- مشاورات حالية يجريها الأمين العام لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية لمناقشة الملفين السوري والفلسطيني
- الموقف الأميركي أو الروسي من أزمة سورية مهما كانت دوافعه له أجندته الخاصة
- يؤلمني ويحز في نفسي إصدار فتاوى للسوريين بأكل لحم القطط والكلاب
- فرق تطوير الجامعة تواصل عملها وستقدم تقريرها الأول في قمة الكويت في مارس المقبل
أجرت اللقاء: بيان عاكوم
رأى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أنه مازال هناك الكثير من العوائق أمام توحيد المعارضة السورية، مشيرا إلى أنه «ستكون هناك اتصالات في الأيام المقبلة بين الجامعة العربية والمعارضة كما سيحضر ممثل من الجامعة العربية اجتماع المعارضة في إسطنبول الذي سيعقد مطلع الشهر المقبل وذلك للمساهمة في تليين موقفهم تجاه المشاركة في مؤتمر جنيف2، معربا عن أمله قبل الذهاب إلى جنيف 2 أن يكون قد «تم التوصل لتشكيل وفد يمثل كل التيارات المعارضة»، وفي لقاء جمع بن حلي مع 4 صحف محلية خلال تواجده في البلاد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للتحضير للقمة العربية ـ الأفريقية، ذكر بن حلي أن الأمين العام للجامعة يجري «مشاورات حالية مع وزراء الخارجية لعقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية للنظر في الملفين السوري والفلسطيني». وبيّن بن حلي أن مؤتمر المانحين 2 الذي سيعقد في البلاد بداية العام المقبل لمساعدة النازحين السوريين «سيتضمن تقييما لمدى التزام الدول بما تعهدت به في المؤتمر الأول وكذلك إضافة ما يمكن الحصول عليه من مساعدات».
وفيما يلي التفاصيل:
جئتم إلى الكويت قادمون من باريس ما الذي تمخض عن اجتماعات المجموعة العربية المكلفة بمتابعة المبادرة العربية ووزير الخارجية الأميركي جون كيري؟
٭ هذه الاجتماعات متواصلة ما بين الوفد العربي الوزاري المنبثق عن متابعة المبادرة العربية ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري باعتبار هذه الأخيرة حاليا هي التي ترعى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأصبحت هذه الاجتماعات شبه دورية وفي هذا الاجتماع وضع جون كيري الوفد الوزاري العربي في الصورة عن آخر التطورات واعتبر أن الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني بعد 3 اشهر من بدء المفاوضات دخلوا الآن في مرحلة مناقشة القضايا الجوهرية بعد أن كانت المفاوضات قد استغرقت مدة حول موضوع الأمن والآن بدأوا في قضايا الحل النهائي اللاجئين والقدس والجانب الثاني أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط المكلف بمتابعة هذه المفاوضات بدأ يشارك في هذه المفاوضات من حين إلى آخر وهذا هو الجديد.
هل وضعتم تصورا لما بعد الـ 9 أشهر المقبلة في حال فشل المفاوضات أو تحقيق مفاوضات وهل من الممكن أن تسحب المبادرة العربية؟
٭ المبادرة العربية كمشروع تاريخي وكطرح تاريخي موجودة على الطاولة وأصبحت كأحد المرجعيات على مستوى المجتمع الدولي ومن الصعب القول بسحبها أو تجميدها، لكن هناك خيار عربي في حال عدم نجاح هذه المفاوضات فعلى العرب تقييم الوضع بشكل كبير وإعادة الملف برمته بالنسبة لفلسطين ولمجلس الأمن الذي يعتبر المكان الذي يجب أن يتحمل مسؤوليته في هذه القضية في حال فشل هذه المفاوضات المباشرة وإذا لم تنجح جهود الولايات المتحدة فعلى الدول العربية أن تعود إلى الخيار الذي طرحته في مرحلة ما بأن تأخذ الملف كله إلى مجلس الأمن لتقول له الآن بعد 65 ومرور 25 سنة من المفاوضات لم نصل إلى حل.
