آلاء خليفة
الشباب عماد المستقبل وأمل الغد المشرق، فما بالكم لو كنا نتحدث عن خريجي وخريجات قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت؟! شباب كان طموحهم الابحار في العلوم السياسية ومعرفة أسرارها، وقد تمكنوا من تحقيق طموحاتهم وها هم اليوم تخرجوا ليخوضوا غمار الحياة السياسية بكل أمل وتفاؤل، والتقت «الأنباء» بعضا من خريجي العلوم السياسية، ليحدثونا عن تجربتهم في دراسة العلوم السياسية بعد دراستهم أصول السياسة ولأن البلاد تمر بمرحلة أسماها البعض «مرحلة حرجة» في العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، أخذنا آراءهم حول تلك العلاقة وكيف يرون مستقبل الكويت السياسي كما استمعنا منهم الى مطالبهم من الحكومة الجديدة وآرائهم في التشكيل الحكومي المزمع الإعلان عنه قريبا حيث أكدوا جميعا ان البلاد تعيش حالة حرجة بسبب توتر العلاقات بين السلطتين داعين الى الابتعاد عن المحاصصة وتوزير أصحاب التخصص والكفاءات.
وفيما يلي تفاصيل اللقاءات:
ذكر محمد جواد درويش ان الدراسة بقسم العلوم السياسية كانت تستهويه منذ الصغر ومن هنا جاءت رغبته في الالتحاق بقسم العلوم السياسية، لافتا الى ان بعض أساتذة القسم يعطون للطلبة مطالعة خارجية فجعلهم يتحمسون بشكل أكبر للسياسة، ولأنه خريج قسم العلوم السياسية ذكر ان الحالة السياسية في الكويت متردية جدا والعلاقة سيئة للغاية بين أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية بسبب الخلافات بينهما وعدم وجود تعاون أو اتفاق فيما بينهما، ما تسبب في شل البلد وعطّل حركة التنمية فيها واصبحوا منشغلين بأمورهم الخاصة وابتعدوا عن تحقيق مصلحة الكويت، وحمل مجلس الأمة مسؤولية ما يحدث من أزمات سياسية متعاقبة في البلد وان كانت الحكومة تتحمل جزءا أيضا من المسؤولية، مشيرا الى ضرورة التعاون بين السلطتين لما فيه مصلحة الكويت، وحول التشكيل الحكومي الجديد تمنى درويش ان تكون حكومة رجال الدولة وتكون بعيدة عن المحاصصة التي أثبتت فشلها على مدار الحكومات المتعاقبة في الكويت، مشددا على ضرورة اختيار الوزراء المتخصصين الحاصلين على الشهادات العلمية التي تؤهلهم لحمل الحقيبة الوزارية بكل كفاءة واقتدار ويتمكن من تنمية الوزارة وتطويرها.
ومن جهة اخرى، أرسل درويش رسالة الى الوزراء والنواب مفادها ان يتركوا خلافاتهم الشخصية ويفكروا في الكويت وفي تنميتها قبل التفكير في مصالحهم الشخصية وكيفية الاستمرار في كراسيهم.
تدهور الحالة السياسية
ومن ناحيتها، قالت مناير الحاي انها التحقت بقسم العلوم السايسية نظرا لاهتمامها بالسياسة ورغبة منها في معرفة المزيد عن السياسة، وهذا هو سبب التحاقها بالقسم، لافتة الى ان الدراسة بقسم العلوم السياسية ممتعة ومفيدة وتضم كوكبة من الاساتذة المثقفين.
ونوهت الحاي الى ان تفاوت الثقافة بين دكاترة القسم قد يكون مشكلة بقسم العلوم السياسية، موضحة انها تتمنى العمل في المجال السياسي وان تخوض عالم السياسة.
كما اشارت الى تدهور الحالة السياسية في الكويت وانحدارها بشكل مستمر، محملة المجلس والحكومة مسؤولية تلك الحالة.
ولفتت الى ان بعض الوزراء والنواب يتصفون بالأنانية، لاسيما عندما تكون هناك امرأة في مركز القرار في الحكومة مثلا، فيحاول بعض النواب اختلاق المشاكل لمواجهة المرأة وإلغاء كيانها ووجودها السياسي.
المرأة في المجلس
وتابعت: وأنا كامرأة كويتية أتمنى وصول المرأة الى مجلس الأمة، لاسيما لوجود العديد من نساء الكويت اللواتي يتمتعن بالكفاءة والمهارة والمؤهلات بالعلم لخوض غمار العمل السياسي والتفوق فيه، كما تمنت الحاي ان يكون هناك عدد اكبر من الوزيرات في مجلس الوزراء، لافتة الى ان وجود وزيرتين يشعر النساء بالفخر ولكنه لا يرضي الطموح، متمنية ان تأتي الحكومة المقبلة بعدد اكبر من الوزيرات، كما اكدت الحاي ضرورة التعاون بين اعضاء السلطتين والتأكيد على الوحدة الوطنية البعيدة عن المصالح الشخصية.
