ليلى الشافعي
تتابعت ردود الافعال المستنكرة لما يحدث في غزة من عدوان اسرائيلي استهدف بنيتها التحتية والمواطنين فيها.
فقد استنكر د.عجيل النشمي ما يحدث في غزة من ارهاب دولة منظم وقال: لم يجتمع على أمة ظلم مثل الذي يجتمع على اهل فلسطين اليوم، كما لم تجتمع قوى الظلم في دول الظلم العظمى مثلما تجتمع عليه اليوم أميركا واوروبا بامرة اليهود ومكرهم حيث اغتصبوا الارض وسلبوا خيراتها وقتلوا وشردوا اهلها الشرعيين، ولم يكتفوا بهذا الظلم بل سلكوا اليوم مسلكا ينبئ عن دناءة خلق وانحطاط لم يسبق له مثيل في تاريخ الظلم الحضاري، لا لشيء سوى ان اهل فلسطين اختاروا طريق العزة والمقاومة خيارا لهم فحاصروهم حتى لا يدخل عليهم طعام او دواء او مال ليموتوا جوعا او يذلوا ويركعوا لجبروتهم يعترفوا لليهود بأنهم اهل الارض وهم الاسياد ومن عليها لهم عبيد.
أشد أنواع الظلم
ووصف د.النشمي ما يحدث للمسلمين في غزة بأنه اشد انواع الظلم الانساني، الا انه اعتبر ان الاشد منه ظلما هم ذوو القربى دما ونسبا ودينا، حين تطلب الدول العربية من السلطة الفلسطينية ان تعترف بإسرائيل وما تحت يدها من الارض لتعترف بمبادرة السلام العربية، وما طرحته بعض الدول العربية بمنزلة شرط للمساعدات المقرر توصيلها للشعب الفلسطيني، وهذا رأيها، لكننا هنا نبين هذا الطلب من الجانب الشرعي، فهذا الطلب وهذا الشرط غير مبرر ولا مقبول من الناحية الشرعية لأن اهل فلسطين انفسهم وسلطتهم ايضا لا يملكون ذلك، فلو انهم اتفقوا على الصلح الدائم واعترفوا بحق اليهود بما تحت ايديهم من ارض فلسطين المقدسة فإنهم يتصرفون فيما لا يملكون، بل لو انهم اتفقوا مع الدول العربية كلها على ذلك ونفذوا مبادرة السلام فإنهم يتصرفون فيما لا يملكون لمن لا يستحقون ولو كان هناك صلح مؤقت ظاهر جلي في بنود الاتفاق لكان مقبولا، أما انه صلح دائم يحمل اقرارا للعدو على ارض اسلامية ومقدسة ومباركة واعترافا بوجوده فإن الميزان الشرعي نصوصه وقواعده قاطعة برده نص على ذلك فقهاؤنا في سائر المذاهب قديما وحديثا.
مظلة دولية
وقال النشمي: ان مما يؤسف له ان نرى الدول الكبرى تحت مظلة دولية تعتبر من يدافع عن ارضه وعرضه وماله ارهابيا، في الوقت الذي تعد فيه المحتل الظالم داعية للسلام، ويدافع عن نفسه ضد الارهاب، ان هذه التركيبة من الارهاب الدولي المنظم باسم الديموقراطية وحقوق الانسان دجل لم تسبق اليه حضارة من حضارات الظلم والبطش على مر التاريخ.
يد العون
واضاف: نحن اليوم ولهذا الواقع المعروف نتكلم ولا نطالب الدول العربية والاسلامية بان تنصر اهل فلسطين بتجييش الجيوش وتجهيز الطائرات، فهذا من التكليف بما لا يطاق ولا ينتظره عاقل وحال المسلمين كما نرى ونعلم، وانما نطالبهم بأن ينظروا للقضية من زاوية النصرة بالمستطاع، وهو مد يد العون بالمساعدات المالية والديبلوماسية والا يستجيبوا لضغوط تجويع الشعب وسلب الارض والا تربط مساعداتهم بشرط اذلال والا يساوموهم على رغيف الخبز، فهم لم يطلبوا سلاحا ولا مدفعا ولا طائرة انما طلبوا أمرا مستطاعا وهو النصرة الواجبة شرعا.