انعقاد الاجتماع للمرة الثانية في باريس نريد تسليط الضوء على الدور الفرنسي والأوروبي تجاه هذه المفاوضات.
هل لمستم الدعم من قبل فرنسا المستضيفة للاجتماع؟
٭ لمسنا ذلك من خلال كاثرين اشتون التي تمثل الآن موقف الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 28.
اعتذار السعودية
بالنسبة لاعتذار السعودية وعن موقفها في مجلس الأمن هل جرت مشاورات عربية لثني السعودية عن قرارها؟
٭ لانزال في طور المباحثات والأمين العام تحدث مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول هذا الموضوع واستفسر منه، وهذا الموضوع لا يحظى فقط باهتمام الدول العربية وإنما باهتمام العالم كله لأنه موقف لا سابق له وموقف فتح مرة أخرى ملف إصلاح الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن وهذا الموضوع بدأ في السبعينيات وتم تجميد الموضوع والآن أعيد من خلال موقفين موقف المملكة الذي كان مفاجئا وصدمة للجميع وموقف فرنسا من خلال المقال الذي نشر لوزير خارجيتها لوران فابيوس وبلده عضو دائم في مجلس الأمن طالب بأن تكون هناك بعض المرونة في اتخاذ القرارات خصوصا في موضوع حماية المدنيين.
وأعتقد أن المملكة العربية السعودية بهذا الموقف الجريء وهذا الموقف الذي يمثل ضمير العالم الثالث الذي لا يشارك في وضع هذه الآليات بعد الحرب العالمية الثانية وضع هذا الموضوع على الطاولة وفتح الموضوع من جديد وعلينا كدول عربية وإسلامية أن نتفاعل معه.
من خلال مناقشتكم مع الطرف السعودي والقرار الذي فهم على انه احتجاج على التقارب الإيراني الأميركي وتهميش المطالب السعودية في الملف السوري، فهل لمستم هذا الأمر او قرأتموه من خلال مناقشتكم؟
٭ قراءتنا للموقف السعودي ان ما صدر من وزارة الخارجية السعودية لتبرير القرار هو قراءتنا في الجامعة العربية ففعلا مجلس الأمن مقصر في حفظ الأمن والسلام ومن المفروض اعتباره الذراع الأمنية والسلمية الأساسية ولم يقم بمهماته وكان هناك نموذج من فلسطين وسورية وقضايا اخرى.
مجلس الأمن لم يتغير منذ أشهر حتى الآن، لماذا أصرت المملكة واستمرت في ترشيح نفسها والاحتفال بالحصول على 176 صوتا اذا كانت غير راغبة في المقعد؟
٭ كمتابع ومحلل أنا انظر لهذه الناحية بان المملكة العربية السعودية عندما تأخذ موقعا سياسيا فلابد من بنائه على أسس ليعطي رد فعله فالسعودية اذا لم تتقدم لمجلس الأمن وتترشح وتعمل «لوبي» للنجاح فلن يكون هناك موقف لكن عندما تعبئ وتوظف ديبلوماسيتها للحصول على مقعد بأعلى عدد من الأصوات ثم تقول بأن هذا التشريف الذي تسعى وراءه كل الدول لا يشرفني اذا كان المجلس يسير في هذا الاتجاه وهنا تكون أعطت الرسالة التي كانت تهدف لها.
في ظل الإصرار العربي والدولي على قرار المملكة العربية السعودية، هل تلمستم من الأمير سعود الفيصل إمكانية عودة المملكة عن قرارها؟
٭ السعودية دولة لها مؤسسات يمكن ان ننتظر ردود الفعل لفترة ما.
