ضاري المطيري
دعا المتحدثون في المهرجان التضامني المقام لنصرة غزة والذي اشرفت عليه جمعية المهندسين اول من امس الجموع الغفيرة في العالم العربي والاسلامي الى بذل المزيد من الاموال في نصرة غزة مع ما يبذله اهلها من ارواح لحماية ارض العزة والكرامة وآخر حصون المسلمين، ومطالبين بعدم قتل روح المقاومة في نفس الامة وخذلان المجاهدين او الدفاع عن الانتهاكات الصهيونية التي جانبت كل معان الانسانية واختلاق الاعذار لها.
واعتبر المتحدثون في المهرجان الذي كان بعنوان «من.. لغزة؟» أن ما يحدث في غزة يؤكد أن الأمة مازال فيها خير وعزة وكرامة، مناشدين ولاة الأمر ضرورة التحرك الفاعل وإعادة الخطى الحقيقية نحو النصر وحفظ الدماء المسلمة المستباحة في أرض فلسطين.
بداية قال الداعية محمد حسين يعقوب إن الإجابة على سؤال من لغزة؟ هي قولنا لاهلنا «لكم الله»، مؤكدا ان هذه الاجابة لا يفهم منها اطلاقا اعفاء دور بقية المسلمين، ذلك لأن الله تعالى يقول «ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض».
وخاطب اهل غزة بقوله «ان نصر الله قريب»، مبينا ان تأخر نصر الله للمسلمين في غزة كان من انفسنا ومن ذنوبنا سائلا الله ان يردنا جميعا للاسلام ردا جميلا.
النصر للمؤمنين الكمّل
واوضح ان نصر الله الموعود انما يكون للمؤمنين الكمل، فبقدر نقص الايمان لدينا ينتقص النصر عندنا، مبينا ان ما اصاب اهالي غزة انما سببه نحن فلنسأل أنفسنا ولنحاسبها على تقصيرها في جنب الله.
وقال الداعية يعقوب: لتسكت الاصوات الا اصواتا تسأل الله نصرة المستضعفين في غزة، داعيا الامة الى نجدة ونصرة غزة، واضاف انه اذا كنا لله كما يريد يكن الله لنا فوق ما نريد، قال تعالى(ان تنصروا الله ينصركم).
عذراً
من جهته، قال الداعية ناظم المسباح: نعتذر لاخواننا في غزة لما نقدمه من نصرة للضعفاء، فهم يعلمون ما يحول بيننا من عوائق لنصرتهم الحقيقية، واضاف ان اسرائيل في موقف لا تحسد عليه، فكل طفل فلسطيني يعلم انه مهما طال الزمن او قصر فيجب اجتثاثهم من ارض فلسطين الطيبة، الارض المباركة التي جاء ذكرها في 7 آيات من القرآن الكريم، وتابع ان هذه الامة لم تقهر كما خطط لها اعداؤها، حيث حاولوا قتل وقهر روح المقاومة فيها فما استطاعوا.
واشار الى ان المقاومة المتمثلة في حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى والتي لديها المزيد لبذل الارواح فيها دلائل على وجود مكامن القوى في هذه الامة، بخلاف بعض المرجفين الذين يزعمون ألا عدة ولا قوة لنا.
واوضح المسباح ان غزة تحاصر من 7 الوية عسكرية وتقصف من البر والجو والبحر مع دعم دول لها، مطالبا من ولاة الامر والدول العربية التحرك والسعي لنصرتها.
وقال: نحن لا نطلب من ولاتنا اكثر من قدرتهم وطاقاتهم، لكننا نطالبهم بالمحاسبة ماذا فعلتم واعددتم؟ فلم نر خطى حقيقية نحو العزة والكرامة بل رأينا الخنوع والرجوع، وتابع: نصيحة لولاة الامر نذكركم بمساءلة الله لكم كما قال تعالى (وقفوهم انهم مسؤولون)، كما طالبهم بمواقف قوية تجاه هذه المأساة.
وتابع المسباح: لا يجوز ان نستغرب من قسوة اليهود وطغيانهم وقتلهم للابرياء من النساء والاطفال وكل من يقف في طريقهم أو هدمهم للمساجد والمنازل، فالقرآن وصف قلوبهم بالقسوة.
قسوة اليهود
وتابع ان الله قال في وصفهم «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة»، فقال حجارة ولم يقل حديدا فالحديد تلينه النار بينما الحجارة لا يلينها شيء حتى النار.