واجب المسلمين
ولفت د.النشمي: سواء قدمت الحكومات العربية والاسلامية ما وجب عليها بحكم الشرع او لم تقدم، فإن واجب الشعوب الاسلامية في النصرة لا يسقط عنهم، فقد تعذرت النصرة بالنفس فتعينت النصرة بالمال فهو المستطاع، وهذا من اسمى انواع الجهاد، ولهذا قدم الله تعالى الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في سائر المواضع التي يجتمع فيها جهاد النفس والمال، ولعل ذلك لان جهاد المال لا ينقطع والجهاد بالنفس قد ينقطع، كما ان جهاد النفس لا يستغني عن جهاد المال، ومن ذلك قوله تعالى (وجاهدوا بأموالكم وانفسكم في سبيل الله)، وقال ( صلى الله عليه وسلم ) «من جهز غازيا فقد غزا»، ونصوص الشرع وقواعده قاطعة بوجوب الجهاد بالمال لمن استطاع بذله، واعتقد ان نداء الآيات والاحاديث الصريحة في دعوة المسلمين للجهاد بالمال تعني بشكل مباشر اهل الكويت ودول الخليج ممن انعم الله عليهم بأكثر من حاجاتهم، فقد فاض الخير عندهم وعم، وكذا الدعوة لكل مسلم ومسلمة ميسور الحال في سائر البلاد الاسلامية واجب بالنصرة لاخواننا واهلنا في فلسطين، ولو كل بلد على حدة بعد ان خذلهم الاباعد وبعض الاقارب.
النصرة
وزاد النشمي: ان اخواننا واهلنا في غزة يستنصروننا باسم الدين، ولعلمهم ان الله يوجب علينا نصرتهم، قال تعالى(وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعلمون بصير)، وليس لليهود ومن ولاهم ميثاق ولا عهد، لقد ضربوا بالمواثيق الدولية عرض الحائط.
وقال: ايها المسلمون انصروا اخوانكم واهلكم وقدموا لانفسكم عند ربكم ولو بدينار كل يوم او كل شهر دينار او اقل او اكثر فوالله الذي لا اله غيره ليحمينكم برد هذا الدينار من لهيب الشمس حين تقترب من رؤوس الخلائق والله الذي لا اله غيره ان دينارا تنفقونه لنصرة اهل فلسطين اليوم تجدونه جبلا من المال خيرا واجرا، الله الذي لا اله غيره ان دينارا تدفعونه نصرة لاهليكم يقيكم في الدنيا من مواقع السوء والشر والبلاء والمصائب، ويجلب لكم رضا ربكم ويبعد عنكم سخطه وغضبه، وها هي دعوة نبرئ فيها ذمتنا بالبلاغ وذمتكم بالعطاء، فمن شاء رضا ربه ونصرة اخوانه واهله والجهاد بماله فليتبرع من ماله صدقة او يعجل لهم زكاته.
تجمع الميثاق الوطني
من جهته قال تجمع الميثاق الوطني في بيان صحافي: في تزامن مع بداية السنة الهجرية الجديدة واحتفالات اعياد ميلاد سيدنا المسيح ( عليه السلام )، مرة اخرى يمارس العدو الصهيوني جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني الاعزل، بعد ممارسته الحصار والتجويع بمنتهى الدناءة والنذالة وحرمانه الشعب الفلسطيني من الامدادات الانسانية لمدة تزيد عن ستة اشهر وذلك تحت مسمع ومرأى العالم المتحضر.
وان كنا قد يئسنا من اي مبادرة من المنظمات والهيئات الدولية التي تنادي بحقوق الانسان، وخاصة هيئة الامم المتحدة، علاوة على تقاعسها عن اصدار بيان تنديد بهذا العدوان الصلف نتيجة لهيمنة القوى الكبرى التي تدعي التحضر والداعمة للكيان الصهيوني على قراراتها، فإن على الامتين العربية والاسلامية القيام بمسؤولياتهم تجاه اخوانهم واخواتهم في العروبة والاسلام، وعدم الاكتفاء ببيانات التنديد والاستهجان الخجول والتي بدأ العدو الصهيوني يستحسنها كبديل عن اي انشطة اخرى تعطل برنامجه الدموي.
ان التاريخ القريب والبعيد يؤكد ان اصحاب الحق المناضلين ضد الباطل والعاملين لاسترداد حقوقهم ضمن المنهج الرباني لن يهزموا وان قل العدد وضعف الناصر وان النصر سيكون دائما لهم في نهاية المطاف، وان التاريخ لن يرحم المتخاذلين والساكتين عن الحق وسيصنف التاريخ هؤلاء في خانة المتعاونين والداعمين لجرائم الصهاينة.
واننا ندعو القوى الفلسطينية الى توحيد الصفوف ولم شملها وان فرقتها المناهج والهويات فلابد ان يوحدها العدو المشترك الذي لايزال يؤكد على هويته المبنية على اساس الخداع والكذب، ومع الاسف نرى اليوم من تنطلي عليه اكاذيب العدو الصهيوني.
رابطة الشريعة بـ «الخليج»
واصدرت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي بيانا قالت فيه: أيها المسلمون في كل مكان: هاهي غزة الصامدة، لم يكتف الصهاينة بحصار زاد على سنة ونصف السنة، منعوا عن اهلكم واخوانكم في الدين الماء والغذاء والدواء والكهرباء، ثم هاهي الطائرات الحربية تشن الغارات الصاروخية فتبيد كل حي وتهدم البيوت على ساكنيها لا تفرق بين صغير او كبير، رجل او امرأة، هدفها سفك الدماء والافساد في الارض، وهذا هو تاريخهم الاسود منذ عدائهم لدعوة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) دعوة الاسلام.