ترشح بشار للرئاسة
يواجه انعقاد مؤتمر جنيف 2 إصرار الرئيس السوري بشار الأسد على الترشح للانتخابات المقبلة في مقابل وجود معارضة غير موحدة، فما المطلوب؟
٭ الجميع متفق على ان المأساة التي تواجه سورية يجب ان تتوقف والدماء التي تسيل كل يوم والقدرات التي تنزف والبلد الذي يهدم كل يوم وتنهار مقوماته الحضارية والاقتصادية وغيرها كلها خسارة لسورية والعرب، نحن نعتقد انه لا يوجد غالب ولا مغلوب اذا ذهبت الحكومة والمعارضة الى مؤتمر جنيف وناقشوا مصير بلدهم حول طاولة الحوار.
والهدف الثاني لو نأخذ بالاعتبار مسلمات موقف الحكومة وهي تعلي السقف وموقف المعارضة وهي تعلي السقف أيضا فلن نذهب الى اي مكان، فعلينا الآن ان نعمل على الهدف الأساسي والذي يجب ان يكون السوريون في مقدمته والدول العربية وبعدها الدول الإقليمية والمعنية الأخرى سواء أوروبا او أميركا، اذا كان هؤلاء جميعا مقتنعين بانه حان الوقت لوقف النزيف وجمع السوريين كلهم ودفع جهود هؤلاء كلهم باتجاه جنيف ربما نصل لوضع السوريين على طاولة الحوار ونغلق الباب ونقول لهم «مصير بلدكم في يدكم فقولوا لنا كيف تحلونه».
هناك عاملان في القضية السورية: التهيئة النفسية للمعارضة او غيرها وهناك عدم ثقة بين الجانبين، فكيف نتغلب على هذين العاملين لإقناع السوريين بأن مصيرهم في يدهم ووقتها سيكون هناك بداية للحل ونضعهم على السكة، وعندها حكاية النظام او رئيسه او المعارضة ستنتهي ولكن العامل الأساسي الآن هو كيف تشكل المعارضة وفدا له وحدة معارضة؟ فإذا لم تكن كل المعارضة فلتمثل اغلب التيارات والتنظيمات ويكون لها مصداقية في الداخل لأن الداخل له دور ويكون لها مصداقية مع المجتمع الدولي وخصوصا الدول المعنية بالأمر بعدها نقنع النظام بان يجلس مع المعارضة في الداخل والخارج وبان الوقت جاء دون انتقاء.
الا ترى أن الأمر يتطلب بداية وجود إجماع عربي على الموقف من القضية السورية والحل المنشود لها، لأن من يستمع للمواقف العربية يجد خلافات عربية عربية للإطار العام للازمة؟
٭ أنا معكم، والأمين العام لجامعة الدول العربية يجري الآن مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية من ضمنهم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وعدد من الوزراء الذين التقاهم في باريس والآن هناك اتصالات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب للنظر في الموضوعين السوري والفلسطيني، ومهما كانت مواقف الدول العربية تظهر فيها اختلافات الا ان هناك قاسما مشتركا نصل له في الحد الأدنى.
فالكل متفق على الحل السلمي وعلى وحدة سورية وسلامتها وعدم المساس بها أرضا وشعبا والكل مقتنع بان إطالة هذه الأزمة لا تخدم لا سورية ولا اي دولة عربية، التوافق صعب قليلا ولكن هناك موقفا يمثل الحد الأدنى للموقف العربي.
ولكن العداء لسورية اصبح مجاهرا به ولم تعد مسألة شعب ومطالب بس مسألة شخصية للبعض؟
٭ ليست هناك عداوة لسورية، بل هناك مواقف تجاه النظام وأخرى للمعارضة ولكن سورية الكل يعزها ويقدرها ويحرص عليها.
