن الله لم يشرع دينه إلا ليبقى ويحكم في الأرض وأن هذا واقع لا محالة، كما في قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)، مبينا أن «الهدى» في الآية أي الأحكام الحياتية كالأحكام الاجتماعية مثل أحكام النكاح والطلاق والبيوع والأمن، مشيرا إلى أن العالم الغربي الذي لا يحتكم إلى الشريعة الإسلامية بدأ يعود إليها ويحتكم لها خاصة بعد الأزمة المالية الأخيرة، وأن معنى «دين الحق» أي أمور العقائد من توحيد الله وعدم صرف العبادة إلا له سبحانه، مؤكدا أن الأنبياء والرسل اتفقوا واجتمعوا على دعوة التوحيد، وبين أيضا أن الإسلام سيظهر على سائر الأديان كاليهودية والنصرانية والمجوسية وغيرها.
نصر المؤمنين
وأشار إلى أن الله وعد المؤمنين بنصرهم ونصر دينه كما قال تعالى «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)، فمهما كاد أعداء الإسلام لأتباعه من مكائد وشوهوا صورته الجميلة وأحدثوا الحملات الإعلامية المغرضة وحاكوا الشائعات حوله فإنه ظاهر ومنتصر، وكما في قوله سبحانه أيضا (ولينصرن الله من ينصره)، وقوله أيضا (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله لقوي عزيز) وكتب الله أي فرض الله وقدر بأن ينصر رسله سواء في حياتهم أو بعد مماتهم، وأضاف انه مهما يعتري الدعاة والمصلحين من يأس من عدم إيمان قومهم واستجابتهم لهم فإن النصر لاشك آت قال تعالى: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، فنصر الله قادم إلى المؤمنين سواء كانوا في مكة أو في غزة أو في العراق أو في أفغانستان أو في غيرها، فنصر الله غير مقيد أو محدد بزمان أو مكان.
وأقسم العريفي بأن دين الإسلام اليوم هو أقوى الأديان انتشارا، مستشهدا بمواقع الإنترنت التي تتحدث عن الإسلام مقارنة بالمواقع التي تتحدث عن الأديان الأخرى، فالناظر إلى تلك الأعداد المهولة التي تدخل إلى تلك المواقع الإسلامية ويرى الإحصاءات الغربية التي تؤكد انتشار الإسلام بين مواطنيها لا يشك في إعجاز هذا الدين وتأييد الله له، وذكر العريفي بأنه ألقى محاضرة دينية في ألمانيا قبل عامين وحضرها جمع كبير من الألمان المسلمين وغير المسلمين وصاحب المحاضرة رجل يترجم حديثه بالألمانية فإذا بـ 6 من الألمان يقومون فيشهرون إسلامهم منهم 4 نساء ورجلان، مشيرا إلى تعجبه كيف يسلم 6 أشخاص خلال حديث لم يتجاوز الساعة ونصف الساعة، وكان ذلك في مسجد فما هو الحال لو كانت المحاضرة في سوق أو جامعة أو أي مكان آخر يستوعب جموعا أكثر وأكثر.
وتحدث العريفي عن قصة داعية في ألمانيا أيضا وهو داعية غير متفرغ، حيث انه موظف في إحدى الشركات يسلم على يديه 12 إلى 15 من الألمان شهريا، كما كشف عن إحصائية رسمية تقول أن في 2006 الذي أسلموا في ألمانيا 4000 شخص، ما يعني أنه كل ساعتين هناك مسلم ألماني جديد، بل هناك من الدعاة في ألمانيا من يقولون غير ذلك، حيث يرى البعض منهم أن الـ 4000 إنما هم الرسميون الذي غيروا أوراقهم الرسمية، وإنما عددهم الحقيقي هو ما يقارب 14000شخص.
ولفت العريفي إلى اننا نعبد الله بدين قائم قدر الله له الحماية بنفسه ويسر انتشاره، كما تكفل الله بحفظ القرآن الكريم من التحريف والنقص والزيادة، وأشار إلى وجود إحصاءات في بلجيكا تشير إلى أن في 2025 سيصبح الإسلام هو الدين الأول في بلجيكا، وأوضح أن هذه الحقائق التي تؤكد مدى انتشار الدين لا تقتصر على بلجيكا أو ألمانيا بل أيضا هذه الحقائق تشمل أميركا وأوروبا وأفريقيا وأستراليا، فمهما دعمنا المراكز الإسلامية المنتشرة في الغرب وأرسلنا من كتيبات ومصاحف مترجمة إلى مراكز الدعوة إلا ويأتون يطلبون المزيد بعد أسابيع معدودة، ويقولون انتهت الكمية نتيجة كثرة الطلبات والإقبال الكثيف على قراءتها، مؤكدا أنه مهما حاول أعداء الله أن يقاتلوا هذا الدين أو يضيقوا على أهله أو يصرفوهم عنه فإنهم في حقيقة الأمر إنما يحاربون رب العالمين الذي أنزل هذا الدين وقدر حفظه.
كوارث طبيعية
وتابع العريفي قوله ان البلايا التي تقع على المسلمين من الكوارث الطبيعية ليست خاصة بالمسلمين، فإن الله قد قضى البلاء على الجميع.
مشيرا إلى زيف وبطلان من يظن أن من يقتل هذه الأيام إنما هم فقط المسلمون، متسائلا: أين هم من قتلى الحروب العالمية وحرب كوريا وغيرها التي خلفت ضحايا بالملايين، وأكد أنه وإن قتلت أعداد كثيرة من المسلمين إلا أنه يبقى أن من يقتل في أميركا أو في الصين نتيجة الفيضانات والزلازل والكوارث أضعاف كثيرة.
كما أوضح أيضا أن المصائب والبلايا على المسلمين تكون رحمة بهم، بينما تكون على الكافرين عذابا وانتقاما، واستذكر العريفي أحداث غزوة بدر وكيف أن المسلمين قتلوا من المشركين 70 وأسروا 70، وبعد ذلك في غزوة أحد استشهد من المسلمين 70 فوجد المسلمون في أنفسهم الضيق والحزن، وتعجبوا كيف يقدر الله عليهم أن يقتل منهم 70 من أخيارهم، فأخبرهم الله بأنه إنما رحمهم بأن لم يقتل منهم سوى 70 بينما في غزوة بدر كانت لهم الغلبة وكان لكم الضعف في القتل، كما قال تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير)، وذلك أنهم قد خالفوا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في أمره للرماة بعدم مغادرة الجبل، وكما في قوله تعالى أيضا (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) أي إن كنتم تتألمون من الحرب والجراح فإن المشركين أيضا يتألمون من الحرب والجراح إلا أنكم ترجون من الله ما لا يرجون من الوعد بالجنان والمغفرة والشهادة، وكما في الحديث «لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار»، مشيرا إلى أن هذه هي العزة هي التي يجب أن نعيش بها كمسلمين.