أسامة أبوالسعود
في ليلة عاشوراء ويومها أمس أحيى الإخوة الشيعة داخل البلاد وعلى امتداد الأرض ذكرى يوم كربلاء ذكرى استشهاد سبط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، حيث تذكر خطباء المنبر الحسيني في البلاد بكل ألم وحسرة ودمع جارف ذكرى استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة وأكدوا ان «كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء».
وأعاد معظم خطباء المنبر الحسيني تلك الصورة الأليمة وآخر كلمات نطق بها الشهيد قبيل مقتله وتجسدت تلك الصورة من بكاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعدما رأى بدن ابنه علي الأكبر مقطعا اربا أمام عينيه فنادى شبان بني هاشم: «تعالوا احملوا أخاكم»، وذهب الإمام الى خيمة نساء أهل البيت بعيون باكية فسألته سكينة: يا أبتي، لماذا أنت حزين؟ أين أخي علي؟ فبكى الإمام ثم قال: «بُنية قتلوه اللئام».
فصاحت سكينة: وااخاه واعلياه.
وصرخت وقامت كي تخرج من الخيمة فمسكها الإمام ( عليه السلام ) وقال: «يا ابنتاه اتقي الله واستعملي الصبر».
فقالت سكينة: «يا أبتاه كيف تصبر من قتل أخوها وشرد أبوها».
فقال الإمام ( عليه السلام ): (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وتحدث الخطباء عن استشهاد علي الأصغر حيث قالوا «كان علي الأصغر في حجر أبيه عندما أصابه سهم العدو في نحره النحيف وسال الدم على صدره، فأعاده الإمام ( عليه السلام ) الى الخيمة واستقبلت سكينة أباها وقالت: يا أبتاه لعلك سقيت أخي الماء.
فنزلت الدموع من عيني أبيها وقال: «بنية هاك أخاك مذبوحا بسهم الأعداء».
وبعدها حين رأى الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأجساد المدماة لأصحابه وشبان بني هاشم هيأ نفسه لمحاربة العدو ونادى: «هل من راحم يرحم آل الرسول، هل من ناصر ينصر ذرية الطاهرة البتول».
ثم ذهب الى المخيم ونادى: «يا سكينة يا فاطمة يا زينب يا أم كلثوم عليكن مني السلام فهذا آخر الاجتماع وقد قرب منكن الافتجاع».
وارتفع صوت نساء أهل البيت بالبكاء وقلن: الوداع، الوداع، الفراق، الفراق.
ونادت سكينة: يا أبتاه أاستسلمت للموت فإلى من اتكل؟
فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ): «يا نور عيني كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )