أسامة أبوالسعود
في الليلة الثامنة من ليالي عاشوراء جسدت الحسينيات عبر مشاهد تمثيلية حادثة استشهاد القاسم ابن الحسن والحوار الذي دار بينه وبين الحسن بن علي ( عليه السلام ).
وأما في خطباء المنبر الحسيني في ذكرى شجاعة واقدام وتضحية آل البيت جميعا، خصوصا القاسم بن الحسن الذي اصر على مرافقة عمه للمساهمة في حمايته ومساعدته في ثورة الاصلاح التي اراد بها الحسين ( عليه السلام ) احياء مسيرة جده الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ).
وروى خطباء المنبر الحسيني حادثة مقتل القاسم فيما روى عن حميد بن مسلم خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر، في يده السيف، وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما، لا أنسى أنها اليسرى، فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه، فقلت له: سبحان الله، وما تريد إلى ذلك يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب، قال والله لأشدن عليه، فما ولى وجهه حتى ضرب الغلام بالسيف، فوقع الغلام لوجهه وصاح: يا عماه.. قال: فو الله لتجلى الحسين كما يتجلى الصقر، ثم شد شدة الليث إذا غضب، فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها ـ أي قطعها ـ من لدن المرفق، ثم تنحى عنه، وحملت خيل عمر بن سعد عليه فاستنقذوه من الحسين، ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها، وجالت، فتوطأته، فلم يرم حتى مات ـ لعنه الله وأخزاه ـ فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، وحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ثم قال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته، يوم كثر واتره، وقل ناصره، ثم احتمله على صدره، وكأني انظر إلى رجلي الغلام تخطان في الأرض، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين، فسألت عن الغلام، فقالوا هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، صلوات الله عليهم أجمعين.
ففي حسينية الهزيم بالمنصورية قال خطيب المنبر الحسيني مرتضى الشاهرودي ان الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو الذي قدم نفسه وروحه وكوكبة من اهل بيته وشبانه ليعيش الناس والأمة الإسلامية كرماء وسعداء لأن الإسلام اصبح في ظرف عصيب.
وتابع الشاهرودي قائلا: ولذلك نهض سيد شباب اهل الجنة ليعلن للمسلمين ان الاسلام هو دين الاخلاق والقيم والحرية والشريعة التي تحفظ كرامة البشر لا المسلمين فقط وانما جميع الشرائح التي تعيش تحت نظام الاسلام، فمالهم محترم ودمهم مصان ويتمتعون بالحقوق التي يتمتع بها المسلم في حكومة الاسلام.
ديوان الخاقاني
وواصل ديوان المرجع الديني محمد محمد الخاقاني اقامة المجالس اليومية، حيث اشار السيد فاخر الموسوي الى ان المصاحبة والمرافقة بين ابناء البشر سنة من سنن الباري عز وجل، وان هذه المصاحبة لها قوانينها واحكامها بمقتضى وجود الانسان على وجه الارض، لأنه اجتماعي بالطبع، مشيرا الى ان المرافقة اهم من الصداقة والشراكة في العمل او التجارة وغيرها مع انها نوع من العلاقة بين البشر، ولهذا فإن الباري عز وجل ارسل خطابات فيها رحمة الى الناس كافة، ومن هنا فالمرافقة جعلها الله في الحياة لتكون منطلقا للتعايش السلمي، فكانت المرافقة ضمن خطة الأنبياء والرسل.
وأوضح ان المحبة هي العامل المشترك بين المؤمنين والآخرين، لأن من اسس الإسلام حمل المؤمن المحبة للمؤمنين والآخرين واحترامهم، موضحا ان المحبة يجب ان توجه لكل مخلوقات الله، ولا شك ان المشاركة مع الجميع بجميع الاطياف والاديان يدل على سماحة الاسلام لما فيه من المودة والمحبة العملية وهذا ما تجسد في كربلاء بين الامام الحسين ( عليه السلام ) واخيه العباس ( عليه السلام ) الذي كان يشغل حامل الراية والمدافع.