يقال ان الوضع تغير على الأرض في سورية بعد الاتفاق الأميركي ـ الروسي، هل من تغير في الموقف الأميركي برأيكم حول سورية؟
٭ ان تطور الأحداث والأزمة أدى الى هذه المرحلة والموقف الأميركي او الروسي مهما كانت دوافعه والجهد المطلوب اعتقد له أجندته الخاصة وبالنسبة لي كعربي أدين النظام وكل من استعمل السلاح الكيميائي وفتح هذا الباب على مصراعيه لأن ما يهم الدول الغربية الآن نزع السلاح الكيميائي الذي كان يسمى سلاح الضعفاء والذي كان احد أسلحة الترهيب، ولكن بعد سورية أصبحت الآن اسرائيل عارية بجانبها تمتلك القنبلة النووية ولا احد يتكلم معها. فالأخطاء وتراكماتها واستعمالها أدت الى هذا الأمر والجانب الآخر وهو ما نخشاه ان تسلط الأضواء كلها على السلاح الكيميائي وننسى الجوانب الأخرى للأزمة السورية، فللأسف الشعب يعاني من مناطق مغلقة ويصل لأمر بإصدار فتاوى بأكل لحم القطط والكلاب، هذا ما يؤلمني ويحز في أنفسنا ودائما المسؤولية الأساسية على القيادة السورية والمعارضة ونقول لهم ان التاريخ سيحاسبكم حسابا عسيرا على ما اقترفتموه في حق الشعب السوري والمنطقة.
دور الجامعة العربية
يؤخذ على جامعة الدول العربية أنها لم تقم بدور كبير في توحيد المعارضة السورية؟
٭ كان لدينا مبادرة 2012 وجمعنا المعارضة من الداخل والمجلس الوطني وعدد من الشخصيات واتفقوا على كثير من العناصر ولكن للأسف لم نصل الى المطلوب لأن المعارضة وقتها كانت تريد من الجامعة العربية ان ترفع يدها من الملف السوري وتضعه امام الأمم المتحدة، الآن لدينا اتصالات مع المعارضة في الداخل والخارج ومع الائتلاف لأنه بالنسبة للجامعة هو الممثل الشرعي لتطلعات الشعب السوري لكن مع الأسف مازال هناك كثير من العوائق لتوحيد المعارضة ولكن عندي أمل في ان المعارضة قبل الذهاب الى جنيف سيكون على الأقل وفد يمثل لا أقول كل المعارضة وانما كل التيارات التي تمثل المعارضة وننصح بمشاركة هيئة الائتلاف الوطنية ونصحنا الائتلاف بان يوسع دائرة التمثيل بكل التيارات وستكون هناك اتصالات في الأيام المقبلة مع المعارضة وفي الأمم المتحدة التقينا بهم وممثل الجامعة سيجتمع في اسطنبول وسيساهم وسيحاول في تليين موقفها.
هل تتوقعون مرونة في موقف الائتلاف؟
٭ إذا السوريون والدول العربية والاقليمية والدولية دفعوا لانعقاد جنيف فسيعقد المؤتمر.
ألن يحاسب التاريخ أيضا دولا ساهمت في تأجيج الصراع السوري وتراجعت الآن كقطر التي يقال انها طالبت دمشق بإعادة علاقتها الديبلوماسية معها؟
٭ لا أقف عندما ينشر ففيه الكثير من الأكاذيب والأمور غير الصحيحة، وأنا عندما أتكلم أتحدث عن تقارير موثوقة، والجامعة العربية وبالرغم من انقطاع الاتصالات مع سورية الا ان هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة تتم عبر المبعوث العربي الأخضر الإبراهيمي وعبر أطراف اخرى والآن علينا ان ننسى الماضي وتراكماته ونبحث في الحاضر والمستقبل كيف نلملم هذه المواقف ونساعد السوريين على التوجه لطاولة الحوار لوضع الأزمة على طريق الحل السياسي.