أما حواء النقي فقالت: كل طالب عندما يتخرج من المرحلة الثانوية يحتار في اختيار القسم الذي يرغب في الدراسة به ولكنها اختارت قسم العلوم السياسية عن قناعة وحب، معربة عن استفادتها من الدراسة، لاسيما بعد المشاريع والبرامج التي كان ينفذها الطلبة التي كانت تؤهلهم لمقابلة العديد من الشخصيات السياسية والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم العملية في مجال السياسة.
واشارت الى انها ترغب في استكمال دراستها العليا في مجال السياسة وهي الآن بصدد تحضير الماجستير.
وحول الحالة السياسية ذكرت ان الجميع مستاء من الانحدار السياسي الذي تشهده الكويت حاليا بعد ان كانت الكويت مثالا يحتذى بين الدول الاخرى في رقي العمل السياسي بها، متمنية الافضل دوما للكويت.
واكد عبدالوهاب السنان انه من ا شد المحبين لعلم السياسة وقد دخل القسم على الرغم من انه كان حاصلا على معدل اكبر من المعدل المطلوب للقسم، لرغبته وطموحه في دراسة العلوم السياسية.
وتابع: اننا في ديرة كالكويت نشهد دوما العديد من الاحداث السياسية المتعاقبة، مشيرا الى ان ميوله كانت تتجه دوما للعلوم السياسية. وعن الصعوبات التي واجهته اثناء الدراسة في القسم قال لم اواجه صعوبات بالمعنى المعروف، ولكن في بعض الأحيان، كنا نعاني من ضغط الاختبارات وهي امور عادية لا تخلو اي جامعة او اي قسم منها.
وعن نظرته للحالة السياسية في الكويت اوضح ان الحالة السياسية في الكويت ليست كأي دولة اخرى في العالم «ما لها مثيل» فنحن في ديرة صغيرة تضم العديد من الأطياف وقلوب اهلها على بعض، ولكن ظهرت في الفترة الاخير ظواهر دخيلة على المجتمع الكويتي، موضحا ان الحكومة تعاني من مشكلة ازلية تتمثل في عدم التخطيط أما مجلس الامة فمشكلته تتلخص في محاولته الدائمة «لإثبات الوجود».
تحمل المسؤولية
ولفت عمر الحميدي، الى حبه وشغفه بالسياسة بما جعله يقرر الالتحاق بقسم العلوم السياسية، وعن المشكلة التي واجهته اثناء الدراسة قال: كانت مشكلتنا في ان هناك بعض المواد تحتاج الى فترة اكبر لدراستها وبالتالي كنا نواجه صعوبة في دراستها بفصل دراسي واحد فقط، ورأى ان الخلل في الوضع السياسي يقع على عاتق النواب والوزراء معا، فلا يمكن تحميل طرف دون الآخر مسؤولية ما أصاب البلد من ركود وتدهور في الحالة السياسية.
وأشار الحميدي الى ان بعض النواب ركزوا على مصالحهم الشخصية وابتعدوا عن التفكير في مشاكل الشعب وقضاياه، وفي المقابل فان هناك حكومة ضعيفة تفضل الابتعاد عن المواجهة، متمنيا التعاون بين السلطتين.
ومن جهة أخرى، استغرب من عدم مواجهة الحكومة للاستجوابات التي تقدم لها، راجيا ان يتم اختيار حكومة قوية قادرة على المواجهة كما تمنى ان يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وان يكون اختيار الوزراء على اساس ما يتمتعون به من كفاءة وقدرة على الادارة وقيادة الوزارة وليس على اساس من الترضيات او المحاصصة.
ولفت الى ان الشعب الكويتي اصيب بحالة من الانزعاج نظرا لتركيز بعض اعضاء السلطتين على مصالحهم الشخصية وتجاهلهم لمصالح المواطنين، متمنيا ان تأتي الحكومة الجديدة بخطط وبرامج تنموية تركز على اصلاح البنية التحتية والاهتمام بقطاعات الصحة والتعليم والذي يعتبر اساس تقدم الدول.
وضع متأزم
وأشار عبدالله الصلال، الى ان دراسة العلوم السياسية كانت طموحه منذ الصغر، وتوج رغبته بالتحاقه بقسم العلوم السياسية لافتا الى انه ينوي استكمال المسيرة الدراسية وصولا الى الماجستير والدكتوراه.
وأفاد بأن أهم ما يميز قسم العلوم السياسية هو وجود نوع من التعاون بين الطالب والدكتور والذي توج بتخرج الطلبة وحصولهم على معدلات مرتفعة.