وأبدى السيد ابراهيم القزويني استياءه للأصوات المشبوهة التي تهاجم الشعائر الحسينية، اضافة الى بعض الاقلام المنحرفة التي تشير لنفس الهدف والغرض.
وأضاف ان الشيعة يقومون بإحياء الشعائر الحسينية في أرجاء العالم خاصة خلال شهر محرم من باب معرفتهم لهذه الشعائر.
وعليه فإن الشعائر الحسينية مطلوبة من المؤمنين ومستحبة على ضوء احاديث اهل البيت عليهم السلام، إضافة الى ان مجالس الحسين عبارة عن مدارس دينية وفيها فصول لنشر الإسلام والأحكام والفضائل خاصة ان الإمام الحسين ( عليه السلام ) يجمع كل ابعاد الإسلام.
حسينية أهل البيت
وأشار الشيخ عبدالرسول الفراتي في حسينية اهل البيت بمنطقة الاحمدي الى مضمون حكمة النور التي جاءت في سورتي التوبة والصف حيث قال الله تعالى(يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون)، مشيرا الى وجود عدة معاني للنور الاول ظاهري وهو النور الصناعي والثاني باطني ويعني النور اللاهوتي السماوي الابدي، فالنور جمع عدة معان باطنية منها القرآن والإسلام والإيمان.
وأوضح الفراتي ان هذه الأنوار ظلت ومازالت متلألئة وساطعة لانها محفوظة من قبل الباري عز وجل، ثم تطرق الشيخ الفراتي الى الحوار الذي دار بين الإمام الحسين ( عليه السلام ) وابن اخيه القاسم بن الحسن الذي طالب بأن ينزل الميدان للدفاع دون عمه وتفعيل وصية والده الإمام الحسن ( عليه السلام ).
حسينية المشموم الرضوية
وفي حسينية المشموم الرضوية ألقى السيد امين جواد شبر محاضرة بعنوان «نظام الحياة الزوجية المستقرة.. كيف يكون؟» وبين الهدف من الزواج والعوامل التي تساعد في استمراريته بشكل صحي.
وقال شبر ان «نظام الزوجية نظام كوني، فأينما تنظر تجد هذه الظاهرة ماثلة امامك، ونأخذ على سبيل المثال، الذرة التي نجدها خاضعة لظاهرة الزوجية التي يمثلها قطبا الالكترون والنيترون، وكــذلك ينطبق الامر نفسه على الكهرباء، حيث نجد ان القطب السالب والآخر الموجب هما اللذان يصنعان الكهرباء، وكذلك النبات والحيوان».
وأضاف شبر: ان الإنسان ليس بمســتثنى من هذه الظاهرة الزوجية التي تتم عبر الرجل والمرأة عن طريق «النكاح»، تلك السنة النبوية التي أوصى بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) «هذه سنتي ومن رغب عنها فليس مني».
وأشار شبر الى ان التفاهم الاسري بين الزوج والزوجة هو عنصر مهم لاستمرار الحياة الزوجية في مناخ صحي وملائم يعكس حالة المودة والرحمة التي يتصف بها كل طرف تجاه الآخر (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها...).
قائلا ان الشخص المتزن والمؤمن هو من يستمع الى هموم زوجته وهو الشخص الذي لا يعطي الفرصة لأصحاب السوء ان يتدخلوا في شؤون حياته الزوجية ويحولوها من حياة صافية الى غم ونكد تكون نهايتها الطلاق، مؤكدا ان نسبة الطلاق زادت في الأعوام الأخيرة نتيجة لفقدان عملية التفاهم بين الزوج وزوجته.
وذكر ان من اهم الركائز التي ترتكز عليها الحياة الزوجية السليمة عملية الاختيار والتي يجب ان تتوافر فيها صفات الدين والاخلاق في كل من الرجل والمرأة.