ويا حكام المسلمين: ان نبض الشعوب الاسلامية مازال حيا والحمد لله، فهاهي مشاعر المسلمين تحرك الشعوب في ارجاء الارض الاسلامية، برهانا على ان جذوة الاسلام عامرة، وقوتهم كامنة، وان اصواتها تناديكم ان افعلوا شيئا، يريدون تقديم الافعال على الاقوال والتصريحات، يريدون النصرة الواجبة شرعا فهي رأسمال المسلمين في أخوتهم وقوتهم، فكونوا بحكمتكم ومواقفكم الشجاعة ممن يحبهم الله تعالى وقد مدحهم بقوله: (اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين)، كونوا اولياء لله ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وللمؤمنين، تكونوا اعزة غالبين، هذا وعد الله لكم ولنا: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)، لا توالوا اليهود ومن والاهم من النصارى، ولا تركنوا لهم أو تثقوا بهم، (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومــن يتولهم منكم فــإنه منهم، ان الله لا يهدي القوم الظالمين)، وان نصرة أهل فلسطين وغــزة واجبة، قـال تعالى (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر).
وان رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون تدعو حكومات الدول الاسلامية ان تبذل غاية ما تستطيع وانها لتستطيع:
أولا: ان تقطع الدول العربية والاسلامية كلها العلاقات مع العدو الصهيوني، اذ لا يعقل ان يحدث كل هذا الدمار من القتل والابادة الجماعية واعلام اليهود ترتفع في بعض العواصم العربية والاسلامية.
ثانيا: فتح الحدود ومعبر رفح لنقل المصابين وادخال الماء والغذاء والدواء، بل ادخال السلاح ليدافع المسلمون به عن انفسهم امام آلة العدو الفتاكة.
ثالثا: رفض الصلح مع العدو الصهيوني وسحب المبادرة العربية للسلام، فانه لا محل لمبادرة السلام مع ما يفعله الصهاينة على مرأى ومسمع من العالم اجمع من سفك دماء وحرب ابادة وقتل الابرياء، والا فسر اليهود ومن والاهم هذه المبادرة بالذلة والهوان والضعف.
رابعا: تسخير الامكانات والضغوط المادية والديبلوماسية والسياسية والعلاقات الدولية لخدمة القضية وفضح الصهاينة وجبروتهم وظلمهم.
نصركم الله بنصر أهل فلسطين وغزة (ان الله ينصر من ينصره ان الله لقوي عزيز).
اجتماع في «الإغاثة»
واستنكرت اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة مجازر العدوان الصهيوني حيث عقدت اجتماعا استثنائيا برئاسة نائب رئيس اللجنة احمد سعد الجاسر وحضور ممثلين عن الجهات المنضوية تحت لوائها حيث ناقشوا سبل دعم وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاعتداءت عنيفة في غزة.
وقالت اللجنة في بيان لها انها تتابع بقلق بالغ المجازر التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني في غزة والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى.
واذ تستنكر اللجنة هذا العدوان الغاشم الذي يتنافى مع كل الشرائع السماوية والاعراف الانسانية والدولية فانها تدعو جميع المسلمين الى ترجمة غضبهم الى المساهمة في رفع المعاناة عن ابناء غزة.
وتدعو اللجنة الشعب الكويتي الكريم وجميع المقيمين الى سرعة التفاعل مع هذه الكارثة الانسانية بايجابية والمساهمة في انقاذ المرضى والمصابين واعالة أسر الشهداء عبر تقديم التبرعات والمساعدة الانسانية.
موقف موحد وفاعل
كما استنكر اتحاد طلبة بريطانيا الحرب الاسرائيلية الوحشية على شعب غزة وقال الاتحاد في بيان صحافي ان الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع المملكة المتحدة وايرلندا يستنكر المجازر الوحشية التي ارتكبتها وترتكبها القوات الاسرائيلية في قطاع غزة مطالبا باستنهاض الجهود الكفيلة بنصرة الشعب الفلسطيني المنكوب والتصدي للآلة الحربية الصهيونية التي تتلذذ بسفك دماء الأبرياء.
واضاف الاتحاد ان هذا الاعتداء هو حرب ابادة ضد شعب اعزل محاصر، ويشكل خرقا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة كما انه يمثل خروجا على القيم والمبادئ الانسانية، مشيرا الى ان اسرائيل ما فتئت تستمري القتل وتنتهج العمل الاجرامي بديلا عن مفاوضات السلام وهو الأمر الذي يكشف بجلاء ووضوح زيف هذه المفاوضات وان المحتل اليهودي لا يعرف للسلام طريقا.