أما ما مضى فالأخطاء كبيرة ووقعت سواء من النظام او غيره، وأقولها للأمانة ان الموقف العربي منذ القرار الأخير كان دائما يقول ان الحل السياسي هو السليم وهو موقف جماعي، اما موقف دولة او غيرها
فلا يهمني بل انطلق من إطار اجتماعات الجامعة العربية.
كيف ترى وضع الجامعة العربية الآن؟
٭ الجامعة الآن دخلت مرحلة جديدة من حيث اعادة تطوير المجتمعات العربية فاما ان تواكب هذه التطورات وتسير معها بالرغم من ان الكثير من التطورات أخذت منحى لكنه سيستقيم بعد وقت، الجامعة العربية مطلوب منها مواكبة التغيرات والتفاعل معها والانسجام، ومن هنا جاءت عملية التطوير ونحن الآن لدينا اربع فرق لتطوير الجامعة وأدائها وإدخال موضوعات جديدة في صلب العمل العربي المشترك كحقوق الإنسان والديموقراطية والحكم الرشيد الذي يمثل الشعوب والقضايا التنموية والاقتصادية والتي كانت الكويت سباقة في طرح هذه المواضيع على أجندة الجامعة العربية والآن اصبح احد أساسيات ومنطلقات الجامعة العربي. فالفرق الأربعة أصبحت تعمل الآن ضمن فريق خاص بتعديل الميثاق وآخر للبعد الشعبي ومنظمات المجتمع المدني والبرلمان العربي وفريق خاص بإعادة الآليات للجامعة العربية وآخر للنواحي الاقتصادية من حيث الأولويات والتكامل الاقتصادي وهذه الفرق في عمل متواصل والمفروض ان تقدم تقريرها الأول في قمة الكويت المقبلة في مارس 2014 وبعد ظهور النتائج يمكننا النظر لرؤية اذا ما كانت الجامعة ستتبنى نتائج هذه الفرق لتطوير ادائها او عملها ام لا.
قمة الكويت
هل قمة الكويت ستكون انطلاقة حقيقية لعمل الجامعة ليكون فاعلا؟
٭ هذا ما نتمناه وما تعمل عليه الدول العربية في إطار هذه الفرق، فرق العمل التي أعطت قمة الدوحة الانطلاقة لتطوير الجامعة والنتائج ستعرض على قمة الكويت.
الجميع يأمل في نتائج ملموسة من القمة العربية ـ الأفريقية ما المأمول منها؟
٭ نحن الآن في طور التحضير للقمة وهي تسير على قدم وساق وشبه مستكملة، وستكون هناك مشاريع تنموية واستثمارية بين الإقليمين العربي والأفريقي، والقمة ستقام بوجود رجال الأعمال والقطاع الخاص لتحمل مسؤولياته وستفتح مجال الاستثمار امام الجانبين بما معناه ان الدول العربية تعطي كل الفرص والإمكانيات وتكيف قوانينها للسماح للأفارقة بالاستثمار وكذلك الدول الافريقية للسماح للعرب بالاستثمار خصوصا ان افريقيا مازالت واعدة وبكرا والزراعة والمياه والمناخ مكانها افريقيا، فالاستثمارات العربية المرصودة الآن واستثمارها في افريقيا سيغطي الفجوة الغذائية التي نعاني منها، إذا استطعنا ان ننجز عن طريق رجال الأعمال (فأنا أصبحت لا أؤمن بأن الحكومات تستثمر بل الحكومات عليها ان تسن القوانين وتحضر المناخ وتترك لرجال الأعمال العمل في الميدان)، ولهذا آمل ان تكون القمة بارزة في نواحي الاستثمار والنواحي التجارية وغيرها، نحن كدول عربية وأفريقية نواجه نفس المشاكل من حـيث التنمية والحكم الرشيد وبناء الديموقراطية، فنحن متقاربون وتجاربنا متشابهة ولا بد من الاستفادة من ذلك، ونحن في قارب واحد أمام عالم متقدم ونحن مازلنا نحبو ونهرول لنصل لشيء ما. الكويت وأقولها بكل أمانة فيها رجال فكر ورجال سياسة يعرفون كيف يحسبون الأمور ويقدرونها حق تقدير وأناس عمليون ونحن سنستفيد من هذه الخبرة لنطلق التعاون العربي ـ الأفريقي والذي نأمل ان يتدرج خطوة خطوة ليصبح شراكة عربية ـ أفريقية وكل مقوماتها موجودة وليست هناك اي عوائق في هذا المجال.