وأضاف ان الله قال فيهم «لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة» فكيف بعد ذلك نأمن جانبهم أو نستغرب من غدرهم ونقضهم للمواثيق والعهود.
وطالب المسباح بان نحول المظاهرات والمهرجانات الى خطى عملية اكثر، لافتا الى أهمية سلاح الدعاء وخاصة قبل الفجر في آخر الليل ومع السحر، وقال ندعو ونرفع ايدينا في الساعة الاخيرة من الليل التي يتجلى الله بها وينزل إلى السماء الدنيا يجيب سؤال العبد، مبينا ان هذا هو الذي ينفع حقا.
واضاف: لنقتطع من أموالنا ولنقلل من شهواتنا وترفنا ولنبذل من أموالنا، فالمال قوة حيث ان الجهاد بالمال قدم في آيات كثيرة من القرآن على الجهاد بالنفس.
وبعث برسالة لولاة الأمر فقال «لا نريد الكراسي، هنيئا لكم هذه الكراسي، وندعو لكم بالهداية والاستقامة لكن قوموا بحفظ دمائنا».
واضاف ان المقاومة في غزة لم تصنعها الانظمة مع الاسف انما صنعتها الشعوب الطيبة، وقال ان اسماعيل هنية تربى في مساجد الكويت بين القرآن والسنة، وتابع: لكنهم لا يريدون رئيس وزراء من طراز اسماعيل هنية الذي يخرج من صلاة الجمعة في المسجد ليصرح أمام وسائل الإعلام.
ومن جهته، دعا الداعية يوسف السند الى ان نكون اناسا عمليين وقال لتكن ليلتنا ليلة رباط، كما ان هل غزة هناك يبذلون الأرواح فلنبذل نحن الأموال، وقال ان الله يقول (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون)، فهم ينفقون اموالهم ليكونوا خاسرين إذن فلنبذل أموالنا لنكون نحن المنتصرين.
وطالب السند الحضور بأن ينووا هذه الليلة نية الرباط والجهاد، مستشهدا بقول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) في فضل ذلك «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه».
لا لليأس
وأضاف: لنذبح اليأس والقنوط فلا يأس ولا قنوط عند المسلمين ولنحيي فينا العزة والكرامة، وتابع ان اسماعيل هنية وقادة حماس ثابتون في أرض المعركة وينفقون اموالهم فلماذا لا ننفق نحن ايضا؟ وبدوره اعتبر الشيخ حسين المعتوق ان ما نشاهده في فلسطين وفي غزة بالذات بشائر نصر، موضحا انه ليس لدينا ما نخاف منه فاسرائيل تعاني من ضعف الى ضعف.
وقال كنا نعتمد على الجامعة والأنظمة العربية والتي لم ولن تنفعنا، مبينا ان الشعوب اليوم اقوى منها بالامس، وتابع ان اسرائيل التي لا تهزم فشلت ولم تستطع ان تجتث حماس.
واضاف ان تلك الدماء التي سالت في غزة هي سر حياة الامة وضميرها وقلبها النابض، وقال ان مشروع اسرائيل ومشروع بعض الدول العربية والاسلامية هو القضاء على صحوة الأمة، كما استنكر المعتوق ما يراه في صحفنا ممن يتهجمون على المقاومة والمجاهدين ويدافع عن اسرائيل.
وطالب بأن يكون التفاعل والحضور في المهرجانات والمظاهرات اكثر، وقال اذا كان الحضور يضغط على الانظمة فقد صار الحضور واجبا (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
قطع العلاقات مع إسرائيل
وبدوره قال رئيس جمعية المهندسين م.طلال القحطاني ان قطر دعت الى قمة عربية عاجلة مشكورة بينما كان الاولى بها ان تقطع العلاقات مع اسرائيل، موضحا ان الامة اكتفت بتسجيل المواقف على حساب الانجاز.
وتابع: ان تواطؤ العالم مع القاتل ضد الضحية ليس بجديد، كما ان تخاذل الدول العربية ليس بجديد ايضا، مستغربا كيف لهيلاري كلينتون ان تتعاطف مع الشعب الاسرائيلي بدلا من التعاطف مع ضحايا غزة الابرياء.
وأكد أن ما يتم في غزة امتحان وتمحيص، مضيفا ان مناصرة غزة لا تقتصر على المظاهرات، ولن نكف السنتنا عن الدعاء ولا أيدينا عن التضرع الى الله لنصرة غزة.