أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أن القمة الاقتصادية، قمة التضامن مع غزة، التي استضافتها الكويت كانت فرصة للنظر بعمق في العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة، مشيرا الى ان القادة العرب «أعطوا هذه القضية الأولوية القصوى».
وقال سموه ـ في الكلمة الختامية للقمة ـ ان المؤتمر كان فرصة للقاء أخوي تاريخي جمع الاخوة الأشقاء وأسهم في تنقية الأجواء لتعود اللحمة إلى الصف العربي.
ولفت سموه إلى ان قمة الكويت كانت قمة انطلاق اقتصادي وتنموي واجتماعي عربي وهي قمة التضامن مع أهلنا في غزة أيضا.
وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الأمير:
بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله تعالى على جزيل نعمه ونصلي ونسلم على خير رسله سيدنا محمد وآله وصحبه، اخواني اصحاب الجلالة والفخامة والسمو أصحاب المعالي والسعادة ضيوفنا الكرام، لقد سعد شعب الكويت وسعدت شخصيا على مدى هذين اليومين بتواجدكم بيننا اشقاء أعزاء في لقاء اخوي سيبقى يذكره شعبنا بأكبر تقدير وأعظم اعتزاز.
وقد أتاح لنا هذا اللقاء المبارك الفرصة للنظر بعمق في العدوان الاسرائيلي الغاشم الذي تعرض له شعبنا المناضل في غزة وما ارتكب خلاله من جرائم استبيحت فيها كل المحرمات، ولم تراع فيها أي قواعد أو قوانين أو أعراف أو قرارات دولية في جريمة اتحد العالم كله في إدانتها وفضح طبيعتها الوحشية وإلقاء المسؤولية الكاملة على اسرائيل فيها، ولقد اولى قادة الامة العربية الاولوية القصوى لهذا الحدث والنظر في تداعياته وآثاره، وتم بفضل الله تعالى التوصل الى النتائج التي عبرت عن الرؤى المشتركة لدولنا حيالها وتفاعلنا الايجابي مع تطوراتها.
كما أتاح لنا ايضا فرصة للقاء اخوي تاريخي جمع الاخوة الاشقاء وأسهم في تنقية الاجواء لتعود اللحمة ولله الحمد الى الصف العربي متطلعين الى البناء مستقبلا على هذا اللقاء المبارك.
وهكذا كانت قمة الكويت قمة انطلاق اقتصادي وتنموي واجتماعي عربي قمة التضامن مع اهلنا في غزة ومساعدتهم على تجاوز آثار العدوان وتداعياته، قمة استعادة التضامن العربي واصلاح ذات البين بين اعضاء الاسرة العربية الواحدة ووضعها على المسار الصحيح تحقيقا للمزيد من التقارب بين الاشقاء ايمانا بوحدة المصير وتجسيدا لروح التضامن العربي.
ان الوقوف مع اهلنا في غزة واعادة اعمار ذلك القطاع المنكوب أضحى مسؤولية دولية جماعية، وان ما اتفقنا عليه يمثل خطوة نحو إزالة آثار ذلك العدوان وتداعياته ومدخلا لتحقيق السلام ودعما لمختلف الجهود الرامية الى تثبيت وقف اطلاق النار وانهاء العدوان وانسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع ورفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وتعزيز جهود الدول المانحة من اجل اعادة اعمار ما دمرته الآلة العسكرية الاسرائيلية في غزة.
ان دولة الكويت تتطلع بكل تفاؤل الى الاجتماع الدولي للدول المانحة في الشهر القادم والذي تمت الدعوة اليه في قمة شرم الشيخ الدولية لإعادة اعمار غزة وسوف تعلن مساهمتها في هذا المؤتمر.
اننا نترحم على ارواح الابرياء من اشقائنا الفلسطينيين الذين سقطوا نتيجة ذلك العدوان ونحتسبهم عند الله شهداء، ونتمنى للمصابين منهم سرعة الشفاء والعافية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ان ما تم انجازه وإقراره في هذه القمة الاقتصادية من مشاريع وما صدر عنها من قرارات يعتبر لبنة رئيسية في البنيان الاقتصادي وفي الصرح التنموي لأمتنا العربية ويشكل فرصة سانحة للقطاع الخاص ليساهم في تنفيذ تلك المشاريع والبرامج التنموية.
لكنه ومهما كانت المشاريع طموحة والقرارات واقعية فإن شعوبنا العربية تعلق نجاحها بمدى القدرة على تحويلها الى واقع عملي يحقق الاهداف المرجوة من وراء ذلك.
اننا عاقدون العزم ان شاء الله، ومطالبون، على متابعة تلك المشاريع والقرارات مع جميع الجهات ذات العلاقة ضمن آلية جديدة لتجد طريقها الى التنفيذ الفعلي ويجني ثمارها المواطن العربي.
ويسرني في الختام ان أجدد الشكر لكم اخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو للمشاركة الفاعلة والمساهمات الشخصية في اثراء النقاش.
فبفضل حكمتكم ورحابة صدوركم استطعنا بتوفيق من المولى تعالى تحقيق هذه النتائج الخيرة.
كما أشكر معالي الامين العام لجامعة الدول العربية الاخ عمرو موسى ووفد الامانة العامة لجامعة الدول العربية على الجهد الواضح والاعداد الجيد لهذه القمة ولجميع من ساهم في انجاحها.
مبتهلين الى الباري جل وعلا ان يسدد خطانا ويوفقنا لكل ما فيه خير وخدمة أمتنا العربية صاحبتكم السلامة ورافقتكم عناية الله في الحل والترحال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.