هل تلقيتم قائمة بأعداد القادة المشاركين في القمة سواء عرب او افارقة؟
٭ ستكون هناك مشاركة واسعة وعلى أعلى مستويات والتعهدات التي وصلتنا كأمانة عامة ومفوضية الاتحاد الأفريقي ان الكل حريص على ان يكون حاضرا ومشاركا ومساهما على مستوى القادة.
الى اي مدى سيؤثر التنافس الغربي على الشراكة العربية ـ الأفريقية؟
٭ توجد مستويات، الصين او الغرب مستواهما عال ولكن نحن مستوانا متواضع، ومع ذلك عندما تسمع بعض الشركات الأوروبية ان الدول العربية تريد الاستثمار في افريقيا يريدوننا ان نستثمر عبرهم وأنا أتكلم عن القطاع الخاص لأنه المنحى الذي سنشجعه فالآن بدأ الأوروبيون يتصلون بالعرب يعني هناك فرص.
مؤتمر المانحين
أوائل العام المقبل ستتم استضافة مؤتمر المانحين 2 في البلاد، هل برأيكم هناك قدرة على جمع ما تأمله الأمم المتحدة من 4 مليارات دولار خصوصا في ظل تخلف كثير من الدول في المؤتمر الأول للمانحين؟ وأين دور الجامعة العربية في حشد الدعم للمؤتمر؟
٭ أولا هذا المؤتمر الثاني سيكون فيه تقييم مدى التزام الدول بما تعهدت به فله جانب المتابعة والمراجعة والجانب الثاني الاضافة وسيركز على النازحين والمهجرين خارج سورية ومع الأسف ما أبلغتنا به الأمم المتحدة انهم وصلوا الى مليونين والنازحون داخل سورية تعدى 4 ملايين، فهذا موضوع انساني دون شك سيساهم في تخفيف معاناة هؤلاء في الداخل والخارج والكويت مشكورة أخذت المبادرة وتحمست للأمر وفي لقائنا في الأمم المتحدة بين الأمين العام للجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة على مدى مرتين التقينا هناك على مدى 10 ايام كانت هناك اشادة دائمة للكويت وبمبادرة الكويت ونأمل هذا الاجتماع والدول عندما تتعهد ولم تدفع ثم تدعى لمؤتمر ثان ستدفع قبل ان تأتي وهذا نوع سياسي ونفسي له نفع.
الخلاف المصري ـ الحمساوي
كيف تقرأون الخلاف المصري ـ الحمساوي وهل الطرف الحمساوي داخل في المباحثات ام انكم تؤمنون بأن المنظمة هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني؟
٭ نحن قلقون على هذا الانشقاق بين الفلسطينيين وعودة المصالحة يشكل مكسبا وقوة للموقف الفلسطيني والتمادي في الانشقاق سيخفف الدعم الدولي لفلسطين وهناك اتفاقيات سواء اتفاقية الدوحة او القاهرة للمصالحة فكل دعواتنا وكل ما نتمناه للإخوة الفلسطينيين ان يعودوا الى جادة المصالحة الوطنية لأنها المكسب والحصن الحصين الذي يقي القضية الفلسطينية مما تقوم به اسرائيل لأنه لو كانت الوحدة الفلسطينية قائمة الآن والموقف الفلسطيني قويا لم تكن اسرائيل تستطيع التمادي في هذه الممارسات.