موضحا بان الوضع السياسي في الكويت متأزم ويحتاج الى التعاون بين اعضاء السلطتين، لافتا الى ان تدخلات صاحب السمو الأمير تكون دوما تدخلات حكيمة وتساهم في ايجاد الحلول المناسبة في الوقت المناسب.
ومن ناحية أخرى أكد الصلال على ضرورة اختيار وزراء متخصصين، حتى يتمكنوا من ايصال الكويت الى بر الأمان وانقاذ ما يمكن انقاذه، مستغربا من انشغال النواب والوزراء عن القضايا الرئيسية واتجاههم الى القضايا الثانوية والتي لا تعبر عن حاجة الشعب الكويتي، وحث الجميع على التعاون للوصول الى الغاية المنشودة في رفعة الكويت وتحقيق تقدمها وتطورها.
ومن جهته، اكد محمد أبل ان الدراسة في قسم العلوم السياسية كانت دراسة مميزة جدا نظرا للمناهج الدراسية المتميزة ولتعدد الافكار الموجودة في عقول دكاترة السياسة بجامعة الكويت.
وأضاف: أود ان أوجه نقدا بحكم انني خريج قسم العلوم السياسية، حيث نتمنى في ظل وجود جامعة حكومية وضعت هذا القسم ان تتحمل مخرجات هذا القسم ولكن للأسف حتى اليوم لا يوجد تقدير لمخرجات القسم، مستغربا من عدم تقدير مخرجات قسم العلوم السياسية على الرغم من أهمية القسم.
واضاف: نفاجأ بعد وصولهم الى كراسيهم في مجلس الامة بتجاهل البعض منهم لمصلحة الكويت، ولكن في المقابل «لو خليت خربت» فهناك نواب اكفاء وعلى قدر المسؤولية، ولكن من وجهة نظري ان المسؤولية الأولى والاخيرة تقع على عاتق الشعب الكويتي لانه هو من يختار النواب ويوصلهم الى المجلس، فيفترض اختيار نواب على قدر من الكفاءة والمسؤولية ويستحقون مناصبهم بالفعل لان الاهم هي الكويت وليست مصلحة القبيلة او الطائفية.
ورأى ان الاستجواب حق دستوري مكفول للنواب ولكن في الآونة الأخيرة اصبح الحديث عن الاستجواب لمجرد اثارة التأزيم، مشيرا الى ان الحل في الوقت الحالي هو غلق باب النقاش حول تلك القضية، متمنيا ان تكون هناك رؤية واحدة نحو تحقيق مستقبل افضل للكويت وكيف يجب ان تكون الكويت في المستقبل.
وزاد: كانت الكويت «لؤلؤة الخليج» ولكن حاليا سبقتنا العديد من الدول الخليجية الاخرى واصبحوا يطلقون علينا «كويت الماضي»، آملا ان يكون هناك تخطيط جيد للمستقبل يجعل الكويت هي كويت الماضي والحاضر والمستقبل.
تفاقم المشكلات
واوضحت لولة الرومي انها كانت ترغب في دراسة قسم العلوم السياسية نظرا لشغفها بالسياسة وعلم السياسة وتحمد الله على تحقيق ذلك الحلم حتى تمكنت من الالتحاق بالقسم والتخرج منه، واشارت الى انها تنوي استكمال دراستها العليا في العلوم السياسية حتى تتمكن من خدمة وطنها الحبيب الكويت.
ومن ناحية اخرى اشارت الرومي الى ان انعدام التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ساهم في تفاقم المشكلات السياسية في الكويت لاسيما في الآونة الأخيرة، معبرة عن غضب واستياء الشارع من الحالة السياسية المزرية التي وصلت اليها البلاد.
واشارت الرومي الى ان الحل يكون في ان يحتكم النواب الى العقل والضمير ويضعوا مصلحة الكويت نصب اعينهم وفي المقابل وفي ظل التشكيل الحكومي الجديد لابد من اختيار وزراء اكفاء قادرين على وضع الخطط وتنفيذ البرامج كما انهم يجب ان يتصفوا بالقدرة على المواجهة والا يترددوا في الصعود الى منصة الاستجواب اذا استلزم الأمر، آملة ان يحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
وختمنا استطلاعنا مع شيخة الوزان التي قالت انها من اشد المحبين لدراسة العلوم السياسية وموجهة جزيل شكرها وتقديرها لدكاترة القسم الذين بذلوا قصارى جهدهم في خدمة الطلاب والطالبات ومتابعتهم طيلة فترة الدراسة وتخريج كوكبة من خريجي العلوم السياسية قادرين على خدمة الكويت بكل اخلاص وكفاءة.
واشارت الوزان الى ان من اهم الصعوبات التي واجهتهم اثناء الدراسة هو منع الاختلاط الذي كان له تأثير سلبي في مسألة الشعب المغلقة.