دارين العلي
أكد مدير معهد الكويت للأبحاث العلمية د.ناجي المطيري على «أن دراسات وأبحاث المعهد تناقش بوعي وعمق وموضوعية جميع المشكلات البيئية وقضايا التنمية وسبل تطوير وصيانة وتنمية الموارد الطبيعية واستراتيجيات نقل وابتكار التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة المجتمع، والاستخدام الأمثل لشبكة المعلومات وتطوير قدراتها».
كلام المطيري جاء خلال حفل تكريم فريق العمل القائم على مشروع «إعادة تأهيل مقالع الصلبوخ بمنطقة اللياح»، حيث تم استعراض النتائج والتوصيات التي تمخضت عن الدراسة ومنها ضرورة انشاء جهاز اداري خاص توكل له مهمة إدارة خطة إعادة التأهيل طويلة الأمد ووضع خطة استراتيجية تستمر من 10 الى 20 سنة كفيلة بإعادة تأهيل جميع المناطق التي كانت مستخدمة لاستخراج الصلبوخ.
وقال المطيري «يأتي مشروع إعادة تأهيل مقالع الصلبوخ في منطقة اللياح ضمن المفهوم الذي يتبناه المعهد في أن يكون البحث العلمي التطبيقي المعني بمعالجة مشكلات البيئة الكويتية على رأس اولوياته، وكانت المبادرة لتنفيذ المشروع نابعة من مجلس الوزراء الموقر الذي اصدر في عام 1995 قرارا بوقف استغلال الصلبوخ بالكويت وذلك لمعالجة التدهور البيئي الناجم عن عمليات الاستغلال، ومن ثم تم تشكيل فريق عمل وطني يمثل الجهات المعنية للقيام بالتقييم البيئي للموقع ولتحديد الأسلوب الأمثل لتسوية سطح الأرض وردم الحفر»، متابعا «وبعد انتهاء هذه المرحلة توجهت الجهود لتنفيذ برنامج إعادة البيئة وتنمية الحياة الفطرية النباتية والحيوانية، وهو ما نفذه فريق المعهد خلال خمس سنوات من عام 2003 الى 2008».
واشار الى «ان فريق عمل المشروع قد واجه الكثير من التحديات التي فرضتها مجموعة من العوامل منها: التعامل مع معالم أرضية متنوعة، موارد طبيعية مهددة، بيئة منهكة نتيجة عمليات تدمير بيئية استمرت اكثر من أربعين عاما، ولكن استطاع فريقنا ان يعيد الحياة لهذه البيئة بتعاون ممتاز ومثالي من لجنة متابعة القرارات الأمنية ولجنة ردم المقالع»، مضيفا «ومن مؤشرات ذلك ازدهار مجموعات كبيرة من النباتات وانتشار اعداد وافرة من الحيوانات والطيور البرية في عدد من مواقع المشروع».
ولفت الى «ان هذا الجهد والنجاح حاز تقدير فريق لجنة الأمم المتحدة لتقدير التعويضات، الذي اشاد بنتائج عمل المشروع خلال زيارته للموقع في شهر ابريل الماضي، وأثنى على الجهود التي ادت لعودة الحياة الفطرية وتأهيل التربة على الرغم من قسوة الظروف وزيادة حدة التدهور البيئي على الحدود المقبولة عالميا».
وأكد على «أهمية التأهيل بعيد المدى لمنظومة البيئة الصحراوية في الكويت، وضرورة ان تتكاتف الجهود لاعادة تأهيل مساحات شاسعة بالمناطق الشمالية الغربية من البلاد».
ومن جهته، استعرض رئيس مشروع اعادة تأهيل مقالع الصلبوخ في منطقة اللياح د.سالم الحجرف بعض المعلومات الموجزة عن الظروف البيئية التي استدعت القيام بهذه الدراسة وسلط الضوء على أهم النتائج التي توصل اليها فريق العمل الذي قام على تنفيذ الدراسة، قائلا: «الآن وبعد مرور خمسة أعوام على بدء هذه الدراسة تبين لنا بما لا يدعو مجالا للشك ان البيئة الصحراوية في الكويت تمتلك المقومات الضرورية لكي تعود الى ما كانت عليه في السابق شريطة ان نعطيها نحن الفرصة لتقوم بذلك حيث تعتبر هذه البيئة من البيئات شديدة التأثر سلبا وايجابا بأي تغير يطرأ عليها ويكون هذا التأثير سريعا في كلتا الحالتين».
وأفاد رئيس لجنة متابعة القرارات الأمنية في مجلس الوزراء الفريق محمد البدر في تصريح للصحافيين بأن المشروع نموذج من نماذج محاولة لاعادة الحياة الفطرية في الأماكن التي دمرت، ونشكر الجهود التي بذلت من قبل المعهد في معاونتنا في هذا السياق، ولأجل ان تستكمل هذه الجهود التي ستظهر على المدى البعيد عقب عشرات السنين لنصل الى مرادنا في ان نستطيع التغلب على تثبيت التربة ويساهم في هذا عدم ادارة الغبار و استغلال الأرض الميتة التي تم اتلافها.
وأكد انه سيتم العمل في كل المناطق المدمرة من عمليات استخراج الصلبوخ، ولكن الهدف الذي نسعى اليه هو أننا عندما نقوم بتسويتها يجب ان نعمل على تثبيتها بنبات كما كانت في السابق.
وأشار الى «ان المشروع بحاجة الى تكاليف يرعى ميزانيتها مجلس الوزراء، فكل مرحلة لها ميزانية يوجد بها بند لاستمرار هذا العمل».